المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الإيمان لا ينفع عند نزول العذاب ولا عند الالجاء
29-7-2022
علة دفن الزهراء ليلا
16-12-2014
المستـوى الوظيفـي
6-3-2019
السيد الميرزا رحيم بن الميرزا تقي التبريزي
15-8-2017
شر المآكل أكل مال اليتيم
5-6-2022
ضمانات الموظف المحال على التحقيق
2-4-2017


المواساة و الاحسان  
  
5288   03:21 مساءاً   التاريخ: 2-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص79-82.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) يحث شيعته و أصحابه على المواساة و الاحسان فيما بينهم لأنه خير ضمان لوحدتهم و اجتماع كلمتهم و قد أثر عنه كثير من الاخبار في ذلك و هذه بعضها:

 1- قال (عليه السلام): إن أرفعكم درجات و أحسنكم قصورا و أبنية أحسنكم إيجابا المؤمنين و أكثركم مواساة لفقرائهم إن اللّه ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة طيبة يكلم بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة الف عام يقدمه و إن كان من المعذبين بالنار فلا تحتقروا الاحسان إلى اخوانكم فسوف ينفعكم حيث لا يقوم مقام غيره , لقد حث الإمام (عليه السلام) على مواساة الفقراء و الاحسان إليهم و ذكر ما يترتب عليه من الأجر الجزيل عند اللّه وعد من المواساة الكلمة الطيبة التي يقدمها الانسان المسلم لأخيه لأنها مما توجب شيوع المودة و الألفة بين المسلمين.

2- قال الإمام (عليه السلام): من بات شبعانا و بحضرته مؤمن جائع طاو فإن اللّه تعالى يقول لملائكته: اشهدوا على هذا العبد أمرته فعصاني و أطاع غيري فوكلته إلى عمله و عزتي و جلالي لا غفرت له أبدا .

و يعتبر هذا الحديث و أمثاله مما أثر عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)‏ , من العناصر الرئيسية في بناء التكافل الاجتماعي الذي أسسه الاسلام و الذي يقضي على الفقر و الحرمان.

3- قال (عليه السلام): من كان عنده فضل ثوب فعلم أن بحضرته مؤمنا يحتاج إليه فلم يدفعه إليه أكبه اللّه على منخريه في النار .

إن الاسلام بكل اعتزاز و فخر يعتبر الفقر كارثة اجتماعية مدمرة يجب القضاء عليه بكل السبل و الوسائل و قد حشد جميع اجهزته لإبادته و انقاذ المجتمع منه .

4- قال (عليه السلام): إني لأستحيي من ربي أن أرى أخا من اخواني فاسأل اللّه له الجنة و ابخل عليه بالدينار و الدرهم فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل و ابخل و ابخل  .

و يحكى هذا الحديث عن مدى تعاطف الإمام (عليه السلام) أمام قضايا البر و الاحسان و حثه عليهما.

5- قال (عليه السلام): من أطعم مؤمنا حتى يشبع لم يدر أحد من خلق اللّه ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب و لا نبي مرسل إلّا اللّه رب العالمين , و أضاف الإمام قائلا: من موجبات المغفرة اطعام المسلم السبغان‏  ثم تلا قوله تعالى: {أَو إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [البلد: 14 - 16] .

و في هذا الحديث دعوة إلى اطعام الجائع و دفع السّغب عنه و قد حث الاسلام على ذلك و اعتبره ضرورة اسلامية ملحة يسأل عنها الانسان‏ المسلم و يحاسب عليها خصوصا إذا كان الفقير في حاجة ماسة إلى الطعام.

6- قال (عليه السلام): من قضى لأخيه حاجة قضى اللّه له مائة حاجة و من نفّس عن أخيه كربة نفّس اللّه عنه كربه يوم القيامة بالغا ما بلغت و من اعانه على ظالم له اعانه اللّه على إجازة الصراط عند دحض الاقدام و من سعى له في حاجة حتى قضاها له فسر بقضائها كان كإدخال السرور على رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و من سقاه من ظمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم و من أطعمه من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنة و من كساه من عري كساه اللّه من استبرق و حرير و من كساه من غير عري لم يزل في ضمان اللّه ما دام على المكسي من الثوب سلك و من كفاه ما أهمه أخدمه اللّه من الولدان و من حمله على راحلة بعثه اللّه يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة و من كفنه عند موته كساه اللّه يوم ولدته أمه إلى يوم يموت و من زوجه زوجة يأنس بها و يسكن إليها آنسه اللّه في قبره بصورة أحب أهله إليه و من عاده في مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف و تقول : طبت و طابت لك الجنة , و اللّه لقضاء حاجته أحب إلى اللّه من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرامة .

إن هذه التعاليم الرفيعة التي أعلنها الإمام (عليه السلام) مما توجب تضامن المسلمين و شيوع المودة و الرحمة و التعاطف بينهم.

7- قال (عليه السلام): يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما يكون و أجوع ما يكون و اعطش ما يكون فمن كسى مؤمنا في دار الدنيا كساه اللّه من حلل الجنة و من أطعم مؤمنا في دار الدنيا أطعمه اللّه من ثمار الجنة و من سقى مؤمنا في دار الدنيا شربة سقاه اللّه من الرحيق المختوم .

إن الإسلام يحرص كل الحرص على إبادة الفقر و البؤس و نفي‏ الحاجة من المجتمع الإسلامي و قد ضمن الجزاء الأوفى في دار البقاء لمن يقوم باسعاف أخيه و بره.

8- قال (عليه السلام): من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه اللّه من ثمار الجنة و من سقى مؤمنا عن ظمأ سقاه اللّه من الرحيق المختوم و أيما مؤمن كسى مؤمنا من عرى لم يزل في ستر اللّه و حفظه ما بقيت منه خرقه .

إن هذه المبادئ التي رفع شعارها الإمام (عليه السلام) تمثل جوهر الإسلام و واقعه و لو طبقها المسلمون على واقع حياتهم لكانوا سادة الأمم و الشعوب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.