المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

حمحم مخزني Borago officinalis L
2-1-2021
Location, source and goal
15-2-2022
الاستثناء المتعقّب لجمل متعدّدة
5-8-2016
كرامر – كبريال
6-9-2016
القيمة الغذائية والطبية والاقتصادية لزيت اللوز
2023-12-01
الإحداثيات الجغرافية Geographic Coordinates- دوائر العرض وخطوط الطول
27-3-2022


خيبة امل معاوية  
  
3274   12:53 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص293-296
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

روى الخوارزمي أن معاوية سافر الى يثرب فرأى تكريم الناس وحفاوتهم بالإمام وإكبارهم له فساءه ذلك فاستدعا أبا الأسود الدؤلي والضحاك بن قيس الفهري فاستشارهم في أمر الحسن وأنه بما ذا يوصمه ليتخذ من ذلك وسيلة الى الحط من شأنه والتقليل من أهميته أمام الجماهير فأشار عليه أبو الأسود بالترك قائلا : رأي أمير المؤمنين أفضل وأرى ألا يفعل فان أمير المؤمنين لن يقول فيه قولا إلا أنزله سامعوه منه به حسدا ورفعوا به صعدا والحسن يا أمير المؤمنين معتدل شبابه أحضر ما هو كائن جوابه فأخاف أن يرد عليك كلامك بنوافذ تردع سهامك فيقرع بذلك ظنوبك ويبدي به عيوبك فاذن كلامك فيه صار له فضلا وعليك كلاّ إلا أن تكون تعرف له عيبا في أدب أو وقيعة في حسب وإنه لهو المهذب قد أصبح من صريح العرب فى عز لبابها وكريم محتدها وطيب عنصرها فلا تفعل يا أمير المؤمنين .

وقد أشار عليه أبو الأسود بالصواب ومنحه النصيحة فأي نقص أو عيب في الإمام حتى يوصمه به وهو المطهّر من كل رجس ونقص كما نطق بذلك الذكر الحكيم ولكن الضحاك بن قيس قد أشار على معاوية بعكس ذلك فحبذ له أن ينال من الإمام ويتطاول عليه قائلا : امض يا أمير المؤمنين فيه برأيك ولا تنصرف عنه بدائك فانك لو رميته بقوارص كلامك ومحكم جوابك لذل لك كما يذل البعير الشارف من الإبل ؛ واستجاب معاوية لرأي الضحاك فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم ذكر أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب (عليها السلام) فانتقصه ثم قال : أيها الناس إن صبية من قريش ذوي سفه وطيش وتكدر من عيش أتعبتهم المقادير فاتخذ الشيطان رؤوسهم مقاعد وألسنتهم مبارد فباض وفرخ فى صدورهم ودرج في نحورهم فركب بهم الزلل وزين لهم الخطل وأعمى عليهم السبل وأرشدهم الى البغي والعدوان والزور والبهتان فهم له شركاء وهو لهم قرين ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا وكفى لهم مؤدبا والمستعان الله .

فوثب إليه الإمام الحسن مندفعا كالسيل رادا عليه افتراءه وأباطيله قائلا : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن ابن علي بن أبي طالب أنا ابن نبي الله أنا ابن من جعلت له الأرض مسجدا وطهورا أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير أنا ابن خاتم النبيين وسيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين أنا ابن من بعث الى الجن والأنس أنا ابن من بعث رحمة للعالمين ؛ وشق على معاوية كلام الإمام فبادر الى قطعه قائلا : يا حسن عليك بصفة الرطب ؛ فقال (عليه السلام) : الريح تلقحه والحر ينضجه والليل يبرده ويطيبه على رغم أنفك يا معاوية ثم استرسل (عليه السلام) فى تعريف نفسه قائلا : أنا ابن مستجاب الدعوة أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن أول من ينفض رأسه من التراب ويقرع باب الجنة أنا ابن من قاتلت الملائكة معه ولم تقاتل مع نبي قبله أنا ابن من نصر على الأحزاب أنا ابن من ذلت له قريش رغما ؛ وغضب معاوية واندفع يصيح : أما انك تحدث نفسك بالخلافة ؛ فأجابه الإمام (عليه السلام) عمن هو أهل للخلافة قائلا : أما الخلافة فلمن عمل بكتاب الله وسنّة نبيه وليست الخلافة لمن خالف كتاب الله وعطّل السنّة إنما مثل ذلك مثل رجل أصاب ملكا فتمتع به وكأنه انقطع عنه وبقيت تبعاته عليه .

وراوغ معاوية وانحط كبرياؤه فقال : ما في قريش رجل إلا ولنا عنده نعم جزيلة ويد جميلة .

فردّ عليه الإمام قائلا : بلى من تعززت به بعد الذلة وتكثرت به بعد القلة .

فقال : من أولئك يا حسن؟ .

قال : من يلهيك عن معرفتهم ؛ ثم استمر (عليه السلام) في تعريف نفسه الى المجتمع فقال :

أنا ابن من ساد قريشا شابا وكهلا أنا ابن من ساد الورى كرما ونبلا أنا ابن من ساد أهل الدنيا بالجود الصادق والفرع الباسق والفضل السابق أنا ابن من رضاه رضى الله وسخطه سخطه فهل لك أن تساميه يا معاوية؟ ؛ فقال معاوية : أقول لا تصديقا لقولك. فقال الحسن : الحق أبلج والباطل لجلج ولم يندم من ركب الحق وقد خاب من من ركب الباطل  والحق يعرفه ذوو الألباب .

فقال معاوية على عادته من المراوغة : لا مرحبا بمن ساءك.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.