أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3619
التاريخ: 6-4-2016
2848
التاريخ: 6-4-2016
5375
التاريخ: 6-4-2016
3577
|
أشاع معاوية الحرمان الاقتصادي في بعض الأقطار التي كانت تضمّ الجبهة المعارضة له فنشر فيها البؤس والحاجة حتّى لا تتمكن مِن القيام بأيّة معارضة له حيث سعى معاوية لإضعاف يثرب فلمْ ينفق على المدنيين أي شيء مِن المال وجهد على فقرهم وحرمانهم ؛ لأنّهم مِن معاقل المعارضة لحكمه وفيهم كثير مِن الشخصيات الحاقدة على الاُسرة الاُمويّة الطامعة في الحكم.
يقول المؤرّخون : إنّه أجبرهم على بيع أملاكهم فاشتراها بأبخس الأثمان وقد أرسل القيّم على أملاكه لتحصيل وارداتها فمنعوه عنها وقابلوا حاكمهم عثمان بن محمّد وقالوا له : إنّ هذه الأموال لنا كلّها وإنّ معاوية آثر علينا في عطائنا ولمْ يعطنا درهماً فما فوقه حتّى مضّنا الزمان ونالتنا المجاعة فاشتراها بجزء مِن مئة مِن ثمنها ؛ فردّ عليهم حاكم المدينة بأقسى القول وأمرّه.
ووفد على معاوية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري فلمْ يأذن له ؛ تحقيراً وتوهيناً به فانصرف عنه فوجّه له معاوية بستمئة درهم فردّها جابر وكتب إليه :
وإنّي لأختار القنوعَ على الغِنى إذا اجتمعا والماءُ بالباردِ المحضِ
وأقضي على نفسي إذا الأمر نابني وفي الناس مَنْ يُقضى عليهِ ولا يقضي
وألبسُ أثوابَ الحياءِ وقد أرى مكانَ الغنى ألاّ أهينُ له عرضي
قال لرسول معاوية : قل له : والله يا بن آكلة الأكباد لا تجد في صحيفتك حسنة أنا سببها أبداً ؛ وانتشر الفقر في بيوت الأنصار وخيّم عليهم البؤس حتّى لمْ يتمكن الرجل منهم على شراء راحلة يستعين بها على شؤونه ولمّا حجّ معاوية واجتاز على يثرب استقبله الناس ومنهم الأنصار وكان أكثرهم مشاة فقال لهم : ما منعكم مِن تلقيِّ كما يتلقّاني الناس؟ فقال له سعيد بن عبادة : منعنا مِن ذلك قلّة الظهر وخفّة ذات اليد وإلحاح الزمان علينا وإيثارك بمعروفك غيرنا.
فقال له معاوية باستهزاء وسخرية : أين أنتم عن نواضح المدينة؟ فسدّد له سعيد سهماً مِن منطقه الفياض قائلاً : نحرناها يوم بدر يوم قتلنا حنظلة بن أبي سفيان .
لقد قضت سياسة معاوية بنشر المجاعة في يثرب وحرمان أهلها مِن الصّلة والعطاء , يقول عبد الله بن الزبير في رسالته إلى يزيد : فلعمري ما تؤتينا ممّا في يدك مِن حقّنا إلاّ القليل وإنّك لتحبس عنّا منه العريض , وقد أوعز معاوية إلى الحكومة المركزية في يثرب برفع أسعار المواد الغذائية فيها حتّى تعمّ فيها المجاعة وقد ألمع إلى ذلك يزيد في رسالته التي بعثها للمدينين ووعدهم فيها بالإحسان إنْ خضعوا لسلطانه وقد جاء فيها : ولهم عليّ عهد أنْ أجعل الحنطة كسعر الحنطة عندنا والعطاء الذي يذكرون أنّه احتبس عنهم في زمان معاوية فهو عليّ لهم وفراً كاملاً .
وقد جعل معاوية الولاة على الحجاز تارة مروان بن الحكم وأُخرى سعيد بن العاص وكان يعزل الأول ويولّي الثاني وقد جهدا في إذلال أهل المدينة وفقرهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|