أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-12
772
التاريخ: 4-05-2015
3042
التاريخ: 2024-03-19
857
التاريخ: 3-05-2015
5091
|
قال أمير المؤمنين عليه السلام في صفة القرآن :
(ثمّ أنزل عليه الكتاب نوراً لا تُطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يُدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضلّ نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوءه ، وفرقاناً لا يُخمد برهانه ، وتبياناً لا تُهدم أركانه ، وشفاءً لا تُخشى أسقامه ، وعزّاً لا تُهزم أنصاره ، وحقّاً لا تُخذل أعوانه ، فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافيّ الإسلام وبنيانه ، وأودية الحقّ وغيطانه ، وبحر لا يُنزفه المنتزفون ، وعيون لا ينضبها الماتحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضلّ نهجها المسافرون ، وأعلام لا يعمى عنها السائرون ، وآكام لا يجوز عنها القاصدون ، جعله الله ريّاً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجَّ لطرق الصلحاء ، ودواءً ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزّاً لمن تولّاه ، وسلماً لمن دخله ، وهدى لمن ائتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهاناً لمن تكلّم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآيةً لمن توسّم ، وجُنّة لمن استلأم ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى وحكماً لمن قضى) (1) .
وقد استعرضت هذه الخطبة الشريفة كثيراً من الأمور المهمّة الّتي يجب الوقوف عليها ، والتدبّر في معانيها. فقوله :
1- (لا يخبو توقّده) خبت النار : خمد لهبها. يريد بقوله هذا وبكثير من جمل هذه الخطبة أنّ القرآن لا تنتهي معانيه ، وأنه غضّ جديد إلى يوم القيامة. فقد تنزل الآية في مورد أو في شخص أو في قوم ، ولكنّها لا تختصّ بذلك المورد أو ذلك الشخص أو أولئك القوم ، فهي عامّة المعنى.
عن أبي عبد الله عليه السلام : (إنّ القرآن حيّ لم يمت ، وإنّه يجري كما يجري الليل والنهار ، وكما تجري الشمس والقمر ، ويجري على آخرنا كما يجري على أوّلنا) (2) .
2- (ومنهاجاً لا يضلّ نهجه ( : إنّ القرآن طريق لا يضلّ سالكه ، فقد أنزله الله تعالى هداية لخلقه ، فهو حافظ لمن اتّبعه عن الضلال.
3- (وتبياناً لا تهدم أركانه ( : المحتمل في المراد من هذه الجملة أحد وجهين :
الأوّل : أنّ أركان القرآن في معارفه وتعاليمه ، وجميع ما فيه من الحقائق. محكمة لا تقبل التضعضع والانهدام.
الثاني : أنّ القرآن بألفاظه لا يتسرّب إليه الخلل والنقصان ، فيكون فيها إيماء إلى حفظ القرآن من التحريف.
4- (ورياض العدل وغدرانه) : الرياض جمع روضة ، وهي الأرض الخضرة بحسن النبات. العدل بمعنى الاستقامة ، والغدران جمع غدير وهو الماء الّذي تغدره أي تنتجه السيول. معنى هذه الجملة : أنّ العدل بجميع نواحيه من الاستقامة في العقيدة والعمل والأخلاق قد اجتمع في الكتاب العزيز ، فهو مجمع العدالة وملتقى متفرّقاتها.
5- (وأثافي الإسلام) : الأثافيّ كأمانيّ جمع أثفيّة - بالضمّ والكسر - وهي الحجارة الّتي توضع عليها القدر. ومعنى ذلك : أنّ استقامة الإسلام وثباته بالقرآن كما أنّ استقامة القِدر على وضعها الخاص تكون بسبب الأثافيّ.
6- (وأودية الحقّ وغيطانه) : يريد بذلك : أنّ القرآن منبت الحقّ ، وفي الجملة تشبيه القرآن بالأرض الواسعة المطمئنّة ، وتشبيه الحقّ بالنبات النابت فيها. وفي ذلك دلالة على أن المتمسّك بغير القرآن لا يمكن أن يصيب الحقّ ، لأنّ القرآن هو منبت الحقّ ، ولا حقّ في غيره.
7- (وبحر لا ينزفه المنتزفون) : نزف ماء البئر : نزح كله. ومعنى هذه الجملة والجمل الّتي بعدها : أنّ المتصدّين لفهم معاني القرآن لا يصلون إلى منتهاه ، لأنّه غير متناهي المعاني ، بل وفيها دلالة على أنّ معاني القرآن لا تنقص أصلاً ، كما لا تنضب العيون الجارية بالسقاية منها.
8- (وآكام لا يجوز عنها القاصدون) : والآكام جمع أكم ، كقصب ، وهو جمع أكمة ، كقصبة ، وهي التلّ. والمراد أنّ القاصدين لا يصلون إلى أعالي الكتاب ليتجاوزوها. وفي هذا القول إشارة إلى أنّ للقرآن بواطن لا تصل إليها أفهام أولي الأفهام.
وقد يكون المراد أنّ القاصدين إذا وصلوا إلى أعاليه وقفوا عندها ولم يطلبوا غيرها ، لأنّهم يجدون مقاصدهم عندها على الوجه الأتمّ.
_____________________
1- نهج البلاغة ، ج2 ، ص178.
2- بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، ج35 ، ص404.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|