المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مجموعة مونروفيا
23-5-2022
الجغرافيا العسكرية وماضي الأمم وحاضرها
30-5-2021
الحيازة (او وضع اليد)
3-8-2017
كورنبرج r.d.kornberg
11-5-2016
Bousso’s Generalization
17-12-2015
العوامل المؤثرة في التجارة الدولية - اختلاف الموارد الطبيعية
27-4-2021


التوحيد في كلام الحسين (عليه السلام)  
  
5168   09:44 صباحاً   التاريخ: 18-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج1, ص149-151.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / التراث الحسينيّ الشريف /

عرض الإمام الحسين (عليه السّلام) في كثير من كلامه إلى توحيد الله فبيّن حقيقته وجوهره وفنّد شُبه الملحدين وأوهامهم ؛ ونعرض فيما يلي لبعض ما اُثر عنه :

1 ـ قال (عليه السّلام) : أيّها الناس اتّقوا هؤلاء المارقة الذين يشبّهون الله بأنفسهم يضاهون قول الذين كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.

استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن لا منازع له في شيء من أمره ولا كفو له يعادله ولا ضدّ له ينازعه ولا سميّ له يشابهه ولا مثل له يشاركه لا تتداوله الاُمور ولا تجري عليه الأحوال ولا تنزل عليه الأحداث ولا يقدر الواصفون كُنه عظمته ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته ؛ لأنه ليس له في الأشياء عديل ولا تدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلاّ بالتحقيق إيقاناً بالغيب ؛ لأنّه لا يُوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد ؛ ما تصوّر في الأوهام فهو خلافه ليس بربِّ مَن طرح تحت البلاغ ومعبود مَن وجِد في هواء أو غير هواء هو في الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ليس بقادر مَن قارنه ضد أو ساواه نِدّ ؛ ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية اُممه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وعمّن في السماء احتجابه كمَن في الأرض قرّبه به كرامته وبُعده إهانته لا يحلّه في ولا توقته إذ ولا تؤامره إن ؛ علوّه من غير توقّل ومجيئه من غير تنقّل يوجد المفقود ويفقد الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت. يصيب الفكر منه الإيمان به موجوداً ووجود الإيمان لا وجود صفة به تُوصف الصفات لا بها يُوصف وبه تعرف المعارف لا بها يُعرف فذلك الله لا سميّ له سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

وحذّر الإمام من تشبيه الخالق العظيم بعباده أو بسائر الممكنات التي يلاحقها العدم ويطاردها الفناء ؛ إنّ الإنسان مهما اُوتي من طاقات فهي محدودة كمّاً وكيفاً ويستحيل أن يصل إلى إدارك حقيقة المبدع العظيم الذي خلق هذه الأكوان وخلق هذه المجرّات التي تذهل العقول تصوّرها وما بُنيت عليه من الأنظمة الدقيقة المذهلة إنّ الإنسان قد عجز عن معرفة نفسه التي انطوت على هذه الأجهزة العميقة كجهاز البصر والسمع والإحساس وغيرها فكيف يصل إلى إدراك خالقه؟!

وعلى أيّ حال فقد أوضحت هذه اللوحة الرائعة كثيراً من شؤون التوحيد ودلّلت على كيفيته وهي من أثمن ما أثر عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في هذا المجال.

2 ـ يقول المؤرّخون : إنّ حبر الاُمّة عبد الله بن عباس كان يحدّث الناس في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقام إليه نافع الأزرق فقال له : تفتي الناس في النملة والقملة صف لي إلهك الذي تعبد؟! فأطرق إعظاماً لقوله وكان الإمام الحسين (عليه السّلام) جالساً فانبرى قائلاً : إليّ يابن الأزرق.

ـ لست إيّاك.

فثار ابن عباس وقال له : إنّه من بيت النبوة وهم ورثة العلم ؛ فأقبل نافع نحو الحسين فقال (عليه السّلام) له : يا نافع مَن وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس سائلاً ناكباً عن المنهاج ظاعناً بالاعوجاج ضالاً عن السبيل قائلاً غير الجميل ؛ أصف لك إلهي بما وصف به نفسه واُعرّفه بما عرّف به نفسه ؛ لا يُدرك بالحواس ولا يُقاس بالناس قريب غير ملتصق بعيد غير منتقص يوحّد ولا يُبعّض معروف بالآيات موصوف بالعلامات لا إله إلاّ هو الكبير المتعال.

فحار الأزرق ولم يطق جواباً فقد ملكت الحيرة أهابه وسدّ عليه الإمام كل نافذة ينفذ منها وبهر جميع مَن سمعوا مقالة الإمام وراحوا يردّدون كلام ابن عباس : إنّ الحسين من بيت النبوة وهم ورثة العلم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.