أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
1491
التاريخ: 16-10-2014
2118
التاريخ: 16-10-2014
3390
التاريخ: 2024-09-01
249
|
قال تعالى : {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [هود : 13] .
أنّ القرآن دعا في بعض آياته المنكرين لنبوة محمّد والمخالفين له إِلى الإِتيان بمثل القرآن ، كما في سورة الإِسراء الآية (88) . وفي مكان آخر إِلى الإِتيان بعشر سور ، كما هو في الآيات التي بين أيدينا ـ محل البحث ـ وفي مكان آخر دعا المخالفين إِلى سورة مثل سور القرآن ، كما في سورة البقرة الآية (23).
ولهذا السبب بحث جماعة من المفسّرين هذا «السرّ» في التفاوت في التحدّي والدعوة إِلى المواجهة ، فما هو ؟! ولِمَ في مكان من القرآن يطلب الإِتيان بمثله. وفي مكان بعشر سور ، وفي مكان يطلب الإِتيان بسورة واحدة ؟! وقد اتبعوا طرقاً مختلفة في الإِجابة على هذا السؤال. ألف ـ يعتقد البعض أنّ هذا التفاوت من قبيل التنازل من مرحلة عُليا إِلى مرحلة أقل على سبيل المثال ، أن يقول قائل لآخر : إِذا كنتَ ماهراً مثلي في فن الكتابة والشعر فاكتب كتاباً ككتابي وهات ديوان شعر كديواني ، ثمّ يتنازل ويقول فهات فصلا مثل فصول كتابي ، إِلى أن يتحدّاه بأن يأتي بصفحة مثل صفحاته.
ولكن هذا الجواب يكون صحيحاً في صورة ما لو كانت سور الإِسراء وهود ويونس والبقرة قد نزلت بهذا الترتيب ، كما هو منقول في كتاب «تأريخ القرآن» عن الفهرست لابن النديم ، لأنّه يقول إِنّ سورة الإِسراء رقمها في السور (48) ، وسورة هود (49) ، وسورة يونس (51) ، والبقرة هي السورة التسعون النازلة على محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولكن هذا الكلام لاينسجم مع ترتيب السور في التفاسير الإِسلامية.
يرى البعض أن ترتيب السور الآنفة رغم عدم توافقها مع ترتيب التحدي من الأعلى الى الأدنى ، ولكن نعلم أنّ جميع آيات السورة الواحدة لم تنزل مجموعة في آن واحد ، فبعض الآيات كانت تتأخر في النزول مدة ثمّ يُلحقها النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسورة الفلانية بحسب تناسبها معها ، وفي محل كلامنا هذا يمكن أن يكون الأمر كذلك ، وعلى هذا فإنّ تاريخ السور لا يتنافى مع التنزّل ، أو التنازل من مرحلة عليا إِلى مرحلة دنيا.
هناك احتمال آخر لحل هذا الإِشكال هو أنّ أجزاء «القرآن» أجزاء تطلق على الكل وعلى البعض منه ، فنحن نقرأ في الآية الأُولى من سورة الجن {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} وواضح أنّهم سمعوا بعض القرآن لا أنّهم سمعوا القرآن كلّه ، ولفظ القرآن في الأساس مشتق من القراءة ، ومن المعلوم أنّ القراءة والتلاوة تصدق على جميع القرآن وعلى جزء منه أيضاً ، فعلى هذا يكون التحدي بـ«مثل القرآن» غير مقصود به التحدي بالإِتيان بمثل جميع القرآن ، وهو ينسجم بهذا المعنى مع التحدي بعشر سور منه أو حتى بسورة واحدة. ومن جهة أُخرى فإِنّ السورة في الأصل تعني «المجموعة المحدودة» ، فيكون إِطلاقها على مجموعة آيات صحيحاً وإِن لم يكن ذلك غير جار في الإِصطلاح العرفي.
وبتعبير آخر فإِنّ السورة تطلق على معنيين :
الأول : يراد به مجموعة الآيات التي تبحث عن هدف معين .
والثّاني : يراد به ما بدىء بـ (بسم الله الرحمن الرحيم) وينتهي قبل (بسم الله الرحمن الرحيم) .
والشاهد على هذا قوله تعالى في سورة التوبة الآية (86) : {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ } فالواضح من هذه الآية أن المراد بالسورة من قوله : (وإذا أنزلت سورة) ليس إلاّ الآيات التي تحمل الهدف الآنف ، وهو الإيمان بالله والجهاد مع الرّسول ، وإن كانت الآيات بعضاً من سورة ! ..
أمّا «الراغب الأصبهاني» فيقول في مفرداته في تفسير أوّل سورة النّور (سورة أنزلناها) أي جملة من الأحكام والحكم. فكما نلاحظ هنا أن الراغب فسّر السورة بمجموعة من الأحكام والحكم ، فلا يبقي فارق مهم بين ألفاظ «القرآن» و «عشر سور» و «سورة» من حيث المفهوم اللغوي.
والنتيجة أنّ تحدي القرآن ليس من قبيل التحدي بكلمة واحدة أو بجملة واحدة ، حتى يدعي مدع أنّه قادر على الإتيان بآية مثل آية (والضحى) أو آية (مدهامتّان) ـ أو أنّه يستطيع أن يأتي بجمل بسيطة كما في القرآن ، بل التحدي في كل مكان بمجموعة من الآيات التي تحمل هدفاً معيناً «فتأمل» .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|