المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

Total Ring of Fractions
11-11-2019
Glottalisation
2024-03-13
تصابَ معهم
7-5-2022
الفرق بين الماجري الصحفي، والتحقيق الصحف
2024-08-12
علم المناخ التطبيقي
2-1-2016
النمو الخلقي
28-5-2020


الأشموني  
  
5379   10:29 صباحاً   التاريخ: 11-3-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص919-923
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2021 3926
التاريخ: 11-3-2016 3850
التاريخ: 30-9-2019 7413
التاريخ: 13-08-2015 1986

هو نور الدين أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عيسى بن محمّد الأشمونيّ، نسبة الى أشمونين (1) ، ولد في القاهرة في شعبان من سنة 738 ه‍ (آذار- مارس 1435 م) .
أخذ نور الدين الأشمونيّ العلم عن نفر منهم جلال الدين المحلّي (ت 864 ه‍) و صالح بن عمر البلقيني )ت 868 ه‍) و يوسف بن سعد الدين المناوي )ت 871 ه‍) و محمّد بن سليمان الكافيجي )ت 879 ه‍) ثمّ تصدّر للإقراء. و قد تولّى القضاء في دمياط. و كانت وفاته في القاهرة في سابع عشر ذي الحجّة من سنة 918 ه‍ (24/2/1513 م) .
برع نور الدين الأشمونيّ في عدد من العلوم منها الفقه و النحو و المنطق و الحساب (الفرض: تقسيم الارث) ، و لكنّ شهرته قائمة على معرفته بالصرف و النحو. و قد كانت بينه و بين السيوطيّ (ت 911 ه‍) منافسة. ثمّ هو مؤلّف له: منهج السالك الى ألفية ابن مالك (شرح ألفية ابن مالك) - شرح التسهيل (2) - نظم جمع الجوامع (3) - نظم أيساغوجي (4) - نظم المنهاج (5) (في الفقه) .
مختارات من آثاره:
- مقدّمة «منهج السالك» (6) :
بسم اللّه الرحمن الرحيم. أمّا بعد حمد اللّه على ما منح من أبواب البيان، و الصلاة و السلام على من رفع بماضي العزم قواعد الإيمان و خفض بعامل الجزم كلمة البهتان: محمّد المنتخب من خلاصة معدّ و عدنان (7) ، و على آله و أصحابه الذين أحرزوا قصبات السبق في مضمار الإحسان و أبرزوا ضمير القصّة و الشان بلسان السنان و سنان اللسان (8). فهذا (9) شرح لطيف (10) بديع على ألفيّة ابن مالك (11) مهذّب المقاصد واضح المسالك، يمتزج بها (12) امتزاج الروح بالجسد و يحلّ منها محلّ الشجاعة من الأسد، تجد نشر التحقيق من أدراج عباراته يعبق (13) ، و بدر التدقيق من أبراج إشاراته يشرق؛ خلا من الإفراط المملّ و علا عن التفريط المخلّ (14) و كان بين ذلك قواما (15). و قد لقّبته ب‍ «منهج السالك الى ألفيّة ابن مالك» . و لم آل جهدا في تنقيحه و تهذيبه و توضيحه و تقريبه (16). و اللّه أسأل أن يجعله خالصا لوجهه الكريم و أن ينفع به من تلقّاه بقلب سليم؛ إنّه قريب مجيب. و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب (17).
