المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



محمد بن عمر بن بَحْرَق الحِمْيَري  
  
2341   01:22 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص932-934
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو محمّد بن عمر بن مبارك بن عبد اللّه بن بحرق الحميري، ولد في مدينة سيوون (في حضرموت باليمن) في 15 شعبان من سنة 869 ه‍ (11/4/1465 م) . و نال ابن بحرق قسطا وافرا من علوم زمانه فقد تتلمذ لعبد اللّه أحمد بامخرمة و أخذ عن محمّد بن أحمد بافضل و عن أحمد بن محمّد ابن محمّد با جرفيل الدوعني، كما أخذ التصوّف عن أبي بكر عبد اللّه بن العيدروس العلويّ. و كذلك زار زبيد و أخذ عن علمائها و متصوّفيها.
و قد تولّى قضاء الشحر مدّة يسيرة ثمّ استعفى من منصبه لأنّه لم يرض أن يمضي (ينفّذ) رغبات حاكمها الامير مطران (!) بن منصور ثم غادر الشحر الى عدن و اشتغل بالتدريس و الإفتاء و التأليف في رعاية الامير مرجان الطاهريّ. و لمّا مات الامير مرجان غادر ابن بحرق عدن الى الهند و نال حظوة في الدولة الدكنية (1)؛ و كان المظفّر من أشدّ المعجبين به و العاطفين عليه. ثمّ حيكت حوله الوشايات فانتقل الى مدينة كمباية (الهندية) حيث توفّي في 20 شعبان سنة 930 ه‍ (22/6/1524 م) .
كان محمّد بن عمر بن بحرق وافر الذكاء واسع المعرفة بفنون كثيرة، و له مصنّفات عديدة منها: حلية البنات و البنين في ما يحتاج اليه من أمر الدين- الأحمدية في السيرة النبويّة-العروة الوثيقة في الشريعة و الطريقة و الحقيقة (منظومة في التصوّف) - فتح الرؤوف في معاني الحروف (منظومة) - فتح الاقفال في أبنية الأفعال (منظومة) -أرجوزة في الطبّ و شرحها-أرجوزة في علم الحساب و شرحها-مواهب القدّوس في مناقب أبي بكر بن عبد اللّه العيدروس- رسالة في علم الميقات. و له عدد من الشروح و التلاخيص على كتب لغيره.
و ابن بحرق الحميريّ شاعر محسن تغلب النزعة العلمية على شعره؛ و شعره في التصوّف و البديعيّات و المديح و الرثاء.
مختارات من شعره:
- قال محمّد بن عمر بن بحرق يمدح تلميذه أحمد بن أبي بكر بن عبد اللّه العيدروس (توفّي في عدن في 30 المحرّم 922 ه‍) .
اذا سامني الدهر ضيما، و لم... أجد لي على الدهر من يسعد 
فبيني و بين بلوغ المنى... ندائي بالصوت: يا أحمد 
يجيب النسيب الحسيب الذي... اليه انتهى المجد و السؤدد 
فآباؤه الغر زهر الورى... و هذا هو القطب و الفرقد (2) 
فقد خصّه اللّه من بينهم... بآيات مجد له تشهد 
فلا زال كالبدر في تمّهِ... و لا زال طالعه الأسعد (3) 
-و قال يرثي تلميذه المذكور:
لمن تبنى مشيدات القصور... و أيام الحياة الى قصور
و فيم الحرص من جمع و منعٍ... و ما تغني القناطر من نقير (4) 
فلا يغترّ بالدنيا لبيبٌ... و لو أبدت له وجه السرور 
فغاية صفوها كدر، و أقصى... حلاوتها الى الكأس المرير (5) 
فوا أسفا على أطواد علمٍ... اذا اشتعلت ملمّات الأمور (6) 
و وا حزنا على تيّار جودٍ... يمدّ بصيّب الغيث الغزير 
______________________
1) الدولة الدكنية في حيدرآباد الدكن. كانت الدكن موحدة في أيام الملوك محمود شاه الثاني، علاء الدين شاه، ولي اللّه شاه، كليم اللّه شاه (887-932 ه‍) . و كان في أحمدآباد (كجرات) مظفر شاه الثاني (917-932 ه‍) . و كذلك كان في الدكن ملوك طوائف عديدون ليس فيهم «مظفر» (راجع زامباور، ص 438-441) .
2) الغر: البيض (الأشراف، العظماء) . زهر (جمع أزهر: أبيض، مشهور) الورى (الناس) : اباؤه أشرف الناس و أشهرهم و أعظمهم. القطب: حديدة تدور عليها الرحى (حجر الطاحون) ، كناية عن الأهمية. الفرقد: النجم الذي يهتدي به (النجم القطبي) ، كناية عن الفائدة
3) التم: وجود القمر في تمامه (ليلة أربع عشرة) . طالعه الاسعد: اعتقد علماء الفلك القدماء أن السماء مقسمة بروجا (مناطق) بعضها منازل سعد و بعضها منازل شؤم. و حينما يعمل الانسان عملا (يولد، يقوم برحلة، يسير الى الحرب) يختار أن يكون الزمن زمن نزول الشمس أو القمر أو النجم الذي ولد ذلك الانسان في أيام ظهوره في السماء في منزلة من المنازل (المناطق) السعيدة.
4) القناطر-القناطير (المقادير الكبيرة، الكثيرة) . النقير: نكتة (بقعة صغيرة ملونة أو منخفضة) في ظهر نواة (بزرة) التمر. المقصود: جميع أموال الدنيا لا تفيد شيئا (لدفع أحداث الدنيا) .
5) الكأس المرير (المريرة، لأن الكأس مؤنثة) : الموت.
6) الطود (بفتح الطاء) الجبل. . . . . حتى العلوم الكثيرة لا تفيد شيئا في الملمات (الكوارث، المصائب) .

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.