المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



شهداء الحملة الاولى  
  
4217   03:35 مساءً   التاريخ: 8-04-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص491-497.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3222
التاريخ: 18-4-2019 2670
التاريخ: 28-3-2016 3309
التاريخ: 28-3-2016 3232

روى ابن طاوس انّه: لما رمى ابن سعد عسكر الامام (عليه السلام) أقبلت السهام من القوم كأنّها القطر، فقال (عليه السلام) لأصحابه : قوموا رحمكم اللّه الى الموت الذي لا بد منه، فانّ هذه السهام رسل القوم إليكم، فاقتتلوا ساعة من النهار حملة و حملة حتى قتل من اصحاب الحسين (عليه السلام) جماعة .

وعلى رواية محمد بن ابي طالب قتل خمسون نفرا.

يقول المؤلف : لما كان لأصحاب الحسين (عليه السلام) حقوق كثيرة علينا، فانّهم (رض):

السابقون الى المكارم و العلى‏             و الحائزون غدا حياض الكوثر

لو لا صوارمهم و وقع نبالهم‏             لم يسمع الاذان صوت مكبر

و كما قال عدوّهم كعب بن جابر في حقّهم:

فلم تر عيني مثلهم في زمانهم‏             و لا قبلهم في الناس إذ أنا يافع‏

أشد قراعا بالسيوف لدى الوغا            ألا كلّ من يحمي الدمار مقارع‏

و قد صبروا للطعن و الضرب حسّرا     قد نازلوا لو أنّ ذلك نافع‏

فرأيت من المناسب ذكر اسماء الذين استشهدوا في الحملة الاولى من الذين اطلعت عليهم، و هم كما ذكر في مناقب ابن شهرآشوب بهذا الترتب:

1- نعيم بن عجلان: و هو أخو النعمان بن عجلان من أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) و عامله على البحرين و عمان و قيل انّهما مع نضر أخيهم الثالث من الشجعان و الشعراء و قد حاربوا معاوية يوم صفين مع امير المؤمنين (عليه السلام).

2- عمران بن كعب بن حارث الاشجعي : الذي ذكر في رجال الشيخ.

3- حنظلة بن عمرو الشيباني و قاسط بن زهير مع أخيه مقسط و قد ذكر الشيخ في رجاله انّ اباهما عبد اللّه.

4- كنانة بن عتيق التغلبي : من الابطال والقراء و عباد الكوفة.

5- عمرو بن ضبية بن قيس التميمي : الفارس الشجاع، قيل انّه كان مع عمر بن سعد ثم التحق بالحسين (عليه السلام).

6- ضرغامة بن مالك التغلبي : و قيل انّه خرج للمبارزة بعد صلاة الظهر ثم استشهد.

7- عامر بن مسلم العبدي و مولاه سالم من شيعة البصرة وقد جاء لنصرة الحسين (عليه السلام) مع سيف بن مالك و أدهم بن أمية و يزيد بن ثبيط و ابنائه وقد استشهدوا في الحملة الأولى، و قال الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب رضوان اللّه عليهم في حق عامر و زهير بن سليم و عثمان بن امير المؤمنين (عليه السلام) و الحر و زهير بن القين وعمرو الصيداوي و بشر الحضرمي، عند طعنه على فعال بني أمية:

أرجعوا عامرا و ردّوا زهيرا               ثم عثمان فارجعوا غارمينا

و ارجعوا الحرّ و ابن قين و قوما         قتلوا حين جاوزوا صفّينا

أين عمرو و أين بشر و قتلى‏              منهم بالعراء ما يدفنونا

8- سيف بن عبد اللّه بن مالك العبدي: قيل انّه خرج للمبارزة بعد الزوال و استشهد رحمه اللّه.

9- عبد الرحمن بن عبد اللّه الأرحبي الهمداني: و هو الذي أرسله أهل الكوفة مع قيس بن مسهر الى الامام الحسين (عليه السلام) لما كان بمكة، و معهما رسائل كثيرة و قد وصلا إليه في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان.

10- حباب بن عامر التيمي: من شيعة الكوفة و قد بايع مسلما فلمّا رأى غدر أهل الكوفة به لحق بالحسين (عليه السلام).

11- عمرو الجندعي: و قد عدّه ابن شهرآشوب من المستشهدين في الحملة الاولى، و لكن قال بعض أهل السير و التاريخ: انّه جرح و اصيب بضربة منكرة و جاء قومه و أخذوه من‏

المعركة، و كان مريضا و ملازما للفراش مدة سنة، و قد مات في رأس السنة و يؤيده ما ورد في زيارة الشهداء «السلام على المرتث معه عمرو بن عبد اللّه الجندعي».

12- حلاس (كغراب) بن عمرو الأزدي الراسبي: و أخوه النعمان بن عمرو و هو من أهل الكوفة و من أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) و كان حلاس من قوّاد جيش الامام بالكوفة.

