أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2016
3731
التاريخ: 18-3-2016
4724
التاريخ: 28-7-2022
1588
التاريخ: 19-10-2015
3595
|
عرض الإمام الحسين (عليه السّلام) في كثير من كلامه إلى توحيد الله فبيّن حقيقته وجوهره وفنّد شُبه الملحدين وأوهامهم ؛ ونعرض فيما يلي لبعض ما اُثر عنه :
1 ـ قال (عليه السّلام) : أيّها الناس اتّقوا هؤلاء المارقة الذين يشبّهون الله بأنفسهم يضاهون قول الذين كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
استخلص الوحدانية والجبروت وأمضى المشيئة والإرادة والقدرة والعلم بما هو كائن لا منازع له في شيء من أمره ولا كفو له يعادله ولا ضدّ له ينازعه ولا سميّ له يشابهه ولا مثل له يشاركه لا تتداوله الاُمور ولا تجري عليه الأحوال ولا تنزل عليه الأحداث ولا يقدر الواصفون كُنه عظمته ولا يخطر على القلوب مبلغ جبروته ؛ لأنه ليس له في الأشياء عديل ولا تدركه العلماء بألبابها ولا أهل التفكير بتفكيرهم إلاّ بالتحقيق إيقاناً بالغيب ؛ لأنّه لا يُوصف بشيء من صفات المخلوقين وهو الواحد الصمد ؛ ما تصوّر في الأوهام فهو خلافه ليس بربِّ مَن طرح تحت البلاغ ومعبود مَن وجِد في هواء أو غير هواء هو في الأشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ومن الأشياء بائن لا بينونة غائب عنها ليس بقادر مَن قارنه ضد أو ساواه نِدّ ؛ ليس عن الدهر قدمه ولا بالناحية اُممه احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وعمّن في السماء احتجابه كمَن في الأرض قرّبه به كرامته وبُعده إهانته لا يحلّه في ولا توقته إذ ولا تؤامره إن ؛ علوّه من غير توقّل ومجيئه من غير تنقّل يوجد المفقود ويفقد الموجود ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت. يصيب الفكر منه الإيمان به موجوداً ووجود الإيمان لا وجود صفة به تُوصف الصفات لا بها يُوصف وبه تعرف المعارف لا بها يُعرف فذلك الله لا سميّ له سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
وحذّر الإمام من تشبيه الخالق العظيم بعباده أو بسائر الممكنات التي يلاحقها العدم ويطاردها الفناء ؛ إنّ الإنسان مهما اُوتي من طاقات فهي محدودة كمّاً وكيفاً ويستحيل أن يصل إلى إدارك حقيقة المبدع العظيم الذي خلق هذه الأكوان وخلق هذه المجرّات التي تذهل العقول تصوّرها وما بُنيت عليه من الأنظمة الدقيقة المذهلة إنّ الإنسان قد عجز عن معرفة نفسه التي انطوت على هذه الأجهزة العميقة كجهاز البصر والسمع والإحساس وغيرها فكيف يصل إلى إدراك خالقه؟!
وعلى أيّ حال فقد أوضحت هذه اللوحة الرائعة كثيراً من شؤون التوحيد ودلّلت على كيفيته وهي من أثمن ما أثر عن أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) في هذا المجال.
2 ـ يقول المؤرّخون : إنّ حبر الاُمّة عبد الله بن عباس كان يحدّث الناس في مسجد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقام إليه نافع الأزرق فقال له : تفتي الناس في النملة والقملة صف لي إلهك الذي تعبد؟! فأطرق إعظاماً لقوله وكان الإمام الحسين (عليه السّلام) جالساً فانبرى قائلاً : إليّ يابن الأزرق.
ـ لست إيّاك.
فثار ابن عباس وقال له : إنّه من بيت النبوة وهم ورثة العلم ؛ فأقبل نافع نحو الحسين فقال (عليه السّلام) له : يا نافع مَن وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في التباس سائلاً ناكباً عن المنهاج ظاعناً بالاعوجاج ضالاً عن السبيل قائلاً غير الجميل ؛ أصف لك إلهي بما وصف به نفسه واُعرّفه بما عرّف به نفسه ؛ لا يُدرك بالحواس ولا يُقاس بالناس قريب غير ملتصق بعيد غير منتقص يوحّد ولا يُبعّض معروف بالآيات موصوف بالعلامات لا إله إلاّ هو الكبير المتعال.
فحار الأزرق ولم يطق جواباً فقد ملكت الحيرة أهابه وسدّ عليه الإمام كل نافذة ينفذ منها وبهر جميع مَن سمعوا مقالة الإمام وراحوا يردّدون كلام ابن عباس : إنّ الحسين من بيت النبوة وهم ورثة العلم .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|