أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-8-2019
1671
التاريخ: 5-4-2016
3860
التاريخ: 2024-08-13
280
التاريخ: 13-4-2016
2365
|
١- نفايات المدن والمراكز العمرانية الساحلية:
تتمثل أهم هذه النفايات في مخلفات المصانع ومياه الصرف الصحي Sewage والمواد المتخلفة عن تعميق الموانئ ومصبات الأنهار (المصبات الخليجية) وغيرها، إلى جانب النفايات المشعة والنفايات الأخرى , وتنقل هذه النفايات (الملوثات) إلى البحار بطريقة مباشرة من خلال الأنابيب أو عن طريق الضخ المباشر أو تنتقل بطريقة غير مباشرة عن طريق الصرف في الأنهار ذات المصبات البحرية إلى جانب ذلك تنتقل كميات ضخمة من المواد الملوثة عن طريق الرياح والتيارات البحرية من موضع ساحلي إلى موضع آخر باتجاه تحرك التيار. وجميع هذه الملوثات بأنواعها المختلفة ذات خطورة كبيرة على المياه من خلال إفسادها وتحولها إلى مياه ملوثة بسبب الأمراض القاتلة.
بالنسب للصرف نجد على سبيل المثال أنه توجد خمس دول أوروبية تضخ مياه الصرف الصحي بشكل مباشر في بحر الشمال – خاصة بريطانيا – والتي تضخ كذلك مخلفات صناعية في هذا البحر تقدر كمياتها السنوية بمليوني ونصف طن، ثلاثة أرباعها تنقل في شكل غبار عالق Suspended ashes وذلك من محطات الطاقة. وقد أدى هذا الغبار – الذي ينتهي إلى البحر – إلى حدوث نقص شديد في أنواع بعض الأحياء البحرية مثل الرخويات وأنواع من الأسماك وخاصة على ساحل نورثمبرلاند شمالي شرقي بريطانيا (1) وتشمل بعض النفايات التي تنقل إلى البحر الأحماض acids والمواد السامة التي عادة ما تأتي من مصانع الكيماويات والأدوية والنسيج.
وتعد نفايات الصرف الصحي من أكثر الأنواع الملوثة انتشارا على سواحل العالم وأكثرها تأثيرا في تلوث مياه البحار وخاصة في العروض الباردة مثل بحر الشمال والبحر البلطي، فعلى ساحل نورفولك ببريطانيا تضخ كميات هائلة من مياه الصرف الصحي قرب أحد الشواطئ ( البلاجات ) الهامة مما أدى إلى زيادة حادة في تلوث مياه الشاطئ، وقد ساعد على حدوث ذلك تيار ساحلي مع ظروف المناخ السائدة.
وتتمثل أسباب زيادة حدة التلوث هنا فيما يلي:
١- كثافة الضباب مما يقلل من قدرة أشعة الشمس على تدمير البكتريا المرتبطة بمخلفات الصرف الصحي.
2- إحاطة المنطقة بشطوط رملية Sand banks ما أدى إلى انحسار الدورة المائية Coastal – Water Cycle – قرب الشاطئ.
3- تؤدي الرياح الشاطئية Onshore Wind التي غالبا ما تهب خلال شهور فصل الصيف إلى تولد تيارات سطحية Surface currents تجلب معها نفايات الصرف الصحي باتجاه الشاطئ، ومن أهم ما تسهم به المصانع من نفايات تقذف به في المياه الساحلية النفايات العضوية من مصانع الأغذية ومعامل تقطيع الأخشاب وغيرها، ومن غير العضوية المخلفات المعدنية والكيماوية مثل الرصاص والزئبق والزرنيخ والأمونيا وكلها تفسد البيئة وتقلل تماما من كفاءتها في إعالة الحياة الحيوانية بها إلى جانب ما تسببه من أمراض للأسماك والأحياء البحرية المختلفة.
