المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ثقة الاسلام محمد بن أبي عمير
21-05-2015
الإضافة
20-10-2014
 روز i. rose
11-5-2016
هل ينسى النبيّ (صلى الله عليه واله) القرآن ؟!
18-11-2014
تعدّد الزوجات
12-10-2014
رسائل للسان الدين
23-8-2022


تسمية امّه وابيه له  
  
3851   01:38 صباحاً   التاريخ: 9-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص45-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

بهرت السيّدة فاطمة بمنظر وليدها العظيم فقد رأت الفروسية بادية عليه والشجاعة ماثلة فيه ورأت سلامة جسده فسمّته حيدرة وهو من أسماء الأسد وكان الإمام كما سمّته امّه بالأسد فقد كان أسد الله وأسد رسوله وهو الذي حصد بسيفه رءوس شجعان العرب في سبيل الإسلام وكان (عليه‌ السلام) يعتزّ بهذه التسمية وخاطب فارس العرب عمرو بن عبد ودّ حين نازله في ميدان الحرب فقال له :

أنا الّذي سمّتني امّي حيدره                كليث غابات شديد قسوره

ولم يلبث أن أطاح برأس عمرو وكان ذلك من الانتصارات الباهرة التي أحرزها الإسلام.

ويقول الشاعر الملهم بولس سلامة :

هالت الامّ صرخة جال فيها                 بعض شيء من همهمات الاسود

دعت الشّبل حيدرا وتمنّت                  وأكبّت على الرّجاء المديد

أسدا سمّت ابنها كأبيها                    لبدة الجدّ اهديت للحفيد

أمّا أبوه شيخ البطحاء ومؤمن قريش فإنّه دخل الكعبة المقدّسة وناجى الله تعالى بإخلاص أن يلهمه تسمية وليده المبارك قائلا :

يا ربّ هذا الغسق الدّجى                   والقمر المنبلج المضيّ

بيّن لنا من أمرك الخفيّ           ما ذا ترى في اسم ذا الصّبيّ

فألهمه الله تعالى أن يسمّيه عليّا فخرج من البيت الحرام وهو ينشد أمام قريش :

سمّيته بعليّ كي يدوم له                   عزّ العلوّ وفخر العزّ أدومه

لقد كان هذا الاسم المبارك الذي سمّته به السماء من أحسن الأسماء وأجملها فقد كان الإمام عاليا في مواهبه وعبقرياته وعاليا في إيمانه وسموّ أخلاقه وعاليا فيما وهبه الله من طاقات الفضل والأدب والكمال.

يقول عبد الباقي العمري :

أنت العليّ الّذي فوق العلى رفعا           ببطن مكّة عند البيت إذ وضعا

سمّتك امّك بنت اللّيث حيدرة               أكرم بلبوة ليث أنجبت سبعا

ولد أمير البيان ورائد العدالة الإسلامية الإمام (عليه‌ السلام) في يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة وبالحساب الميلادي كانت ولادته سنة ٦٠0م وقد ولد قبل البعثة النبوية باثنتي عشرة سنة وقيل أقلّ من ذلك .

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.