-المعرب و المبنيّ (18) :
المعرب و المبنيّ اسما مفعول مشتقّان من الإعراب و البناء، فوجب أن يقدّم الإعراب و البناء (19). فالإعراب في اللغة مصدر أعرب، أي أبان أي أظهر أو أجال أو حسّن أو غيّر، أو أزال عرب الشيء و هو فساده، أو تكلّم بالعربية أو أعطى العربون أو ولد عربيّ اللون (20) أو تكلّم بالفحش أو لم يلحن في الكلام أو صار له خيل عراب (21) أو تحبّب الى غيره، و منه العروبة المتحبّبة الى زوجها. و أما في الاصطلاح ففيه مذهبان: أحدهما أنّه لفظيّ، و اختاره الناظم (22) و نسبه الى المحقّقين و عرّفه في التسهيل (23) بقوله: ما جيء به لبيان مقتضى العامل من حركة أو حرف أو سكون أو حذف (24) . و الثاني أنّه معنويّ و الحركات دلائل عليه؛ و اختاره الأعلم (25) و كثيرون، و هو ظاهر مذهب سيبويه (26)، و عرّفوه بأنّه تغيير أواخر الكلم لاختلاف العوامل الداخلة عليها لفظا أو تقديرا. و المذهب الأوّل أقرب الى الصواب، لأنّ المذهب الثاني يقتضي أنّ التغيير الأوّل ليس إعرابا-لأنّ العوامل لم تختلف بعد-و ليس كذلك.
و البناء في اللغة: وضع شيء على شيء على صفة يراد بها الثبوت (27). و أمّا في الاصطلاح فقال في التسهيل: ما جيء به لا لبيان مقتضى العامل من شبه (28) الإعراب - و ليس حكاية أو اتباعا أو نقلا أو تخلّصا من سكونين-فعلى هذا فهو لفظيّ. و قيل هو لزوم الكلمة حركة أو سكونا لغير عامل أو اعتلال (راجع الحاشية 9 على الصفحة السابقة) . و على هذا هو معنويّ. و المناسبة في التسمية على المذهبين ظاهرة.
_______________________
1) أشمونين (بضم الهمزة و لفظ التثنية) : بلد في الصعيد الأوسط من مصر (تاج العروس 9:355) . و هي غير أشمون (بضم الهمزة) جريس (بالتصغير) : قرية تحت شطنوف (في المنوفية، شمال القاهرة) .
2) التسهيل في النحو لابن مالك، و قد شرح الاشموني بعضه.
3) جمع الجوامع في أصول الفقه لتاج الدين السبكي (ت 771 ه‍) ، و هو غير جمع الجوامع لجلال الدين السيوطي (ت 911 ه‍) في الحديث.
4) ايساغوجي (من اليونانية: المقدمة) في علم المنطق، و هو في الأصل كتاب من وضع ملكون الصوري (المعروف في المصادر الأجنبية و العربية باسم فرفوريوس: ذي الديباج الأحمر) المتوفى عام (304 م - 318 ق. ه‍) . و كلمة ايساغوجي تستعمل للدلالة على علم المنطق.
5) . . . . . .
6) لاحظ أن الأشموني يستعمل في التعبير عن آرائه ألفاظا من علم الصرف و علم النحو (عامل، ضمير، ماض، فتح، رفع، خفض، جزم، الخ) ، على سبيل التورية.
7) الرفع: تحريك الكلمة بالضمة-إعلاء الشيء. الماضي: الفعل الماضي-القاطع، البات، ذو الأثر و النفوذ. الخفض: تحرك الكلمة بالكسرة-جعل الشيء منخفضا متدنيا، منحطا عن غيره. الجزم: قطع النفس عند آخر الكلمة (بلا تحريك لآخرها) -الفصل في الأمور. البهتان: الكذب (الكفر) . معد بن عدنان: جدان من أجداد عرب الشمال الذين منهم قريش و من قريش بنو هاشم آل الرسول.
8) قصبات السبق: التقدم في الأمور على المتنافسين و المتسابقين (كانت العادة أن تزرع - تشك في الارض-قصبة واحدة، ثم يجري المتسابقون، فمن استطاع أن يصل الى تلك القصبة أولا و يحرزها (أي ينزعها من الارض) ، عد سابقا في ذلك الجري) . حاز قصبات السبق: سبق غيره في كل شيء.
9) الفاء في «فهذا» رابطة لقوله «أما» في مطلع المقدمة.
10) لطيف: صغير، قصير، موجز (مع أن هذا الشرح مطبوع في ثلاثة أجزاء) .
