أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2017
3253
التاريخ: 25-7-2022
1979
التاريخ: 6-4-2016
11290
التاريخ: 17-3-2016
3478
|
لمّا علم النبي (صلّى الله عليه وآله) بدنو الأجل المحتوم منه رأى أن يحجّ إلى بيت الله الحرام ليلتقي بعامة المسلمين ويعقد هناك مؤتمراً عامّاً يضع فيه الخطوط السليمة لنجاة اُمّته ووقايتها من الزيغ والانحراف ؛ وحجّ النبي (صلّى الله عليه وآله) حجّته الأخيرة الشهيرة بحجّة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة فأشاع فيها بين الوافدين لبيت الله الحرام أنّ التقاءه بهم في عامهم هذا هو آخر عهدهم به قائلاً : إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً وجعل يطوف على الجماهير ويعرّفهم بما يضمن لهم نجاحهم وسعادتهم قائلاً : يا أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ؛ إنّ الركيزة الاُولى لسلامة الاُمّة وصيانتها عن أيّ زيغ عقائدي هو تمسّكها بكتاب الله والتمسّك بالعترة الطاهرة فهما أساس سعادتها ونجاحها في الدنيا والآخرة.
ولمّا انتهى (صلّى الله عليه وآله) من مراسيم الحج وقف عند بئر زمزم وأمر ربيعة بن اُميّة بن خلف فوقف تحت صدر راحلته وكان صبيّاً فقال : يا ربيعة قل : يا أيها الناس إنّ رسول الله يقول لكم : لعلّكم لا تلقونني على مثل حالي هذه وعليكم هذا هل تدرون أي بلد هذا؟ وهل تدرون أي شهر هذا؟ وهل تدرون أي يوم هذا؟
فقال الناس : نعم هذا البلد الحرام والشهر الحرام واليوم الحرام وبعدما أقرّوا بذلك قال (صلّى الله عليه وآله) : إنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة يومكم هذا ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد واتقوا الله {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85] فمَن كانت عنده أمانة فليؤدّها ؛ ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) : الناس في الإسلام سواء الناس طفّ الصاع لآدم وحواء لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلاّ بتقوى الله ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال : لا تأتوني بأنسابكم واتوني بأعمالكم فأقول للناس هكذا ولكم هكذا ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) : كل دم كان في الجاهليّة موضوع تحت قدمي وأوّل دم أضعه دم آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ألا هل بلغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد وكل ربا كان في الجاهليّة موضوع تحت قدمي وأوّل ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب ألا هل بلغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد أيها الناس {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة: 37] ثمّ قال : اُوصيكم بالنساء خيراً ؛ فإنما هنّ عوار عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً وإنّما أخذتموهنّ بأمانة الله واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله ولكم عليهنّ حقّ ولهنّ عليكم حقّ ؛ كسوتهنّ ورزقهنّ بالمعروف ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فراشكم أحداً ولا يأذنّ في بيوتكم إلاّ بعلمكم وإذنكم فإن فعلنّ شيئاً من ذلك فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد فأوصيكم بمَن ملكت أيمانكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وإن أذنبوا فكالوا عقوباتهم إلى شراركم ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال : إنّ المسلم أخو المسلم ؛ لا يغشّه ولا يخونه ولا يغتابه ولا يحلّ له دمه ولا شيء من ماله إلاّ بطيب نفسه ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال : اللّهمّ اشهد.
ويستمر (صلّى الله عليه وآله) في خطابه الحافل بما تضمّنته الرسالة الإسلامية من البنود المشرقة في عالم التشريع ثمّ ختمه بقوله : لا ترجعوا بعدي كفاراً مضللين يملك بعضكم رقاب بعض إنّي خلّفت فيكم ما أن تمسّكتم به لن تضلّوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا هل بلّغت؟.
قالوا : نعم.
قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ التفت إليهم فطالبهم بالالتزام بما أعلنه وأذاعه فيهم قائلاً : إنّكم مسؤولون فليبلّغ الشاهد منكم الغائب .
وبذلك انتهى خطابه الرائع الحافل بما تحتاجه الاُمّة في الصعيد الاجتماعي والسياسي كما عيّن لها القادة من أهل بيته الذين يعنون بالإصلاح العام وببلوغ أهداف الاُمّة في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|