أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2022
1905
التاريخ: 5-2-2016
48100
التاريخ: 5-2-2016
47649
التاريخ: 30-3-2022
1622
|
تعنى كيفية تمثيل الظاهرة الجغرافية الصورة التي تظهر بها الخريطة ، وتحمل الظواهر الجغرافية العديد من المعلومات التي تكمن في أرقام ــ معقدة ، مركبة بسيطة ــ أو خصائص مختلفة ، ولعل اهمية الخريطة نفسها بغض النظر عن نوعيتها ترتبط بكون هذه الخريطة تترجم الأرقام أو خصائص الظاهرة إلى صورة مرئية يستخدم فيها الرموز ، ومن هنا فالمعالجة الكرتوجرافية بشكل عام هي أسلوب يساعد على تصنيف وتبسيط البيانات الجغرافية حتى نتمكن من رؤيتها في أشكال منظورة. وبالتالي فالخريطة الناجحة هي التي تصل إلى نقطة الاتزان بين التعميم Generalization والترميز Symbolization.
ويقول بورد (Board (1 أنه من السهل النظر إلى الخرائط على أنها نماذج تعبر عن العالم الحقيقي ولكنها في الوقت نفسه نماذج مفاهيم Comceptual models وتحتوي على جوهر تعميم الحقيقة ؛ ولهذا فإن الخرائط مفيدة كوسائل تحليلية تساعد الباحثين على رؤية العالم من منظار جديد أو تساعدهم على الحصول على رؤيا جديدة للحقيقة ؛ كما أن الخرائط في حاجة دائمة للمراجعة والتنقيح من وقت لآخر.
ويمكن تقسيم الخرائط وتصنيفها حسب كيفية عرضها للمعلومات والبيانات التي تمثلها الخريطة إلى الأقسام التالية :
1ـ خرائط الميدان. 2- الموزيك.
3- خرائط البعد الثالث. 4- الخرائط الموضوعية
1- خرائط الميدان :
قد يضطر الباحث إلى رسم خرائط من الميدان إذا لم يعثر على الخرائط الوثائقية المطلوبة لدراستها ، وفي الواقع لابد ان يتمتع الباحث الجغرافي بمهارة نقل تفاصيل الطبيعة ووضعها على الورق. وسيتوقف شكل الخريطة هنا على طبيعة المنطقة ومقدارها ما بها من تفاصيل وموقع الراسم وزاوية رؤيته للشكل الذي يقوم برسمه.
او بمعنى آخر قد يتغير موقع الراسم وزاوية رؤيته فيتغير معها صورة المنظور بالكامل ويسمى هذا النوع من التصميمات بالكروكيات ، لأنها تخلو من مقياس الرسم ويكون الهدف منها إعطاء فكرة عامة عن المنطقة وخصائص توزيع الظاهرات الجغرافية بها محل الدراسة. وأيضاً قد يحتاج الباحث في دراسة ما إلى تحديث أو استكمال بعض تفاصيل الخريطة محل الدراسة فيخرج إلى الميدان بنفس الهدف ولكن عليه في هذه المرحلة أن يكون ملماً بكيفية توجيه الخريطة . والتوجيه للخريطة يعنى وضعها في صورة بحيث تكون في وضع مطابق للطبيعة في تمثيلها وأن يكون كل مظهر من مظاهر الطبيعة مطابقاً لنظيره على الطبيعة. وهذا يعنى أن يكون شمال الخريطة مطابقاً لشمال الطبيعة.
وفي هذا المجال يستعين الباحث بالعديد من الادوات والاجهزة التي تفيد في مجال رفع تفاصيل الطبيعية ووضعها على الورق ، ومن أهم هذه الادوات والاجهزة البلانشيطة والبوصلات والميزان وابن ليفر والأدوات الاخرى التي تفيد في التوقيع على الخرائط كالمنقلة والمثلث والمساطر المختلفة. وبشكل عام تفيد خرائط الميدان في مجال التدريب على التوقيع وتحديث الخرائط وإضافة ما أضيف في مجال البيئة من ظاهرات او حتى استخدامها كدليل سير وضمان وصول.