وتساهم المصانع وكذلك محطات الطاقة Power Stations بالتلوث الحراري نتيجة لما تضخه في البحر من مياه حارة متخلفة عن عمليات التبريد للماكينات، وتؤدي هذه المياه إلى ارتفاع درجة حرارة مياه البحر, ومن المعروف أن سرعة عمليات التفاعل تؤدي بدورها إلى زيادة استهلاك الأسماك للأكسوجين ( عبد المقصود، ١٩٨١ ، ص ١٣٥ )، كذلك تؤثر الحرارة المرتفعة للمياه في نسبة الأكسوجين المذاب في الماء، حيث تضغط عليه بشدة وتطرده من الماء مما يقلل من نسبته في المياه وحدوث ما يعرف بالتلوث الحراري.
وتعد الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية من الملوثات الرئيسية التي تنقل عادة إلى مياه البحر عن طريق الصرف الزراعي من الحول المجاورة والتي تستخدم فيها مثل هذه الأنواع, من الأسمدة الكيماوية والمبيدات وذلك من خلال تصرف الأنهار بمياه قادمة إليها من المصارف الزراعية باتجاه البحر , وتعتبر بحيرة المنزلة من الأمثلة الواضحة للبيئة البحرية شديدة التلوث والتي تنقل إليها مياه الصرف الصحي من خمس محافظات إلى جانب ما ينقل إليها من مواد كيماوية ومعدنية كملوثات تؤدي إلى إفساد للبيئة الأيكولوجية (النظام البيولوجي) بالبحيرة، مع حدوث تلوث للمياه الساحلية البحرية عن طريق ما ينتقل إليها عبر بوغاز أشتوم الجميل وغيره من البواغيز والفتحات التي تقطع الحاجز الرملي أو باتجاه كل من قناة السويس وفرع دمياط. وقد أدى التلوث الحاد للبحيرة إلى تسمم الأسماك وتركيز مواد معدنية وكيماوية في أنسجتها وظهور أنواع غير مرغوب فيها من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى، وأصبحت البحيرة بيئة مهملة بعد أن كانت مصدرا رئيسا للأسماك ومن الملفت للنظر انبعاث الروائح الكريهة من كل موضع بالبحيرة وخاصة قرب مواقع الصرف الصحي.
٢- التلوث الناتج عن البترول:
يعد التلوث البترولي من أخطر أنواع الملوثات التي تتعرض لها مياه البحار والمحيطات وخاصة المناطق الساحلية التي يرتادها المصطافون أو المستفيدون من البحر بشكل عام , ويتم التلوث البترولي سواء بصورة متعمدة أو غير متعمدة، فعندما يحدث ضخ لمياه الخلط من ناقلات البترول في مياه البحر فهذا نوع متعمد من التلوث، وكذلك ما يحدث من تفجر لمنصات استخراج البترول أو تفجر لأنابيب نقلة أو صرف مخلفات معامل تكرير البترول أثناء الحروب يعتبر أيضا تلوثا مقصودا بهدف الإضرار بالعدو, وهذا ما شاهدناه في حرب العراق وإيران وحرب الخليج مما أدى إلى تسبب تلوث حاد للبيئة البحرية بالخليج العربي.
أما إذا حدث التلوث نتيجة لغرق إحدى ناقلات البترول أو نتيجة لانحراف عارض لمنصات البترول أو تسرب بترولي لأخطاء فنية فكل ذلك يعتبر في عداد عمليات التلوث البترولي لمياه البحار بدون قصد أو تعمد , وفيما يلي اختصار لأسباب التلوث البترولي لمياه البحار والمحيطات المقصود ( المتعمد منها ) وغير المقصود: تلوث بترولي من الحقول القريبة من السواحل أو الموجودة في منطقة الرفرف القاري, كثيرا ما تتسرب كميات ضخمة من البترول من الحقول البحرية في مياه البحار مثلما حدث عندما تسربت كميات بترولية ضخمة من حقول بترول إيران في مياه الخليج العربي مما أدى إلى ظهور بقعة زيتية ضخمة للغاية أطلق عليها في حينها " الغول الأسود " وقد تسببت هذه البقعة في موت أنواع عديدة من الأسماك والأحياء البحرية وإصابة أنواع منها بالأمراض التي تنقل للإنسان .
