المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النبي (صلى الله عليه وآله) وآل امية
5-5-2017
النقود الورقية
11-4-2016
الانتخاب المتراخي Relaxed Selection
18-11-2019
Banana Tree
20-3-2022
Why atoms have to share
3-1-2017
عدم شرطية الاستيطان شتاء وصيفا في منزل واحد.
17-1-2016


خلافةُ الحسن (عليه السّلام)  
  
3172   03:55 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج2, ص111-112.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016 3868
التاريخ: 5-4-2016 3114
التاريخ: 5-03-2015 3192
التاريخ: 5-03-2015 3237

تقلّد الإمام الحسن (عليه السّلام) أزمة الخلافة الإسلامية بعد أبيه فتسلّم قيادة حكومة شكلية عصفت بها الفتن ومزّقت جيشها الحروب والأحزاب ولمْ تَعُدْ هناك أيّة قاعدة شعبية تستند إليها الدولة فقد كان الاتّجاه العام الذي يمثّله الوجوه والأشراف مع معاوية فقد كانوا على اتصال وثيق به قبل مقتل الإمام (عليه السّلام) وبعده كما كان لهم الدور الكبير في إفساد جيش الإمام (عليه السّلام) حينما مُنِيَ جيش معاوية بالهزيمة والفِرار ؛ وعلى أيّ حالٍ فإنّ الإمام الحسن (عليه السّلام)ىبعد أنْ تقلّد الخلافة أخذ يتهيّأ للحرب وقد أمر بعقد اجتماع عام في جامع الكوفة وقد حضرته القوات المسلّحة وغيرها وألقى الإمام (عليه السّلام) خطاباً رائعاً ومؤثراً دعا فيه إلى تلاحم القوى ووحدة الصف وحذّر فيه مِن الدعايات التي تبثّها أجهزة الحكم الاُموي ثمّ ندب الناس لحرب معاوية فلمّا سمعوا ذلك وجلت قلوبهم وكُمّتْ أفواههم ولمْ يستجب منهم أحد سوى البطل المُلهم عَدِي بن حاتم فانبرى يُعلن دعمه الكامل للإمام (عليه السّلام) ووجّه أعنف اللوم والتقريع لأهل الكوفة على موقفهم الانهزامي واستبان للإمام وغيره أنّ جيشه لا يريد الحرب فقد خلع يد الطاعة وانساب في ميادين العصيان والتمرّد , وبعد جهود مكثّفة قام بها بعض المخلصين للإمام (عليه السّلام) نفر للحرب أخلاط مِن الناس ـ على حدّ تعبير الشيخ المُفيد ـ كان أكثرهم مِن الخوارج والشكّاكين وذوي الأطماع وهذه العناصر لمْ تؤمن بقضية الإمام (عليه السّلام) وقد تطعّمت بالخيانة والغدر.

ويقول الرواة : إنّ الإمام (عليه السّلام) أسند مقدمة قيادة جيشه لعبيد الله بن العباس ـ الذي وتره معاوية بابنيه ـ ليكون ذلك داعية إخلاص له وحينما التقى جيشه بجيش معاوية مدّ إليه معاوية أسلاك مكره فمنّاه بمليون درهم يدفع نصفه في الوقت والنصف الآخر إذا التحقّ به ؛ وسال لعاب عبيد الله فاستجاب لدنيا معاوية ومال عن الحقّ فالتحق بمعسكر الظلم والجور ومعه ثمانية آلاف مِن الجيش غير حافل بالخيانة والعار ولا بالأضرار الفظيعة التي ألحقها بجيش ابن عمّه ؛ فقد تفلّلت جميع وحداته وقواعده , ولمْ تقتصر الخيانة على عبيد الله وإنّما خان غيره مِن كبار قادة ذلك الجيش فالتحقوا بمعاوية وتركوا الإمام (عليه السّلام) في أرباض ذلك الجيش المنهزم يصعد آهاته وآلامه , ولمْ تقتصر محنة الإمام (عليه السّلام) وبلاؤه في جيشه على خيانة قادة فرقه وإنّما تجاوز بلاؤه إلى ما هو أعظم مِن ذلك فقد قامت فصائل مِن ذلك الجيش بأعمال رهيبة وبالغة الخطورة .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.