2- الموزيك :
يمكن استخدام الصور الجوية المتجاورة كخرائط تفصيلية دقيقة، فالصورة المنفردة وحدها تغطى مساحة محدودة ولا يمكن التعرف على مساحة أكبر منها بنفس مقياس الرسم إلا إذا تجمعت كل صور هذه المساحة الكبرى بجوار بعضها البعض ورفعت منها الأجزاء المتداخلة وبقيت الأجزاء التي تتم كل منها الأخرى.
ويشبه الموزيك الخرائط المعروفة لدينا إلا أنها تتفوق عليها بأنها تمثل كل ما هو موجود على سطح الأرض من ظواهر ثابتة أو متغيرة او متحركة بشكل دائم وغالباً ما تطبع الخرائط المصورة بلونين مختلفين الأحمر والأخضر أو الأحمر والأزرق. وهناك انواع عديدة من الموزيك هي:
أ- خرائط مصورة بدون تصحيح Uncontrolled Mosaics :
وهي مجموعة من الصور الناتجة عن التجميع بدون ادنى تعديل، وقد تحتوي هذه الصور على كل الاخطاء الموجودة في الصور المفردة ولا تصلح هذه الخرائط للقياسات الدقيقة ويمكن الاستفادة منها في معرفة شكل المنطقة بصفة عامة ومواقع الظاهرات الجغرافية في هذه المنطقة. ويذكر البعض (2) أن الاخطاء الموجودة في كل صورة منفردة تكون أقل ما يمكن عند مركزها أي تحت نقطة التصوير من الجو ثم تتزايد تدريجياً إلى الخارج لتصل إلى أقصى قيمتها عند حواف كل صورة، وهذه الأخطاء اثنان دائماً ملازمان لكل الصور الجوية، أحدهما ناتج عن آلة التصوير وهو عبارة عن مخروط من الاشعة القادمة من سطح الأرض إلى آلة التصوير والمفروض ان تكون هذه الاشعة عمودية على سطح الأرض وليست مخروطية، اما الثاني فهو ناتج عن الاختلاف في تضاريس سطح الأرض نفسها مما يغير في مقياس رسم الصورة.
ب – خرائط مصورة مصححة Controlled Mosaics:
وتخضع هذه المجموعة من الخرائط للتعديل باستخدام بعض أجهزة التقويم ، ويمكن هنا تلافى الاخطاء الموجودة في كل صورة عدا الخطأ الناتج من الاختلاف في تضاريس سطح الأرض الذي يبقى بلا تصحيح.
جـ - خرائط مصورة عمودية الاسقاط Orthophotographs Mosaics:
ويمكن الاعتماد على هذه الخرائط في القياسات الدقيقة إذ يمكن تلافى كل الاخطاء الموجودة في الصور المفردة وتصبح ممثلة للمسقط.
وفي الواقع تتوقف دقة الخرائط المصورة على أمرين ها:
1ـ الخواص الأساسية لكل صورة مفردة وكمية الأخطاء الموجودة فيها.
2- الدقة في عملية إنشاء الخرائط المصورة نفسها.
هذا، ويمكن الاستفادة من الخرائط المصورة في مجالات عديدة منها متابعة النمو العمراني للحواضر ورصد تغيرات استخدامات الأراضي والدراسات الريفية وتبدو هذه الخرائط بشكل يمكن من الوثوق بما تظهر من تفاصيل وحداثة هذه التفاصيل.
3- خرائط البعد الثالث :
وتوضح هذه الخرائط سطح الأرض بأبعاده الثلاثة أي كما هو موجود في الطبيعة، وتخضع هذه الخرائط لمقياس رسم معين سواء في امتدادها الرأسي أو الأفقي لسطح الأرض يفوق الامتداد الرأسي لأشكال سطح الأرض وهذا ما يجعلنا نلجأ إلى المبالغة الرأسية في المقياس الرأسي، وذلك لتوضيح وتمييز الأشكال الأرضية.
