أقرأ أيضاً
التاريخ: 20/9/2022
1859
التاريخ: 17-3-2016
3278
التاريخ: 2024-08-07
321
التاريخ: 2024-08-23
250
|
المظاهر الكاشفة عن أبعاد شخصية عثمان والمحددة لذاتيته فأهمها ما يلي :
1 ـ إنّه كان ضعيف الإرادة خائر العزيمة فلم تكن له أيّة شخصية قوية متماسكة يستطيع بها أن يفرض آراءه وإرادته كما لم تكن له أيّة قدرة على مواجهة الأحداث والتغلب عليها قد أخذ الاُمويّون بزمامه واستولوا على جميع مقدرات حكومته فلم يستطع أن يقف موقفاً إيجابياً يتّسم بالصلابة ضد رغباتهم وأهوائهم فكان بالنسبة إليهم ـ فيما يقول بعض المؤرّخين ـ كالميت في يد الغاسل وكان الذي يدير شؤون دولته مروان بن الحكم فهو الذي يعطي ما يشاء ويمنع مَنْ يشاء ويتصرّف في مقدّرات الاُمّة حسب ميوله من دون أن يعني بأحكام الإسلام ولا رأى لعثمان ولا اختيار له في جميع الأحداث التي تواجه حكومته ؛ فقد وثق بمروان واعتمد عليه وأناط به جميع شؤون الدولة.
يقول ابن أبي الحديد نقلاً عن بعض مشايخه : إنّ الخليفة في الحقيقة والواقع إنما كان مروان وعثمان له اسم الخلافة.
إنّ قوة الإرادة لها الأثر التام في تكوين الشخصية واستقامتها فهي تكسب الشخص قوة ذاتية يستطيع أن يقف بحزم أمام التيارات والأعاصير التي تواجهه في هذه الحياة ومن المستحيل أن يحقق الشخص أي هدف لاُمّته ووطنه من دون أن تتوفر فيه هذه النزعة وقد منع الإسلام منعاً باتاً أن يتولى ضعيف الإرادة قيادة الاُمّة وحظر عليه مزاولة الحكم ؛ لأنّه يعرض البلاد للويلات والخطوب ويغري ذوي القوة بالتمرّد والخروج من الطاعة وتمنى الاُمّة بالأزمات والأخطار ؛ ووصفه بعض المؤرّخين بالرأفة والرقّة واللين والتسامح إلاّ أن ذلك كان مع اُسرته وذويه أما مع الجبهة المعارضة لحكومته فقد كان شديد القسوة ؛ فقد بالغ في إرهاقهم واضطهادهم وقابلهم بمزيد من العسف والعنف ؛ فنفى أبا ذر من يثرب إلى الربذة وفرض عليه الإقامة الجبرية في مكان انعدمت فيه جميع وسائل الحياة حتّى مات طريداً غريباً ونكل بالصحابي العظيم عمار بن ياسر فأمر بضربه حتّى أصابه فتق وألقته شرطته في الطريق مغمى عليه وأوعز إلى شرطته بضرب القارئ الكبير عبد الله بن مسعود فألهبت جسمه سياطهم وألقوه في الطريق بعد أن هشموا بعض أضلاعه وحرم عليه عطاءه وهكذا اشتدّ في القسوة مع أعلام المعارضة ؛ نعم كان شديد الرأفة والرقّة بأرحامه من بني اُميّة وآل أبي معيط ؛ فمنحهم خيرات البلاد وحملهم على رقاب الناس وأسند إليهم جميع المناصب الحساسة في الدولة.
2 ـ وظاهرة ثانية من نزعات عثمان هو أنه كان شديد القبلية فقد أترعت نفسه بالعواطف الجياشة تجاه قبيلته حتّى تمنى أن تكون مفاتيح الفردوس بيده ليهبها لبني اُميّة وقد آثرهم بالفيء ومنحهم الثراء العريض ووهبهم الملايين من أموال الدولة وجعلهم ولاة على الأقطار والأقاليم الإسلاميّة ؛ وكانت تتواتر لديه الأخبار بأنهم جانبوا الحقَّ وظلموا الرعية وأشاعوا الفساد في الأرض فلم يعنَ بذلك ولم يفتح معهم أي لون من ألوان التحقيق وردّ الشكاوى الموجّهة ضدّهم.
3 ـ والظاهرة الثالثة من نزعات عثمان هو أنّه كان يميل إلى الترف والبذخ ولم يعن ببساطة العيش والزهد في الدنيا كما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فافتتن بالبذخ والترف ؛ فأخذ القصور واصطفى لنفسه ما شاء من بيت المال وأحاط نفسه بالثراء العريض من دون أن يتحرّج في ذلك ؛ ووصفه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله : نافجاً حضنيه بين نثيله ومعتلفه ؛ وكان ذلك من موجبات النقمة عليه .
هذه بعض نزعات عثمان وقد أوجبت إخفاقه وفشله في الميادين السياسية وإذاعة التذمّر والنقمة عليه.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|