المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مصير الرأس العظيم  
  
3837   09:50 صباحاً   التاريخ: 17-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسين
الجزء والصفحة : ج3, ص430-436.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-3-2016 3185
التاريخ: 28-3-2016 3326
التاريخ: 29-3-2016 3249
التاريخ: 12-6-2019 3135

انطوت السنون والاجيال والناس يتساءلون بلهفة أين دفن رأس الحسين؟ بعد ما أصبح جسده الطاهر مزارا في كربلاء يطيف به الناس متفقين ومختلفين وقد كثرت أقوال المؤرخين في المكان الذي حظي به وهذه بعضها :

1 ـ في كربلاء : المشهور عند الشيعة الامامية ان الرأس العظيم اعيد الى كربلاء ودفن مع الجسد الطاهر وقد ذكر السيد رضي الدين علي بن طاوس ان عمل الطائفة على ذلك وممن نص على ذلك المجلسي وابن نما كما اشتهر ذلك عند فريق كبير من علماء السنة منهم الشبراوي  وابن الجوزي والبيروني والقزويني وغيرهم ومما لا شبهة فيه ان علماء الشيعة الامامية معنيون بالاهتمام والبحث عن هذه الجهة اكثر من غيرهم فهم ادرى بواقع الحال واكثر وقوفا عليه من أي باحث آخر.

أما كيفية نقل الرؤوس الشريفة الى كربلاء ودفنها مع الاجساد الطاهرة ففيما نحسب انه يحتمل أحد أمرين :

الأول ـ ان الامام زين العابدين التمس من يزيد أن يسمح له بذلك فاجابه إليه وقد اخذ يزيد يتطلب مرضاة الامام بعد ان نقم عليه المسلمون وكرهوا خلافته وعلى هذا فيطرح ما روي ان الامام (عليه السلام) لما طلب منه ان يريه وجه أبيه فلم يجبه إلى ذلك ويحتمل انه أجابه إليه بعد رفضه.

الثاني ـ ان الامام زين العابدين طلب من حاكم المدينة حينما حملت إليه الرؤوس أن يواريها مع الأجسام فأجابه الى ذلك فأخذها ورجع الى كربلاء وواراها مع الاجساد الطاهرة.

2 ـ في البقيع : ذهب فريق من المؤرخين الى ان الرأس الشريف دفنه حاكم المدينة في البقيع الى جانب أمه (عليه السلام) .

3 ـ في النجف : اثرت مجموعة من الاخبار عن الامام الصادق (عليه السلام) تنص على أن الرأس الشريف دفن في الغري وهذه بعضها :

1 ـ روى عمرو بن طلحة قال : قال لي أبو عبد اللّه (عليه السلام) : وهو بالحيرة أما تريد ما وعدتك قلت : بلى ـ يعني الذهاب الى قبر امير المؤمنين (عليه السلام) - قال فركب وركب اسماعيل وركبت معهما حتى اذا جاز الثوية وكان بين الحيرة والنجف عند ذكوات بيض نزل ونزل اسماعيل ونزلت معهما فصلى وصلى اسماعيل وصليت فقال لإسماعيل : قم فسلم على جدك الحسين فقلت جعلت فداك أليس الحسين بكربلاء؟ فقال : نعم ولكن لما حمل رأسه سرقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين .

2 ـ روى ابان بن تغلب قال : كنت مع أبي عبد اللّه (عليه السلام) فمر بظهر الكوفة فصلى ركعتين ثم تقدم قليلا فصلى ركعتين ثم سار قليلا فنزل فصلى ركعتين ثم قال هذا موضع قبر امير المؤمنين قلت : والموضعين اللذين صليت فيهما قال : موضع رأس الحسين وموضع منزل القائم .

3 ـ روى علي بن اسباط بسنده قال : قال ابو عبد اللّه (عليه السلام) : إنك اذا أتيت الغري رأيت قبرين قبرا كبيرا وقبرا صغيرا اما الكبير فقبر امير المؤمنين (عليه السلام) وأما الصغير فرأس الحسين (عليه السلام) .

هذه بعض الأخبار التي تصرح بأن الرأس الشريف قد دفن في الغري ولكن التعبير في بعضها بأنه موضع الرأس لا يدل على أنه قد دفن فيه.

4 ـ في دمشق : ذهب جمهور من المؤرخين الى أن الرأس الشريف قد دفن في دمشق وقد اختلفوا في المكان الذي حظي به وهذه بعض الأقوال :

أ ـ ذفن في حائط بدمشق .

ب ـ في دار الامارة .

ج ـ في المقبرة  .

د ـ في داخل باب الفراديس ويعرف بمسجد الرأس .

ه‍ ـ في جامع دمشق ؛ وهناك أقوال أخر غير هذه .

5 ـ في فارس : ذكر ذلك احمد عطية وهو قول شاذ لم يذكره أحد من المؤرخين.

6 ـ في مصر : وذهب بعض المؤرخين إلى أن الرأس الشريف قد حظيت به القاهرة أما كيفية نقله لها ففيها قولان :

1 ـ ما ذكره الشعراني أن العقيلة زينب (عليه السلام) نقلته الى مصر ودفنته فيه وهذا القول شاذ لا يعول عليه.

2 ـ ما أفاده المقريزي انه نقل من عسقلان إلى مصر سنة 548هـ في اليوم العاشر من شهر جمادى الآخرة وقد نقله سيف المملكة مع القاضي المؤتمن بن مسكين وجرى له استقبال ضخم .

هذه بعض الأقوال التي ذكرت في مواراة الرأس العظيم وقد شيد في اغلبها مزار يطوف به المسلمون وهو من مواضع الاعتزاز والفخر لكل بلد حظي بهذه النسبة.

وعلى أي حال فالحسين قائم في عواطف الناس وقلوبهم ففي اعماق النفوس قبره وذكره فهو اسمى صورة قدسها الناس في جميع الأحقاب والآباد.

وقد سئل أبو بكر الآلوسي عن موضع رأس الحسين فقال :

لا تطلبوا رأس الحسين           بشرق أرض أو بغرب

ودعوا الجميع وعرجوا                    نحوي فمشهده بقلبي

وقال الحاج مهدي الفلوجي :

لا تطلبوا رأس الحسين فانه      لا في حمى ثاو ولا في واد

لكنما صفو الولاء يدلكم                     في أنه المقبور وسط فؤادي

لقد احتل الامام الحسين (عليه السلام) مشاعر الناس وثوى في أفئدتهم فهاموا في حبه وتقديسه وقد فجعوا بما جرى عليه من عظيم الرزايا والخطوب وظلت رزيته تنخر في القلوب وتذوب النفوس من هولها أسى وحزنا وهم يحجون لكل مرقد يحمل شرف الانتساب بأنه مرقد رأس الامام (عليه السلام) وقد ازدحم المرقد العظيم بالقاهرة بالزائرين وهم يتبركون به ويعدون زيارته من أفضل الطاعات والقربات إلى اللّه تعالى.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.