وترسم المجسمات إما من الخيال وذلك على أساس مشاهدة ما بالمنطقة من ظاهرات أو بالاستعانة بخرائط التضاريس للمنطقة المطلوب عمل مجسمات لها.
وتتعدد طرق عمل المجسمات من خلال الاعتماد على الخريطة الكنتورية ، ومن هذه الطرق:
أ- طريقة القطاعات المتعددة Multtiple – Section Mothod :
* تغطى الخريطة الكنتورية المطلوب عمل مجسم للمنطقة التي تظهرها بمجموعة من المربعات وكلما كانت المربعات ذات أطوال صغيرة كان أفضل.
* نحدد اتجاه توجيه المجسم.
* نقوم بإسقاط شبكة المربعات الموجودة على الخريطة الكنتورية مع الوضع في الاعتبار أن نحتفظ بنفس أطوال أضلاع المربعات على أن تكون قاعدة المعين والضلع المائل تبعا لدرجة ميل المجسم ومن خلال التجربة اتضح أن انسب زاوية ميل تتراوح بين 30 ْ – 40 ْ.
* نقيم أعمدة عند أطراف المعين الأربعة.
* ننقل التفاصيل الموجودة على الخريطة إلى الشبكة التي تغطى المعين.
* ترسم فقاعات تضاريسية على طول كل خط أفقي من خطوط الشبكة ، وكذلك عند الأطراف الأربعة للشكل.
* نستخدم التحبير والتظليل لإبراز تفاصيل المجسم ويجوز كتابة اسماء بعض التفاصيل.
وينبغي القول بأن تحديد قيمة الفاصل الرأسي يعد من الأمور التي ينبغي أن تكون محدود قبل البدء في عمل المجسم ، كما ان استخدام الألوان في إنشاء التصميم ولا يمكن أن يتضمنها كتاب أو أطلس، انظر الشكل رقم (1) والذي يوضح طريقة عمل المجسم بطريقة القطاعات المتعددة.
ب- طريقة الطبقات Layer Mothod:
* تغطى الخريطة الكنتورية المطلوب عمل مجسم للمنطقة التي تظهرها بمجموعة من المربعات، وكلما كانت المربعات ذات أطوال صغيرة كان أفضل لضمان دقة الرسم.
* نحدد اتجاه وتوجيه المجسم وقيمة المبالغة الرأسية.
* نقوم بإسقاط شبكة المربعات الموجودة على الخريطة الكنتورية مع الوضع في الاعتبار أن نحتفظ بنفس أطوال أضلع المربعات على أن تكون قاعدة المعين والضلع المائل تبعاً لدرجة ميل المجسم ، ومن خلال التجربة اتضح أن أنسب زاوية ميل تتراوح بين 30 ْ – 40 ْ.
* ننقل مظاهر السطح المختلفة مثل المجاري المائية والبحيرات وخطوط الكنتور إلى الشبكة المائلة فتظهر على هذه الشبكة نفس الخريطة الكنتورية ولكن بزاوية مائلة.
* نرسم على ورقة مربعات إطار الشكل العام ونقيم أعمدة في كل ركن من أركان الشكل تبعاً لمقياس الرسم الرأسي الذي اخترناه وليكن على سبيل المثال 1 سم لكل 10 متر.
* نوقع خطوط الكنتور على الشكل ونصل نهايات خطوط الكنتور بين الاطراف الأربعة.
* نكتب الأسماء ومقاس المجسم بالكامل ويمكن الاستعانة بالألوان لزيادة التوضيح ، انظر الشكل رقم (2).
4- الخرائط الموضوعية الإحصائية Statistical Maps:
يعرف هذا النوع من الخرائط بخرائط التوزيعات الكمية ، ويستخدم في رسمها البيانات الإحصائية أو العددية ، ولذلك فهي خرائط تقدم البيانات الإحصائية باستخدام رموز الموضع أو الخط أو المساحة.