وتزداد الصورة قتامة إذا ما تذكرنا أن أكبر حقول البترول في العالم تتركز حول الخليج العربي بمساحته المحدودة ( ٢٢٥ ألف كيلو متر مربع ) إلى جانب تركز إعداد كبيرة من مصانع ومعامل تكرير البترول في المدن المطلة عليه مثل رأس تنورة والمنامة وأبو ظبي وغيرها، وكل هذه المصانع لها نفاياتها البترولية التي تنقل عن عمد أو غير قصد إلى مياه الخليج، وتوضح الصورة رقم (1) , فعلى سبيل المثال نجد معامل تكرير البترول في رأس تنورة بالسعودية تسرب كل عام إلى مياه الخليج العربي أكثر من ٢٧٠٠ طن من زيت البترول, وفي خليج المكسيك حدث تسرب في أحد آبار البترول البحرية الاستكشافية على بعد ٨٠ كيلو متر من الساحل، وفي محاولة لتعويمه اشتعلت فيه النيران ونتج عن ذلك اختلاط الزيوت والغازات بالمياه القريبة من القاع (عند عمق ٣٦٠ مترا) وكان ذلك بداية لأكبر تسرب بترولي في تاريخ الاكتشافات البترولية، وقد قدرت الكمية المتسربة في البداية ب ٤٥٠٠ طن يوميا وعندما أغلق البئر تماما في ٢٣ مارس ١٩٨٠ كان قد تسرب ٤٧٥ ألف طن من البترول، وقد أدت هذه الكمية إلى تلوث الشواطئ البعيدة لخليج المكسيك، بالإضافة إلى المنطقة الساحلية التي تتكون من بالجات رملية ولاجونات مغلقة Enclosed Lagoons وجزر مرجانية , وقد تشكل البترول في بقعة زيتية تراوح سمكها ما بين سنتيمتر واحد وأربعة سنتيمترات بطول ٦٠ كيلو متر وعرض خمسة كيلو مترات.
وقد تعرضت المواد البترولية السطحية – الأقل كثافة – للتبخر بشكل تدريجي، بينما غاصت المواد الأثقل وزنا باتجاه القاع، وعندما وصل البترول إلى البلاجات الرملية ترسب في شكل كور من (القار) وقد تمت المعالجة البيولوجية لنحو ١٢% بالطرق الميكانيكية واحترق نحو ١% منها، وغاص نحو ٢٥ % نحو القاع، وترسب على البلاجات نحو ٣٠ ألف طن ( ٦ % من كميات البترول المترسبة ) وقد تمت محاولات لتنظيف الشواطئ منها وذلك عن طريق تحويلها باتجاه خنادق محفورة على سطح المنطقة الشاطئية، كما تم إغلاق بعض الفتحات المؤدية إلى اللاجونات الشاطئية حتى لا يتم تلويثها وإفساد مياهها والحياة الأيكولوجية بها.
وجدير بالذكر أن الحياة الإيكولوجية بالمنطقة المذكورة آنفا قد تأثرت تأثرا كبيرا بالتلوث البترولي، فقد تأثرت تجمعات الجمبري – التي يشتهر بها خليج المكسيك – لعدة سنوات، إلى جانب قتل الحياة البحرية قرب البئر المنفجرة بسبب المواد السامة التي تنُفثها في المياه , ويقدر أن ١٥,٠٠٠ كيلو متر ( ٢,٥ % ) من جملة مساحة خليج المكسيك قد تم تلويثها وتسمم أحيائها. أما البترول الذي تسرب في القاع-وفقا لما أظهرته الدراسات – فلم يؤثر كثيرا على مجموعات الأحياء بالقاع على عكس الحال مع الأحياء التي تعيش في المياه الساحلية مثل سرطانات البحر ( الكابوريا ) Crabs وبعض الرخويات التي وضح تأثرها الشديد بالتلوث و وهناك العديد من آثار التسرب البترولي السلبية على البيئة الساحلية في مناطق الرفارف القارية في منطقة الخليج العربي والبحر المتوسط وخليج السويس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)Sverdup J. U. The Oceans New York 1946.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|