المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تفسير الاية (106-111) من سورة النحل
14-8-2020
تحديد الحدود في الأنهار- مجرى الملاحة
19-11-2020
جواز بط الخراج وشق الدمل.
26-4-2016
Electrochemical energy
17-4-2021
Imaginary Condition
15-6-2021
الأشكال العامة للمرافئ - المرافئ الطبيعية- مرفأ الجزر
8-8-2022


الحرمان الاقتصادي في يثرب  
  
3498   02:35 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص123-124.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 3619
التاريخ: 6-4-2016 2848
التاريخ: 6-4-2016 5375
التاريخ: 6-4-2016 3577

أشاع معاوية الحرمان الاقتصادي في بعض الأقطار التي كانت تضمّ الجبهة المعارضة له فنشر فيها البؤس والحاجة حتّى لا تتمكن مِن القيام بأيّة معارضة له حيث سعى معاوية لإضعاف يثرب فلمْ ينفق على المدنيين أي شيء مِن المال وجهد على فقرهم وحرمانهم ؛ لأنّهم مِن معاقل المعارضة لحكمه وفيهم كثير مِن الشخصيات الحاقدة على الاُسرة الاُمويّة الطامعة في الحكم.

يقول المؤرّخون : إنّه أجبرهم على بيع أملاكهم فاشتراها بأبخس الأثمان وقد أرسل القيّم على أملاكه لتحصيل وارداتها فمنعوه عنها وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمّد وقالوا له : إنّ هذه الأموال لنا كلّها وإنّ معاوية آثر علينا في عطائنا ولمْ يعطنا درهماً فما فوقه حتّى مضّنا الزمان ونالتنا المجاعة فاشتراها بجزء مِن مئة مِن ثمنها ؛ فردّ عليهم حاكم المدينة بأقسى القول وأمرّه.

ووفد على معاوية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري فلمْ يأذن له ؛ تحقيراً وتوهيناً به فانصرف عنه فوجّه له معاوية بستمئة درهم فردّها جابر وكتب إليه :

وإنّي لأختار القنوعَ على الغِنى            إذا اجتمعا والماءُ بالباردِ المحضِ

وأقضي على نفسي إذا الأمر نابني        وفي الناس مَنْ يُقضى عليهِ ولا يقضي

وألبسُ أثوابَ الحياءِ وقد أرى               مكانَ الغنى ألاّ أهينُ له عرضي

قال لرسول معاوية : قل له : والله يا بن آكلة الأكباد لا تجد في صحيفتك حسنة أنا سببها أبداً ؛ وانتشر الفقر في بيوت الأنصار وخيّم عليهم البؤس حتّى لمْ يتمكن الرجل منهم على شراء راحلة يستعين بها على شؤونه ولمّا حجّ معاوية واجتاز على يثرب استقبله الناس ومنهم الأنصار وكان أكثرهم مشاة فقال لهم : ما منعكم مِن تلقيِّ كما يتلقّاني الناس؟ فقال له سعيد بن عبادة : منعنا مِن ذلك قلّة الظهر وخفّة ذات اليد وإلحاح الزمان علينا وإيثارك بمعروفك غيرنا.

فقال له معاوية باستهزاء وسخرية : أين أنتم عن نواضح المدينة؟ فسدّد له سعيد سهماً مِن منطقه الفياض قائلاً : نحرناها يوم بدر يوم قتلنا حنظلة بن أبي سفيان .

لقد قضت سياسة معاوية بنشر المجاعة في يثرب وحرمان أهلها مِن الصّلة والعطاء , يقول عبد الله بن الزبير في رسالته إلى يزيد : فلعمري ما تؤتينا ممّا في يدك مِن حقّنا إلاّ القليل وإنّك لتحبس عنّا منه العريض , وقد أوعز معاوية إلى الحكومة المركزية في يثرب برفع أسعار المواد الغذائية فيها حتّى تعمّ فيها المجاعة وقد ألمع إلى ذلك يزيد في رسالته التي بعثها للمدينين ووعدهم فيها بالإحسان إنْ خضعوا لسلطانه وقد جاء فيها : ولهم عليّ عهد أنْ أجعل الحنطة كسعر الحنطة عندنا والعطاء الذي يذكرون أنّه احتبس عنهم في زمان معاوية فهو عليّ لهم وفراً كاملاً .

وقد جعل معاوية الولاة على الحجاز تارة مروان بن الحكم وأُخرى سعيد بن العاص وكان يعزل الأول ويولّي الثاني وقد جهدا في إذلال أهل المدينة وفقرهم.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.