المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Mary Fairfax Greig Somerville
12-7-2016
Example of First order Reactions
25-9-2018
فضل سورة الأنعام
2023-10-28
الأنزيمات المحللة للكايتين Chitinases
1-11-2017
{والله يدعوا الى‏ دار السلام}
2024-06-22
رطوبة مطلقة humidity, absolute
6-3-2020


الوفود المهنئة والمؤيدة لبيعة الامام  
  
3575   01:26 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص20-22
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

عمّت الفرحة الكبرى جميع أنحاء العالم الإسلامي وهرعت الوفود إلى المدينة وهي تعلن تأييدها لحكومة الإمام وولاءها فقد وفدت إلى المدينة جمهرة كبيرة من اليمن لتهنئة الإمام والمسلمين بهذه البيعة المباركة وكان الوفد في أثناء مسيرته ينشد ارجوزة له كان منها هذا البيت :

سيروا بنا في ظلمة الحنادس         في مهمة قفر الفلاة واهس

 ولمّا قدموا إلى المدينة أمر الإمام (عليه السلام) باستقبالهم والترحيب بهم فخرج إليهم مالك وقال لهم : قدمتم خير مقدم إلى قوم يحبّونكم وتحبّونهم إلى إمام عادل وخليفة فاضل قد رضي به المسلمون وبايعه الأنصار والمهاجرون , وأقبل الوفد يسير وأمامهم الزعيم مالك الأشتر فلمّا تشرّفوا بمقابلة الإمام رفع مالك صوته قائلا :

أتتك عصابة من خير قوم           يمانيّون من حضر وبادي

 ورحّب بهم الإمام وقدّم لهم شكره الجزيل على تهنئتهم له بالخلافة.

أمّا قبائل همدان فقد عرفت بالولاء والإخلاص للإمام وقد زحفت إلى المدينة بقيادة زعيمها رفاعة بن وائل وهي تقدّم ولاءها للإمام ودعمها الكامل لحكومته وكان ممّا قاله رفاعة زعيم الوفد :

نسير إلى عليّ ذي المعالي         بخير عصابة يمن كرام

ومن جملة الوفود المهنّئة وفد جهينة بزعامة كيسون بن سلمة الجهني وقد أنشد عند مقابلته للإمام أبياتا منها هذا البيت :

أجبنا عليّا بعل بنت نبيّنا       على كلّ حنذيذ من الخيل سابح

ووفدت بجيلة على الإمام ترفع تهانيها له وعلى رأسها شاعرها رويبة العجلي وهو ينشد :

أجبناه دون الهاشميّ سوابح         ومواه براق مقفرات موادخ

هذه بعض الوفود التي أقبلت إلى المدينة وهي تهنّئ الإمام (عليه السلام) بالخلافة ولم يعهد نظير ذلك في بيعة الخلفاء الذين سبقوا الإمام.

أمّا الإمام (عليه السلام) فهو أوّل خليفة دعي له على المنابر بالتأييد والنصر ولم يحظ بمثل ذلك غيره وكان أوّل من دعا له عبد الله بن عباس فقال : اللهمّ انصر عليا على الحقّ  .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.