13- سوّار بن أبي عمير النهمي:  جرح في الحملة الاولى و وقع بين الجرحى حتى أسر و جاءوا به الى عمر بن سعد، فأراد قتله لكن تشفع به قومه فانصرف عن قتله و تركه بين الاسرى و كان على جرحه الى ستة أشهر ثم توفى بعدها كموقّع بن ثمامة الذي جرح فأخذه قومه الى الكوفة و أخفوه عن ابن زياد، فلمّا بلغ ابن زياد ذلك أرسل إليه ليقتلوه فتشفع فيه قومه بنو أسد فلم يقتله لكنه أوثقه و قيّده بالحديد و أرسله الى بزارة (موضع بعمان) و بقي مريضا حتى توفى هناك بعد سنة و قد أشار إليه الكميت الاسدي في هذا المصرع:

و انّ أبا موسى اسير مكبل (أبو موسى كنية موقّع بن ثمامة)، و جاء في زيارة الشهداء: «السلام على الجريح الأسود سوّار بن أبي عمير النهمي».

14- عمار بن أبي سلامة الدالاني الهمداني: من أصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) و من المجاهدين معه و قيل انّه أدرك النبي صلّى اللّه عليه و آله.

15- زاهر مولى عمرو بن الحمق : جدّ محمد بن سنان الزاهري، و قد تشرف بزيارة بيت اللّه الحرام سنة ستين و صاحب الامام سيد الشهداء (عليه السلام) حينذاك وكان معه الى يوم عاشوراء و استشهد في الحملة الاولى.

وروي عن القاضي نعمان المصري : انّ عمرو بن الحمق بقي بعد علي (عليه السلام) فطلبه معاوية فهرب منه نحو الجزيرة و معه رجل من أصحاب عليّ (عليه السلام) يقال له زاهر، فلمّا نزل الوادي نهشت عمرا حية في جوف الليل فأصبح منتفخا فقال: يا زاهر تنح عنّي فانّ حبيبي رسول‏ اللّه (صلى الله عليه واله) قد أخبرني انّه سيشرك في دمي الجن و الانس و لا بد لي من أن أقتل، فبيناهما كذلك اذ رأيا نواصي الخيل في طلبه فقال : يا زاهر تغيب فاذا قتلت فانهم سوف يأخذون رأسي، فاذا انصرفوا فاخرج الى جسدي فواره، قال زاهر: لا بل أنثر نبلي ثم أرميهم به فاذا فنيت نبلي قتلت معك قال : لا بل تفعل ما سألتك به ينفعك اللّه به، فاختفى زاهر وأتى القوم فقتلوا عمرا و احتزوا رأسه فحملوه، فلما انصرفوا خرج زاهر فوارى جسده ثم بقى حتى قتل مع الحسين (عليه السلام).

16- جبلة بن علي الشيباني : من شجعان الكوفة.

17- مسعود بن الحجاج التيمي و ابنه عبد الرحمن و هما من شجعان الكوفة و ابطالها، جاءا مع ابن سعد قبل القتال ثم رأيا الحسين (عليه السلام) فشملتهما السعادة و بقيا معه حتى استشهدا في الحملة الاولى.

18- زهير بن بشر الخثعمي:

19- عمار بن حسان بن شريح الطائي : وهو من خلّص الشيعة وصاحب الحسين (عليه السلام) من مكّة الى كربلاء واستشهد هناك وكان أبوه حسان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) واستشهد معه بصفين، وجاء في كتب الرجال اسم عامر بدل عمّار، و من أحفاده عبد اللّه بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر المقتول بكربلاء، ابن حسان و عبد اللّه مكنّى بأبي القاسم، و له كتب كثيرة منها كتاب قضايا امير المؤمنين (عليه السلام) يرويه عن أبيه أبي الجعد أحمد بن عامر، و قد روى الشيخ النجاشي عن عبد اللّه بن أحمد المذكور انّه قال:

ولد أبي سنة سبع و خمسين و مائة و لقى الرضا (عليه السلام) سنة أربع و تسعين و مائة و مات الرضا (عليه السلام) بطوس سنة اثنين و مائتين يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلون من جمادي الاولى، و شاهدت أبا الحسن و أبا محمد عليهما السّلام و كان أبي مؤذنهما الى آخر الحديث‏ فعلم انهما نشئا في بيوت اجلّاء الشيعة قدس اللّه ارواحهم.

20- مسلم بن كثير الازدي الكوفي التابعي: قيل انّه من اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) و قد أصيب بجرح في رجله في بعض الحروب التي شارك فيها مع الامام (عليه السلام) و جاء من الكوفة الى كربلاء لنصرة سيد العترة و استشهد في الحملة الاولى و استشهد نافع مولاه بعد صلاة الظهر.

21- زهير بن سليم الأزدي: و هذا الرجل العظيم من السعداء الذين لحقوا بالحسين (عليه السلام) ليلة عاشوراء.

22- عبد اللّه و عبيد اللّه: ابنا يزيد بن ثبيط  العبدي البصري‏ .

روى أبو جعفر الطبري: اجتمع ناس من الشيعة بالبصرة في منزل امرأة من عبد القيس يقال لها مارية ابنة سعد أو منقذ أياما و كانت تشيع و كان منزلها لهم مألفا يتحدّثون فيه، و قد بلغ ابن زياد اقبال الحسين فكتب الى عامله بالبصرة أن يضع المناظر و يأخذ بالطريق.

