أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-04-2015
3403
التاريخ: 8-04-2015
3356
التاريخ: 16-6-2019
5413
التاريخ: 29-3-2016
3109
|
استجاب ابن سعد إلى تأجيل الحرب بعد أن رضيت به اكثرية القادة من جيشه وأوعز ابن سعد إلى رجل من أصحابه أن يعلن ذلك فدنا من معسكر الحسين وصاح : يا أصحاب الحسين بن علي قد اجلناكم يومكم هذا إلى غد فان استسلمتم ونزلتم على حكم الأمير وجهنا بكم إليه وان ابيتم ناجزناكم وارجئ القتال إلى اليوم العاشر من المحرم وظل أصحاب ابن سعد ينتظرون الغد هل يجيبهم الامام أو يرفض ما دعوه إليه.
وجمع الامام اصحابه واهل بيته ليلة العاشر من المحرم وطلب منهم أن ينطلقوا في رحاب الأرض ويتركوه وحده ليلقى مصيره المحتوم وقد اراد ان يكونوا على هدى وبينة من امرهم فقال لهم : أثني على اللّه احسن الثناء واحمده على السراء والضراء , اللهم اني احمدك على ان اكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفهمتنا في الدين وجعلت لنا اسماعا وابصارا وافئدة ولم تجعلنا من المشركين.
أما بعد : فاني لا أعلم اصحابا اوفى ولا خيرا من اصحابي فجزاكم اللّه جميعا عني خيرا الا واني لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا واني قد أذنت لكم جميعا فانطلقوا في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من اهل بيتي فجزاكم اللّه جميعا خيرا ثم تفرقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرج اللّه فان القوم انما يطلبونني ولو اصابونني لهوا عن طلب غيري .
وتمثلت روعة الايمان بهذا الخطاب العظيم الذي كشف جانبا كبيرا عن نفسية الامام رائد الكرامة الانسانية فقد تجنب في هذا الموقف الدقيق جميع الوان المنعطفات فجعل أصحابه وأهل بيته أمام الأمر الواقع وحدد لهم النتيجة التي لا مفر منها وهي القتل والتضحية وليس هناك شيء آخر غيرها وقد رغب أن يخلوا عنه وينصرفوا تحت جنح الظلام فيتخذون منه ستارا دون كل عين فلعلهم يخجلون أن يبتعدوا عنه في ضوء النهار أو انهم يخشونه فجعلهم في حل من التزاماتهم تجاهه وعرفهم انه بالذات هو الهدف لتلك الوحوش الكاسرة فاذا ظفروا به فلا ارب لهم في طلب غيره.
ولم يكد يفرغ الامام من كلماته حتى هبت الصفوة الطيبة من أهل بيته وهم يعلنون اختيار الطريق الذي يسلكه ويتبعونه في مسيرته ولا يختارون غير منهجه فانبروا جميعا وعيونهم تفيض دموعا قائلين : لم نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك لا أرانا اللّه ذلك أبدا , بدأهم بهذا القول أخوه ابو الفضل العباس وتابعته الفتية الطيبة من ابناء الأسرة النبوية والتفت الامام إلى ابناء عمه من بني عقيل فقال لهم : حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا فقد أذنت لكم ؛ وهبت فتية آل عقيل تتعالى اصواتهم قائلين بلسان واحد : اذن ما يقول الناس؟ : وما نقول؟ : إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا؟ لا واللّه لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا نقاتل معك حتى نرد موردك فقبح اللّه العيش بعدك .
واترعت قلوب اصحاب الامام ايمانا فقد صهرهم ابو عبد اللّه بمثله التي لا تحد فقد رأوا فضائله ومزاياه واندفاعه نحو الحق وانه لم يكن يسعى بأي حال لجاه او مال أو سيادة وانه قد رفض كل مساومة على حساب أمته ودينه مما أثر في أعماق قلوبهم فاستهانوا بالحياة وسخروا من الموت وقد اندفعوا يعلنون له الفداء والتضحية وهذه كلمات بعضهم :
1 ـ مسلم بن عوسجة : انبرى مسلم بن عوسجة ودموعه تتبلور على وجهه فخاطب الامام قائلا : أنحن نخلي عنك وبما ذا نعتذر الى اللّه في أداء حقك أما واللّه لا أفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي واضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم لقذفتهم بالحجارة حتى اموت معك.
وعبرت هذه الكلمات عن عميق ايمانه فهو يرى أنه مسؤول امام اللّه عن اداء حق ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وانه سيبذل جميع طاقاته في الدفاع عنه.
2 ـ سعيد بن عبد اللّه : تكلم سعيد بن عبد اللّه الحنفي فاعلن ولاءه الصادق للامام قائلا : واللّه لا نخليك حتى يعلم اللّه أنا قد حفظنا غيبة رسوله فيك أما واللّه لو علمت أني اقتل ثم احيا ثم احرق ثم اذرى يفعل بي ذلك سبعون مرة لما فارقتك حتى القى حمامي دونك وكيف لا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا.
وليس في قاموس الوفاء انبل ولا اصدق من هذا الوفاء انه يتمنى انه تجرى عليه عملية القتل سبعين مرة ليفدي الامام ويحفظ غيبة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وكيف لا يستطيب الموت في سبيله وانما هو مرة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها.
3 ـ زهير بن القين : انطلق زهير فاعلن نفس الاتجاه الذي اعلنه اخوانه قائلا : واللّه لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف مرة وان اللّه عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن انفس هؤلاء الفتيان من اهل بيتك .
لقد ارتفع هؤلاء الأبطال الى مستوى من النبل لم يبلغه اي انسان فأعطوا الدروس المشرقة للفداء في سبيل الحق.
وانبرى بقية اصحاب الامام فاعلنوا الترحيب بالموت في سبيله والتفاني في الفداء من اجله فجزاهم الامام خيرا واكد لهم جميعا انهم سيلاقون حتفهم فتهفوا جميعا : الحمد للّه الذي اكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك او لا نرضى ان نكون معك في درجتك يا ابن رسول اللّه.
لقد اختبرهم الامام فوجدهم من خيرة الرجال صدقا ووفاء قد اشرقت نفوسهم بنور الايمان وتحرروا من جميع شواغل الحياة وآمنوا انهم صائرون إلى الفردوس الأعلى وكانوا ـ فيما يقول المؤرخون ـ فى ظمأ الى الشهادة ليفوزوا بنعيم الآخرة.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|