11) هو محمد بن عبد اللّه بن مالك الاندلسي (ت 672 ه‍) من كبار علماء النحو. و الألفية (أرجوزة من ألف بيت) .
12) بها-بألفية ابن مالك (امتزاج الشرح بالأصل: على منهج واحد) .
13) نشر: رائحة. أدراج العبارات: تدرجها، جريها على نسق منطقي. عبق الطيب في المكان أو الجسم الخ: لزق به (بقيت رائحته و لم تذهب مدة طويلة) .
14) الافراط: الزيادة بلا حاجة اليها، التطويل. التفريط: التضييع، العناية بالأمر أقل مما يجب. المخل: الذي يجعل الشيء ناقصا نقصا يبطل الفائدة منه.
15) «و كان بين ذلك قواما» من سورة الفرقان (25:67) . قواما: اقتصادا (اعتدالا، بقدر الحاجة) .
16) لم آل جهدا: لم أدخر وسعا (بذلت كل جهد أستطيعه) . التنقيح (التنقية من العيوب) التهذيب (حذف ما لا حاجة اليه) و التوضيح (التبيين) و التقريب (تسهيل الفهم على الناس) .
17) في هذه الجمل اقتباس من القرآن الكريم: إلا من أتى اللّه بقلب سليم (26:89، الشعراء) ، ان ربي قريب مجيب (11:61، هود) ، و ما توفيقي الا باللّه، عليه توكلت و اليه أنيب (11:88) .
18) شرح الاشموني (منهج السالك) ، حققه محمد محيى الدين عبد الحميد (مكتبة النهضة المصرية) ، مصر (مطبعة السعادة)1375 ه‍-1955 م )1:19-20) .
19) أن يقدم بحث الاعراب و البناء على بحث سائر موضوعات الصرف و النحو.
20) عربي اللون: أسمر.
21) خيل عراب جمع عربي (بتشديد الياء) : عتيق (كريم الاصل، خالص النسب) .
22) الناظم-ناظم الألفية: ابن مالك.
23) التسهيل في النحو كتاب لابن مالك.
24) العامل: العنصر، السبب (الكلمة أو الحال) الذي يؤثر في آخر الكلمة فيحركها على وجه مخصوص به، من حركة (بالفتحة أو الكسرة أو الضمة أو السكون) أو حرف (اعراب بالأحرف: مؤمنان و مؤمنون و مؤمنين و أبوه و أبيه الخ) أو سكون (لم يذهب، الخ) أو حذف (حذف حرف العلة بالجزم من آخر الفعل المعتل: يجري-لم يجر) .
25) الأعلم الشنتمري الاندلسي يوسف بن سليمان (ت 476 ه‍) .
26) راجع 2:120-121.
27) اذا بنى الانسان بيتا، فهو ينتظر أن يبقى هذا البيت على الصورة التي بناه عليها مدة طويلة. و كذلك الكلمة المبنية يجب أن تبقى كما هي لا تتغير مهما تبدل موقعها في التركيب و عملها في الجملة (فاعلا، مفعولا، مجرورا، الخ) .
28) في الجملة: «بنى خالد بيتا كبيرا» نجد الكلمة «بيتا» معربة اعرابا حقيقيا لأن الفعل «بنى» وقع عليها مباشرة فنصبها. أما الكلمة «كبيرا» فقد نصبت لأنها تابع لكلمة «بيتا» (نعتا) ، و لم تنصب لوقوع الفعل عليها مباشرة. الحكاية: الجملة التي تأتي بعد القول «قيل: التفاح نافع» أو نحو «سورة المؤمنون» (لأن اسم السورة الكريمة «المؤمنون» فنحن نتركها دائما مرفوعة. و كذلك يردّنا القاموس مثلا في بعض الأحيان الى مادة فيه بهذا اللفظ: الأتراك )أطلب «العثمانيون» لأن ترتيب الحروف كما ترد اللفظة في القاموس أو في دائرة المعارف هي «عثمانيون» لا عثمانيين. النقل: هو الحكاية ايضا.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.