المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المحكم والمتشابه
2024-11-01
الاستجابة اللاإرادية الجنسية للماشية sexual reflex
2024-11-01
المحاجة في الدين وتوضيح العقيدة
2024-11-01
الله هو الغني المقتدر
2024-11-01
الله تعالى هو الحاكم المطلق
2024-11-01
كبح جماح أو رغبة طلايق الماشية وطرق مقاومتها Inhibition of reflexes
2024-11-01

Mobile Phase : Column Chromatography
12-2-2020
Binary Fluids
18-10-2016
راشد بن إبراهيم البحراني
7-8-2016
مخشيّ بن حمير
2023-03-22
الغيرة عند الرجل والمرأة
2024-04-29
تعصّب بغيض في تحليل حدث اعلان البراءة
2-7-2017


القتال على الماء  
  
3229   04:41 مساءاً   التاريخ: 28-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص140-142.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015 4163
التاريخ: 29-3-2016 3074
التاريخ: 8-04-2015 3261
التاريخ: 28-3-2016 3214

اضر العطش بأهل البيت فتصارخت الاطفال والعيال وقام الامام (عليه السلام) فأخذ فأسا وحفر حول خيمة النساء فنبعت عين ماء عذب فشربوا منها إلا انها لم تلبث الا قليلا حتى غارت ونقلت الاستخبارات لابن زياد ذلك فتميز غيظا فأرسل الى ابن سعد رسالة جاء فيها : بلغني أن الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء فيشرب هو وأصحابه فانظر اذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت وضيق عليهم غاية التضييق.

وفرض ابن سعد الرقابة الشديدة على حفر الآبار كما أحاط نهر الفرات بمزيد من الحرس والجنود مخافة أن يأتي أحد منهم فيشرب منه الماء .

والتاع الامام كأشد ما تكون اللوعة الما ومحنة حينما رأى أطفاله وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ القاتل فندب أخاه وابن والده أبا الفضل العباس لتحصيل الماء فانبرى البطل العظيم وصحب معه ثلاثين فارسا وعشرين راجلا وحملوا معهم عشرين قربة واقتحموا بأجمعهم نهر الفرات وقد تقدمهم نافع بن هلال المرادى فاستقبله عمرو بن الحجاج الزبيدي وكان هو المسئول عن حراسة الفرات فقال له : ما جاء بك؟

ـ جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه .

ـ اشرب هنيئا .

ـ افأشرب والحسين عطشان ومن ترى من أصحابه .

ـ لا سبيل الى سقي هؤلاء انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء ولم يحفل به أصحاب الامام فاقتحموا الفرات ليملئوا قربهم فثار عليهم عمرو بن الحجاج مع مفرزة من جنوده والتحم معهم العباس ونافع ابن هلال ودارت بينهم معركة إلا انه لم يقتل فيها أحد وعاد أصحاب الامام بعد أن ملأوا قربهم من الماء وقيل انهم لم يعودوا إلا بشيء يسير منه  واروى العباس عطاشى أهل البيت وأنقذهم من الظمأ ولقب من ذلك اليوم بالسقاء وهو من أشهر القابه ذيوعا ومن أحبها عنده.

كان حبيب بن مظاهر من أفذاذ اصحاب الحسين ومن اكثرهم اخلاصا وولاء له ولما رأى وحدة الامام وتظافر القوى الغادرة على حربه طلب منه ان يأذن له ليستنجد بأسرته من بني أسد ليحضون بالجهاد بين يديه قائلا : إن هاهنا حيا من بني أسد أعرابا ينزلون بالنهرين وليس بيننا وبينهم إلا رواحة أفتأذن لي في اتيانهم ودعائهم لعل اللّه أن يجد بهم إليك نفعا أو يدفع عنك مكروها , فاذن له الامام فانطلق مسرعا إليهم ولما مثل عندهم قال : إني ادعوكم إلى شرف الآخرة وفضائلها وجسيم ثوابها أنا ادعوكم الى نصرة ابن بنت رسول اللّه نبيكم (صلى الله عليه واله) فقد اصبح مظلوما دعاه أهل الكوفة لينصروه فلما أتاهم خذلوه وعمدوا عليه ليقتلوه , فاستجاب له سبعون شخصا وكان من بينهم عبد اللّه بن بشر الأسدي فقال : أنا أول من يجيب هذه الدعوى ثم جعل يرتجز.

قد علم القوم اذا تواكلوا           واحجم الفرسان او تثاقلوا

اني شجاع بطل مقاتل               كأنني ليث عرين باسل

 خفوا الى نصرة الامام الا انه كان في المجالس عين لابن سعد فأسرع إليه وأخبره بذلك فجهز مفرزة من جيشه بقيادة جبلة بن عمر فحالوا بينهم وبين الالتحاق بالحسين فرجع حبيب حزينا فأخبر الامام بذلك فقال : الحمد للّه كثيرا  وظل الامام مع اصحابه وهم يعانون أشد الضيق من الحصار الذي فرض عليهم وينتظرون الأحداث الرهيبة التي يلاقونها على صعيد كربلاء , مع المعسكرين وعلى الصعيد الطيب من ارض كربلاء التحمت القوى الغادرة مع جنود اللّه وخلايا التوحيد الذين شرح اللّه صدورهم للأيمان فناضلوا وهم على يقين بعدالة قضيتهم , على العكس من خصومهم الذين كانوا تملكهم الحيرة والقلق النفسي فكانوا يقاتلون وهم على علم بضلالة قصدهم وانحرافهم عن الطريق القويم ولا بد لنا من وقفة قصيرة للتحدث عن كلا المعسكرين.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.