أقرأ أيضاً
التاريخ:
3400
التاريخ: 23-4-2019
3359
التاريخ: 16-3-2016
3069
التاريخ: 16-3-2016
3311
|
خفّ الحُسين (عليه السّلام) إلى قبر جدّه (صلّى الله عليه وآله) وهو حزين كئيب ؛ ليشكو إليه ظلم الظالمين له ووقف أمام القبر الشريف بعد أنْ صلّى ركعتين وقد ثارت مشاعره وعواطفه فاندفع يشكو إلى الله ما ألمّ به من المحن والخطوب قائلاً : اللّهم إنّ هذا قبرَ نبيّك محمّدٌ وأنا ابن بنت محمّد وقد حضرني من الأمر ما قد علمت. اللّهم إنّي اُحبّ المعروف واُنكر المُنكر وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ هذا القبر ومَنْ فيه إلاّ ما اخترت لي ما هو لك رضى ولرسولك رضى.
وأخذ الحُسين يطيل النظر إلى قبر جدّه وقد وثقت نفسه أنّه لا يتمتّع برؤيته وانفجر بالبكاء وقبل أنْ يندلعَ نور الفجر غلبه النوم فرأى جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) قد أقبلَ في كتيبة مِن الملائكة فضمّ الحُسين إلى صدره وقبّل ما بين عينيه وهو يقول له : يا بُني كأنّي عن قريب أراك مقتولاً مذبوحاً بأرض كربٍ وبلاء بين عصابة مِنْ أُمّتي وأنت مع ذلك عطشان لا تُسقى وظمآن لا تُروى وهم مع ذلك يرجون شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند الله مِنْ خلاق , حبيبي يا حُسين إنّ أباك وأُمّك وأخاك قد قدموا عليّ وهم إليك مشتاقون. إنّ لك في الجنّة درجات لن تنالها إلاّ بالشهادة , وجعل الحُسين يطيل النظر إلى جدّه (صلّى الله عليه وآله) ويذكر عطفه وحنانه عليه فازداد وجيبه. وتمثّلت أمامه المحن الكبرى التي يعانيها من الحكم الاُموي. فهو إمّا أنْ يُبايع فاجرَ بني أُميّة أو يُقتل وأخذ يتوسّل إلى جدّه ويتضرّع إليه قائلاً : يا جدّاه لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا فخذني إليك وأدخلني معك إلى منزلك , والتاع النّبي (صلّى الله عليه وآله) فقال له : لا بدّ لك مِن الرجوع إلى الدنيا حتّى تُرزق الشهادة وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم ؛ فإنّك وأباك وأخاك وعمّك وعمّ أبيك تُحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتّى تدخلوا الجنّة , واستيقظ الحُسين فزعاً مرعوباً قد ألمّت به تياراتٌ من الأسى والأحزان وصار على يقين لا يخامره أدنى شك أنّه لا بد أنْ يُرزق الشهادة وجمع أهل بيته فقصّ عليهم رؤياه الحزينة فطافت بهم الآلام وأيقنوا بنزول الرزء القاصم , ووصف المؤرّخون شدّة حزنهم بأنّه لمْ يكن في ذلك اليوم لا في شرق الأرض ولا في غربها أشدّ غمّاً مِنْ أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا أكثر باكية وباك منهم .
وتوجّه الحُسين في غلس الليل البهيم إلى قبر أُمّه وديعة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وبضعته ووقف أمام قبرها الشريف مليّاً وهو يُلقي عليه نظرات الوداع الأخير وقد ثمثّلت أمامه عواطفها الفيّاضة وشدّة حنوّها عليه وقد ودّ أنْ تنشقّ الأرض لتواريه معها وانفجر بالبكاء وودّع القبر وداعاً حاراً ثمّ انصرف إلى قبر أخيه الزكي أبي محمّد فأخذ يروّي ثرى القبر مِنْ دموع عينيه وقد ألمّت به الآلام والأحزان ثمّ رجع إلى منزله وهو غارق بالأسى والشجون .
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|