المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



صفات المنافق و المؤمن  
  
5103   03:16 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص77-78.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

أدلى الإمام (عليه السلام) بالحديث التالي مبينا بعض صفات المنافقين و المؤمنين قال: المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر و لا يأتي إذا قام للصلاة اعترض و إذا ركع ربض و إذا سجد نقر يمسي و همه العشاء و لم يصم و يصبح و همه النوم و لم يسهر ؛ و المؤمن خلط علمه بحلمه يجلس ليعلم و ينصت ليسلم لا يحدث بالأمانة للأصدقاء و لا يكتم الشهادة للبعداء و لا يعمل شيئا من الحق رياءا و لا يتركه حياء إن زكّي خاف مما يقولون , ويستغفر اللّه لما لا يعلمون و لا يضره جهل من جهله .

لقد ألم حديث الإمام (عليه السلام) بأبرز صفات المنافقين و المؤمنين أما صفات المنافقين فهي:

(أ) إن المنافق ينهى عن المنكر و لا ينتهي عنه و يأمر بالمعروف و لا يأتي به لأنه لم يكن يؤمن بذلك في اعماق نفسه أما السبب في أمره و نهيه فهو للخداع و التضليل بأنه من خيار الناس.

(ب) إنه إذا قام للصلاة اعترض على تشريعها كما أنه إذا ركع في صلاته ربض أي هوى إلى الأرض كالغنم عند ربوضها و أما سجوده فهو غير مستقر فيه فمثله كمثل الطائر عند نقره الطعام.

(ج) إنه كالبهيمة في أن همها علفها فكذلك هو يصبح و يمسي و لا همّ له إلا الطعام.

أما الصفات التي امتاز بها المؤمن فهي.

(أ) إن شخصيته مركبة من عنصرين و هما: العلم و الحلم فهو عالم‏ و حليم و من اجتمعت فيه هاتان الصفات بلغ أعلى مراتب الكمال.

(ب) إنه لا يجلس عند أحد إلا ليتعلم منه العلم و الحكمة و لا يجلس في مجالس اللهو و البطالة التي لا يستفيد منها شيئا.

(ج) إنه إذا انصت لأحد فإنما ليسلم منه و يأمن شره و الاعتداء عليه‏ .

(د) إذا استؤمن على شي‏ء يكتمه و لا يفشيه لأحد حتى لأصدقائه.

(هـ) إذا تحمل الشهادة يدلي بها و لا يكتمها.

(و) إذا عمل شيئا من الحق لا يعمله رياء و لا سمعة و إنما خالصا لوجه اللّه تعالى.

(ز) إذا زكّي و نعت ببعض الأوصاف الشريفة فإنه يخاف أن لا يكون قد اتصف بذلك و يستغفر اللّه لمن أطلق عليه تلك الأوصاف.

(ج) إنه لا يهتم بمن جهله و لا يقيم له وزنا .

إن هذه الصفات الماثلة في المؤمن تدل على سمو ذاته و كمال شخصيته .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.