قال: فأجمع يزيد بن نبيط الخروج و هو من عبد القيس الى الحسين و كان له بنون عشرة فقال ايكم يخرج معي؟ فانتدب معه ابنان له عبد اللّه و عبيد اللّه، فقال لأصحابه في بيت تلك المرأة اني قد أزمعت على الخروج و أنا خارج، فقالوا له: انّا نخاف عليك أصحاب بن زياد، فقال: انّي و اللّه لو قد استوت أخافهما بالجدد  لهان عليّ طلب من طلبني.

قال: ثم خرج فقوى في الطريق حتى انتهى الى الحسين (عليه السلام) فدخل في رحله بالأبطح و بلغ الحسين مجيئه فجعل يطلبه و جاء الرجل الى رحل الحسين، فقيل له: قد خرج الى منزلك فأقبل في أثره، و لما لم يجده الحسين جلس في رحله ينتظره و جاء البصري فوجده في رحله جالسا، فقال: بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا، قال: فسلّم عليه و جلس إليه فخبره‏

بالذي جاء له فدعا له بخير ثم أقبل حتى أتى فقاتل معه فقتل معه هو و ابناه‏ .

قال بعض أهل السير و التاريخ انّ يزيد بن ثبيط لما خرج من البصرة لازمه عامر و مولاه سالم و سيف بن مالك و أدهم بن أمية و استشهدوا كلّهم بكربلاء و قيل في رثاء يزيد و ابنيه:

يا فرو قومي فاندبي‏               خير البريّة في القبور

و ابكى الشهيد بعبرة              من فيض دمع ذي درور

وارث الحسين مع التفجّع‏         و التأوّه و الزفير

قتلوا الحرام من الأئمة            في الحرام من الشهور

و ابكى يزيد مجدّلا                و ابنيه في حرّ الهجير

مترمّلين دمائهم‏                   تجري على لبب النّحور

يا لهف نفسي لم تفز              معهم بجنّات و حور

ومن أوائل المقتولين، جندب بن حجر الكندي الخولاني و كان من اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) ومنهم جنادة بن كعب الانصاري الذي لحق بالحسين (عليه السلام) مع أهله و عياله في مكة و قاتل ابنه عمرو بن جنادة بعد قتل ابيه بأمر أمه حتى استشهد.

ومنهم سالم بن عمرو، وقاسم بن حبيب الأزدي، وبكر بن حيّ التيمي، وجوين بن مالك التيمي و أميّة بن سعد الطائي، و عبد اللّه بن بشر، المشهور بالشجاعة، و بشر بن عمرو، و الحجاج بن بدر البصري حامل كتاب مسعود بن عمرو من البصرة الى الحسين (عليه السلام).

ومنهم صاحب الحجاج و صديقه، قعنب بن عمرو النمري البصري، وعائذ بن مجمّع بن عبد اللّه العائذي رضوان اللّه عليهم اجمعين و عشرة من موالي الحسين (عليه السلام) واثنان من موالي امير المؤمنين (عليه السلام).

يقول المؤلف : اسماء بعض هؤلاء الموالي الذين استشهدوا بهذا الترتيب : أسلم بن عمرو كاتب‏ الحسين (عليه السلام)، وكان أبوه تركيا، وقارب بن عبد اللّه الدئلي، وكانت أمه جارية للحسين (عليه السلام)، ومنحج  بن سهم مولى الحسن (عليه السلام) و قد جاء الى كربلاء مع ابناء الامام الحسن (عليه السلام) واستشهد معهم .

وسعد بن الحرث مولى أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصر بن أبي نيزر مولاه أيضا، ونصر هو الذي كان يعمل أبوه في نخيل لأمير المؤمنين (عليه السلام)، وحرث بن نبهان مولى حمزة ... و غيرهم.

على أي حال، لمّا استشهد في هذه الحملة اكثر أصحاب الحسين، تأثر الامام كثيرا و تأذّى فوضع يده الشريفة على لحيته و قال: «اشتدّ غضب اللّه تعالى على اليهود اذ جعلوا له ولدا، و اشتد غضب اللّه على النصارى اذ جعلوه ثالث ثلاثة، و اشتد غضبه على المجوس اذ عبدوا الشمس و القمر دونه، و اشتد غضبه على قوم اتفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم، أما و اللّه لا أجيبهم الى شي‏ء ممّا يريدون حتى ألقى اللّه و أنا مخضّب بدمي» .

ولا يخفى أنّ جمعا من وجهاء جيش الكوفة، ما كانوا يرضون قتال الحسين (عليه السلام) حذرا من خسران الدارين فلذا كانوا يماطلون و يسامحون في أمر القتال وكانت الرسل والكتب تتبادل بين الجيشين فلما علموا انّ الحسين (عليه السلام)، لا يلبس لباس الذل، و انّ عبيد اللّه بن زياد لا يترك الحسين كي يفعل ما يشاء، عزموا على القتال.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.