أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-11-2014
1582
التاريخ: 27-11-2014
1744
التاريخ: 2024-08-24
364
التاريخ: 27-04-2015
1844
|
سؤال :
هناك آيات تنصّ على أنّهم لا يَتكلّمون إلاّ صواباً (1) ونهوا أن يتخاصموا (2) بل وختم على أفواههم لتتكلّم أيديهم وتشهد أرجُلُهم بما كانوا يكسبون (3) .
الأمر الّذي يتنافى وقوله تعالى فيهم بأنّهم قالوا واللّه ما كنّا مشركين (4) فإنّه قول كَذِب بل ويمين كاذبة وقد أُذنوا بالتكلّم به !
وكذا مع قوله : {إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ } [ص : 64] وقوله : {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا } [العنكبوت : 25] ، فقد تخاصموا لديه تعالى رُغم منعه سبحانه من ذلك ! ثُمّ كيف يلتئم ذلك مع الختم على الأفواه ؟!
جواب :
أولاً : إنّ مَن يتكلّم بالصواب في الآية الأُولى هم الملائكة أو المؤمنون ، والكلام الصواب هنا هي الشفاعة بالحقّ على ما ذَكَره المفسّرون ، وفي الحديث عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقد سُئل عن هذه الآية قال : ( نحن واللّه المأذون لهم يوم القيامة ، والقائلون صواباً : نُمجّد ربّنا ونُصلّي على نبيّنا ونَشفع لشيعتنا ) (5) .
وثانياً : مواطن القيامة متفاوتة ومواقفها متنوّعة ، فقوله {لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} [ق : 28] خطاب إلى الكَفّار العنيد وقرينه الشيطان الذي أغواه ، حيث يقول الشيطان : {رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} [ق : 27] ، ويحاول الكافر أنْ يَجعل اللّوم على الّذي أغواه ، فكان النهي موجّهاً إليهم : لا تختصموا لديَّ بل اجعلوا بأسَكم بينكم فليس منعاً عن التخاصم على الإطلاق .
غير أنّ هذا التخاصم والتشاجر والمنع منه لديه سبحانه إنّما هو بعد الفراغ من الحساب وفي مقام الاعتذار بعد الاعتراف بالاقتراف ، أمّا الختم على الأفواه فهو عند الحساب وفي أثنائه حيث يحاولون الإنكار رأساً ، فتتكلّم أيديهم وتشهد أرجُلُهم بما اقترفوه ، فالمَواطن مُختلفة والمواقف متعدّدة :
فالموطن الأَوّل : موطن المُداقّة في الحساب ، ( يختم على أفواه أهل الإلحاد والإنكار ) .
والموطن الثاني : موطن الفراغ من الحساب ، ( يتخاصم فيه أهل النار ) .
والموطن الثالث : موطن الشفاعة لأهل الإيمان ، ( موطن النُطق بالصواب ) .
ولكلِّ موطن مناسبتُه وشأنُه .
هكذا يُحمل على اختلاف المواطن ما وَرَد من قوله {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} [المرسلات : 36] ، مع قوله : {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } [غافر : 52] ، وقوله {فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ } [الروم : 57] .
_____________________
(1) وهو قوله تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً ) النبأ 78 : 38 .
(2) وهو قوله تعالى : ( لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ ) ق 50 : 28 .
(3) وهو قوله تعالى : ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) ، يس 36 : 65 .
(4) وهو قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ) ، الأنعام 6 : 22 ـ 23 .
(5) رواه العيّاشي حسبما ذكره الطبرسي في مجمع البيان ، ج10 ، ص427 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|