السلي والمشيماء

بالنظر الى أن السلى والمشيماء منشأ مشترك فهما يبحثان سوية , فهذان اذ  يتشكلان من الطبقة الجدارية الإضافية , نتيجة انثناءات تبرز متجهة الى الأعلى .

إن أول إشارات تشكل السلى تظهر في جنين الدجاج بعد 30 ساعة من الحضن تقريبا فالطبقة الجدارية الواقعة  أمام الرأس تشكل انثناء هو الانثناء الرأسي للسلي (الشكل 1) وهذا الانثناء ينحني نحو الخلف , مغطيا الراس بما يشبه المظلة تقريبا , فمع ازدياد الجنين في الطول ينمو رأسه باتجاه الامام داخل الانثناء السلوي , وفي نفس الوقت ونتيجة لنمو الطبقة الجدارية نفسها فإن الانثناء السلوي يتمدد في الاتجاه الخلفي فوق راس الجنين (الشكل 2) . تستمر هاتان العمليتان وبذلك يصبح الرأس بسرعة موضعا في جيب ذي طبقتين من الطبقة الجدارية الإضافية وتحتفظ الحافة الحرة للجيب السلوي بشكلها الذي أخذته منذ البداية وهو الشكل الهلالي , وهي تتمدد في الاتجاه الخلفي مغطية أجزاء من جسم الجنين بالتدارج .

الشكل (1) جنين الطيور بعد 40 ساعة من الحضن ويلاحظ فيه الانثناء الراسي السلوى الذي يغطي راس الجنين

الشكل (2) جنين الطيور يوضح فيه الانثناء السلوى الراسي والانثناء السلوى الذيلي

وتتابع نهايتا الانثناء الرأسي السلوي من جهة الذيل نموهما مشكلتين على طرفي الجنين انثناءين جانبيين سلويين , وينمو هذان الانثناءان الخط المتوسط الظهري الى أن يلتحما مع بعضهما فوق الجنين .

وفي خلال اليوم الثالث من الحضن يتشكل الانثناء السلوي الذيلي ,ويتم تشكله بشكل مشابه لتشكل الانثناء الرأسي , ولكنه ينمو بشكل معاكس , إذ ينحني ويمتد باتجاه مقدمة الجنين (الشكل 1) .

تتابع هذه الانثناءات (الرأسي , والجانبيين , والذيلي) نموها الى أن تلتقي فوق الجنين ومع التقائها تتحد مع بعضها , ويطلق على خط التحامها اسم الرفاء السلوي Amniotic raphe  (الشكل 2) , وتجدر الإشارة الى أن الطبقة الجدارية تشكل اثناءها بحيث أن الجوف المتشكل والذي يطلق عليه اسم الجوف السلوي Amniotic cavity  يكون مبطنا بالأديم الظاهر الذي يستمر بالأدمي الظاهر الذي يغطى الجنين في المنطقة التي تدخل فيها السويقة المحية الى جسم الجنين (الشكل 3) .

الشكل (3) مقطع سهمى في جنين الدجاج   يبين مرحلة مبكرة من تكون السقاء

إن تشكل الانثناءات الجسمية يتم نتيجة حدوث انثناء في الطبقة الجدارية بحيث تصبح كما لو أنها قد تضاعفت , إلا أن الطبقة الداخلية فقط تساهم في تشكيل الجوف السلوي , وأما الطبقة الخارجية لهذا الانثناء فتتحول الى المشيماء (الشكل 3) , إن الجوف المتشكل بين السلي والمشيماء (الجوف السلوي السقائي) يؤلف جزءا من الجوف العام الإضافي (خارج الجنين) , أما الانتقال بين الجوف العام الإضافي والجوف العام الجنيني يمكن ملاحظته بوضوح في المراحل المبكرة من التكون (الشكل 1) , وفي منطقة السويقة المحية يظل هذا الانتقال واضحا حتى مراحل متأخرة نسبيا .

ونتيجة للنمو المحيطية السريع للطبقة الجدارية فإن المشيماء تطوق الكيس المحي الى أن تصبح محيطة به من جميع الجهات , كما ان كتلة الآح تحتجب هي الأخرى بالمشيماء , وينمو السقاء بعد ظهوره داخل المشيماء – بينه وبين السلي (الشكل 4) , وبهذا الشكل فإن السلي يضم بداخله في نهاية المطاف الجنين وكافة الأغشية الإضافية .

إن تشكل السلي والمشيماء , والجوف السلوي يحقق للجنين فوائد جمة , من أبرزها أن الجنين يجري تكونه في السائل السلوي الذي تفرزه خلايا الجنين في الجوف السلوي , ويكون الجنين سائبا في هذا الجوف ويبقى مرتبطا بالأقسام الجنينية الإضافية عن طريق السويقة المحية , إن تشكل الجنين في الوسط المائي يدفع عنه خطر الجفاف , بالرغم من أن البضة تتشكل على اليابسة , كما أن السائل السلوي المحيط بالجنين يحمي الجنين من خطر الصدمات التي يمكن ان يتعرض لها , بالإضافة لذلك فإن الجوف السلوي يبعد الجنين عن القشرة القاسية للبيضة , ويحميه من خطر الاحتكاك والاصطدام أو الالتصاق بهذه القشرة , غير أن الجنين عن قشرة البيضة له أثر سلبي باعتبار أن الجنين يحصل على الأكسجين من الوسط الخارجي  .

الشكل (4) تمثيل للسلى والسقاء المكتملين التشكل في جنين الطيور (الخط السميك يشير الى الاديم الباطن )

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.