ويعد هذا النوع اكثر تعقيداً من الخرائط النوعية غير الكمية ، وذلك لأن إمكانيات تناول البيانات وتمثيلها كرتوجرافيا أعظم بكثير من الخرائط الكمية أو الإحصائية(3)، كما أن هذا النوع من الخرائط لا يحتاج عادة لكثير من البيانات الاساسية مثل الانهار ومواقع كل المدن وطرق النقل لأنه عادة ما ينصب اهتمامنا الرئيسي على الاختلافات والفروق الكمية داخل الظاهرة الممثلة على الخريطة أكثر من اهتمامنا بموقعها الدقيق. وفي الواقع لا تستطيع خريطة التوزيعات الكمية مهما كانت دقتها أن تعرض المعلومات بنفس الدقة التي يقدمها الجدول البياني ــ إنما الخريطة ذات وظيفة أخرى وتبدو فاعليتها من الناحية البصرية الإدراكية.
ونتيجة للطلب المتزايد والرغبة الملحة في رؤية المعاني الجغرافية الكامنة بين الأرقام المجردة ولتحويل القوائم الإحصائية إلى خرائط مرئية وواقع ملموس ومحسوس فقد توافرت مجموعة كبيرة من طرق التمثيل الخرائطية الإحصائية القادرة على تحويل القيم الجغرافية إلى خرائط مرئية ولكن لا ينبغي أن يؤدي تعدد الطرق الخرائطية المستخدمة في تمثيل المعلومات الجغرافية الكمية إلى استخدام معظم هذه الطرق دون الرجوع إلى سلبيات وإيجابيات كل طريقة لاختيار الأنسب منها لتمثيل الظاهرة المدروسة.
والكرتوجرافي وهو يمثل الظاهرة على خريطة التوزيعات لا يجد نفسه حراً طليقاً في توزيع الظاهرة كيفما يشاء ولكن عليه الالتزام ببعض الأصول الفنية والالتزام برموز مصطلح عليها وتنحصر رموز خرائط التوزيعات في الخرائط على النحو التالي:
أ- رموز النقطة Point or Dot Symbols : وتستعمل لمجرد الإشارة إلى ما يوجد في الموقع كالرموز الهندسية كالنقطة أو الدائرة او المثلث او المربع ورموز الحروف الأبجدية والأرقام والرموز التصويرية كالأبراج كدلالة على حقول النفط.
ب- رموز الخط Line Symbols : وتستعمل لمجرد الإشارة إلى بعض الظاهرات التي تنتقل من مكان إلى آخر وهنا يكون سمك الخط دلالة على كمية الظاهرة. وتصلح هذه الرموز في التعبير عن تدفقات التجارة الدولية وحركات الهجرة وتعرف باسم الخطوط الانسيابية Flow lines.
جـ - رموز المساحة Area Symbols : وتستعمل لمجرد الإشارة إلى بعض الظاهرات التي تشغل مساحة على سطح الأرض ويمكن استخدام رموز المساحة بطريقتين هما:
1- إما عن طريقة تحديد خطوط تساوي قيم الظاهرة حيث تظلل المساحة الواقعة بين كل خطين بلون معين يأخذ في التدريج كلما زادت كمية الظاهرة.
2- وإما عن طريق المساحات المتشابهة أو ما يعرف بالتوزيع النسبي أو الكوروبلث.
وتزود خريطة التوزيعات في النهاية بمفتاح لا يؤدي فقد مجرد الوظيفة التوضيحية بل يمكن الرجوع إليه لتفهم الاختلافات الكمية للمعلومات إذ يساعد على تقديم قيم الرموز الممثلة على الخريطة.
__________________
(1) Board , Maps as Models , London , Methuen 1967, p. 627.
(2) إسماعيل فريدة : الصور الجوية تفسيرها وتطبيقاتها، مكتبة الفلاح ، الكويت ، 1990 ، ص46.
(3) محمد سطيحة ، مرجع سبق ذكره ، ص30.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
تسليم.. مجلة أكاديمية رائدة في علوم اللغة العربية وآدابها
|
|
|