المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Potential Theory
27-12-2018
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الاستنجاء.
2024-10-22
تعريف الجغرافيا - الجغرافيا علم دراسة البيئة
24-8-2022
الفوائد البيئية للزراعة العضوية
2024-06-12
What Is Black English
2024-01-23
معجزة البيضة
25-9-2017


الطاغية مع عقيلة الوحي  
  
3479   11:56 صباحاً   التاريخ: 19-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص343-345.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الأحداث ما بعد عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2016 3389
التاريخ: 1-11-2017 9932
التاريخ: 2024-07-15 549
التاريخ: 7-04-2015 3586

ادخلت بنات رسول اللّه (صلى الله عليه واله) وهن في اسر الذل على ابن مرجانة سليل الارجاس والخيانة وهو في قصر الامارة وقد امتلأ القصر بالسفكة المجرمين من جنوده وهم يهنئونه بالظفر ويحدثونه ببطولاتهم المفتعلة في يوم الطف وهو جذلان مسرور يهز اعطافه فرحا وبين يديه رأس ريحانة رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله) فجعل الخبيث يعبث به وينكته بمخصرته وهو يقول متشمتا : ما رأيت مثل هذا الوجه قط!!

ولم ينه كلامه حتى سدد له الصحابي انس بن مالك سهما من منطقه فقال له : انه كان يشبه النبي  ؛ والتاع الخبيث من كلامه وكان في المجالس رجل من بكر بن وائل يقال له جابر فانتفض وهو يقول : للّه علي ان لا اصيب عشرة من المسلمين خرجوا عليك الا خرجت معهم .

ولما روى ابن مرجانة احقاده من رأس الامام التفت الى عائلة الحسين فرأى امرأة منحازة في ناحية من مجلسه وعليها ارذل الثياب وقد حفت بها المهابة والجلال مما حمل ابن زياد على السؤال عنها فقال : من هذه التي انحازت ناحية ومعها نساؤها؟ فأعرضت عنه وكرر السؤال مرتين فلم تجبه استهانة به واحتقارا لشأنه فانبرت احدى السيدات فقالت له : هذه زينب بنت فاطمة بنت رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ؛ فالتاع الخبيث الدنس من احتقارها له واندفع يظهر شماتته بلسانه الألكن قائلا : الحمد للّه الذي فضحكم وقتلكم وابطل أحدوثتكم , فثارت حفيدة الرسول (صلى الله عليه واله) بشجاعة محتقرة ذلك الوضر الخبيث وصاحت به : الحمد للّه الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا يا ابن مرجانة .

لقد قالت هذا القول الصارم وهي والخفرات من آل محمد (صلى الله عليه واله) في قيد الأسر وقد نصبت فوق رؤوسهن حراب الفاتحين وشهرت عليهن سيوف الشامتين , وقد انزلت الطاغية من عرشه الى قبره واطاحت بغلوائه وعرفته أمام خدمه وأتباعه أنه المفتضح والمنهزم  فقال ابن مرجانة متشفيا بأحط وأخس ما يكون التشفي : كيف رأيت فعل اللّه بأخيك؟

وانطلقت عقيلة بني هاشم ببسالة وصمود فأجابته بكلمات الظفر والنصر لها ولأسرتها قائلة : ما رأيت الا جميلا هؤلاء قوم كتب اللّه عليهم القتل فبرزوا الى مضاجعهم وسيجمع اللّه بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك امك يا بن مرجانة .

وفقد الحقير اهابه من هذا التبكيت الموجع والتعريض المقذع وتميز غيظا وغضبا وهمّ أن ينزل بها عقوبته فنهاه عمرو بن حريث وقال له : انها امرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها فالتفت إليها قائلا : لقد شفى اللّه قلبي من طاغيتك والعصاة المردة من أهل بيتك وغلب على العقيلة الحزن والأسى من هذا التشفي والجرأة عليها وقد تذكرت الصفوة الأبطال من أهل بيتها الذين سقطوا في ميادين الجهاد فادركتها لوعة الاسى فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وأبدت أهلي وقطعت فرعي واجتثثت أصلي فان يشفك هذا فقد اشتفيت ؛ تهافت ابن مرجانة وسكن غيظه وراح يقول : هذه سجاعة لعمري لقد كان أبوها سجاعا شاعرا ؛ فردت عليه زينب : ان لي عن السجاعة لشغلا ما للمرأة والسجاعة .

ما الأم هذه الحياة وما أخسها التي جعلت ربيبة الوحي أسيرة عند ابن مرجانة وهو يبالغ في احتقارها وتوهينها ان كان عندك يا زمان بقية مما يضام به الكرام فهاتها .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.