أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-23
278
التاريخ: 7-04-2015
4225
التاريخ: 13-4-2019
7631
التاريخ: 19-3-2016
3444
|
بعد ما فرغ ابن زياد من القتل و الأسر و النهب ، و بعد ما حبس أهل بيت الحسين (عليه السلام) كتب الى يزيد ، يخبره بما وقع و يسأله ما ذا يفعل بالرؤوس و الأسرى ، و كتب كتابا آخر الى عمرو بن سعيد والي المدينة يخبره أيضا بما وقع.
والشيخ المفيد لم يتعرض لكتابه الى يزيد لعنه اللّه بل قال : و لما فرغ من الطواف به (الرأس) في الكوفة ردوه الى باب القصر فدفعه ابن زياد الى زحر بن قيس و دفع إليه رءوس أصحابه و سرحه الى يزيد بن معاوية (الى أن قال : و) تقدّم الى عبد الملك بن ابي الحريث السلمي فقال : انطلق حتى تأتي عمرو بن سعيد بالمدينة فبشره بقتل الحسين.
فقال عبد الملك : فركبت راحلتي و سرت نحو المدينة فلقيني رجل من قريش فقال : ما الخبر؟ فقلت : الخبر عند الامير تسمعه ، قال : انا للّه و انّا إليه راجعون قتل و اللّه الحسين (عليه السلام).
ولما دخلت على عمرو بن سعيد فقال : ما ورائك فقلت : ما يسر الامير قتل الحسين بن عليّ ، فقال : اخرج فناد بقتله ، فناديت ، فلم اسمع واعية قط كواعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ حين سمعوا النداء بقتله ، فدخلت على عمرو بن سعيد ، فلما رآني تبسم إليّ ضاحكا ثم أنشأ متمثلا بقول عمرو بن معد يكرب:
عجت نساء بني زياد عجة كعجيج نسوتنا غداة الارنب
ثم قال عمرو : هذه واعية بواعية عثمان ، ثم صعد المنبر فاعلم الناس بقتل الحسين بن عليّ (عليه السلام) .
وفي بعض الروايات انّ عمرو بن سعيد تكلم بكلمات ، يذكر بها مسألة قتل عثمان و انّ بني هاشم هم السبب في قتله فنحن قتلنا الحسين قصاصا ، فقال لعنه اللّه : انها لدمة بلدمة و صدمة بصدمة ، كم خطبة بعد خطبة ، و موعظة بعد موعظة ، حكمة بالغة فما تغني النذر، و اللّه لوددت انّ رأسه في بدنه و روحه في جسده أحيانا كان يسبّنا و نمدحه و يقطعنا و نصله كعادتنا و عادته و لم يكن من أمره ما كان ، و لكن كيف نصنع بمن سلّ سيفه يريد قتلنا الّا أن ندفعه عن أنفسنا.
فقام عبد اللّه بن السائب فقال : لو كانت فاطمة حية فرأت رأس الحسين لبكت عليه ، فجبهه عمرو بن سعيد و قال : نحن أحقّ بفاطمة منك ، أبوها عمنا و زوجها أخونا و ابنها ابننا ، لو كانت فاطمة حيّة لبكت عينها ، و حرّت كبدها ، و ما لامت من قتله ، و دفعه عن نفسه .
ودخل بعض موالي عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) فنعى إليه ابنيه ، فاسترجع فقال أبو السلاسل مولى عبد اللّه : هذا ما لقينا من الحسين بن عليّ ، فحذفه عبد اللّه بن جعفر بنعله ثم قال : يا ابن اللخناء أ للحسين تقول هذا؟ و اللّه لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتى أقتل معه ، و اللّه انّه لمما يسخى نفسي عنهما و يعزي عن المصاب بهما انهما اصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له صابرين معه ، ثم أقبل على جلسائه فقال : الحمد للّه الذي عزّ عليّ بمصرع الحسين (عليه السلام) أن لا أكن آسيت حسينا بيدي فقد آساه ولداي.
فخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب رحمه اللّه ، حين سمعت نعي الحسين (عليه السلام) حاسرة و معها أخواتها ، أم هاني و أسماء و رملة و زينب ، تبكي قتلاها بالطف و هي تقول:
ما ذا تقولون إن قال النبي لكم ما ذا فعلتم و أنتم آخر الأمم
بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي منهم أسارى و قتلى ضرجوا بدم
ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي
روى الطوسي انّه : لما أتى نعي الحسين (عليه السلام) الى المدينة خرجت أسماء بنت عقيل في جماعة من نسائها حتى انتهت الى قبر رسول اللّه (صلى الله عليه واله) فلاذت به و شهقت عنده ، ثم التفت الى المهاجرين و الانصار و هي تقول:
ما ذا تقولون ان قال النبي لكم يوم الحساب و صدق القول مسموع
خذلتم عترتي أو كنتم غيبا و الحق عند ولي الأمر مجموع
أسلمتموهم بأيدي الظالمين فما منكم له اليوم عند اللّه مشفوع
قال الراوي : فما رأينا باكيا و لا باكية أكثر مما رأينا ذلك اليوم .
فلما أصبحوا تحدّث أهل المدينة عن سماعهم البارحة مناديا ينادي:
أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب و التنكيل
كل أهل السماء يدعوا عليكم من نبي و مرسل و قبيل
قد لعنتم على لسان ابن داوو د و موسى و حامل الانجيل .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|