المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Gravity and Early Predictions of Black Holes
22-12-2015
كيف نحبّ الله
2024-09-18
الصوت المحكي
2024-09-21
جمع وحفظ نماذج الدم
2024-05-20
The diffraction grating
2024-03-20
فيتونيا Fittonia sp.
25-12-2020


خطاب النبي في حجّة الوداع  
  
3897   09:48 صباحاً   التاريخ: 22-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص195-198.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

لمّا علم النبي (صلّى الله عليه وآله) بدنو الأجل المحتوم منه رأى أن يحجّ إلى بيت الله الحرام ليلتقي بعامة المسلمين ويعقد هناك مؤتمراً عامّاً يضع فيه الخطوط السليمة لنجاة اُمّته ووقايتها من الزيغ والانحراف ؛ وحجّ النبي (صلّى الله عليه وآله) حجّته الأخيرة الشهيرة بحجّة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة فأشاع فيها بين الوافدين لبيت الله الحرام أنّ التقاءه بهم في عامهم هذا هو آخر عهدهم به قائلاً : إنّي لا أدري لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً وجعل يطوف على الجماهير ويعرّفهم بما يضمن لهم نجاحهم وسعادتهم قائلاً : يا أيها الناس إنّي تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ؛ إنّ الركيزة الاُولى لسلامة الاُمّة وصيانتها عن أيّ زيغ عقائدي هو تمسّكها بكتاب الله والتمسّك بالعترة الطاهرة فهما أساس سعادتها ونجاحها في الدنيا والآخرة.

ولمّا انتهى (صلّى الله عليه وآله) من مراسيم الحج وقف عند بئر زمزم وأمر ربيعة بن اُميّة بن خلف فوقف تحت صدر راحلته وكان صبيّاً فقال : يا ربيعة قل : يا أيها الناس إنّ رسول الله يقول لكم : لعلّكم لا تلقونني على مثل حالي هذه وعليكم هذا هل تدرون أي بلد هذا؟ وهل تدرون أي شهر هذا؟ وهل تدرون أي يوم هذا؟

فقال الناس : نعم هذا البلد الحرام والشهر الحرام واليوم الحرام وبعدما أقرّوا بذلك قال (صلّى الله عليه وآله) : إنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة بلدكم هذا وكحرمة شهركم هذا وكحرمة يومكم هذا ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد واتقوا الله {وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [هود: 85] فمَن كانت عنده أمانة فليؤدّها ؛ ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) : الناس في الإسلام سواء الناس طفّ الصاع لآدم وحواء لا فضل لعربي على عجمي ولا عجمي على عربي إلاّ بتقوى الله ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال : لا تأتوني بأنسابكم واتوني بأعمالكم فأقول للناس هكذا ولكم هكذا ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله) : كل دم كان في الجاهليّة موضوع تحت قدمي وأوّل دم أضعه دم آدم بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ألا هل بلغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد وكل ربا كان في الجاهليّة موضوع تحت قدمي وأوّل ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب ألا هل بلغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد أيها الناس {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة: 37] ثمّ قال : اُوصيكم بالنساء خيراً ؛ فإنما هنّ عوار عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً وإنّما أخذتموهنّ بأمانة الله واستحللتم فروجهنّ بكتاب الله ولكم عليهنّ حقّ ولهنّ عليكم حقّ ؛ كسوتهنّ ورزقهنّ بالمعروف ولكم عليهنّ أن لا يوطئن فراشكم أحداً ولا يأذنّ في بيوتكم إلاّ بعلمكم وإذنكم فإن فعلنّ شيئاً من ذلك فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهن ضرباً غير مبرح ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد فأوصيكم بمَن ملكت أيمانكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون وإن أذنبوا فكالوا عقوباتهم إلى شراركم ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ قال : إنّ المسلم أخو المسلم ؛ لا يغشّه ولا يخونه ولا يغتابه ولا يحلّ له دمه ولا شيء من ماله إلاّ بطيب نفسه ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال : اللّهمّ اشهد.

ويستمر (صلّى الله عليه وآله) في خطابه الحافل بما تضمّنته الرسالة الإسلامية من البنود المشرقة في عالم التشريع ثمّ ختمه بقوله : لا ترجعوا بعدي كفاراً مضللين يملك بعضكم رقاب بعض إنّي خلّفت فيكم ما أن تمسّكتم به لن تضلّوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا هل بلّغت؟.

قالوا : نعم.

قال (صلّى الله عليه وآله) : اللّهمّ اشهد ؛ ثمّ التفت إليهم فطالبهم بالالتزام بما أعلنه وأذاعه فيهم قائلاً : إنّكم مسؤولون فليبلّغ الشاهد منكم الغائب .

وبذلك انتهى خطابه الرائع الحافل بما تحتاجه الاُمّة في الصعيد الاجتماعي والسياسي كما عيّن لها القادة من أهل بيته الذين يعنون بالإصلاح العام وببلوغ أهداف الاُمّة في مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.