المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

مسؤولية الشباب
2023-04-25
مصادر الحصول على الأخبار- الإذاعات الأجنبية والمحلية (قسم الاستماع )
7/11/2022
POWER  SUPPLIES (CO2 LASER)
25-3-2016
موت المكان والزمان
2023-06-25
الموانئ البحرية التجارية
24-2-2022
معنى الانتقام و نسبته إليه تعالى
7-10-2014


الدميري  
  
3031   11:16 صباحاً   التاريخ: 27-1-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج3، ص823-826
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-04-2015 2782
التاريخ: 12-08-2015 3282
التاريخ: 23-3-2016 2885
التاريخ: 4-8-2018 3081

هو كمال الدين محمّد بن موسى بن عيسى الدميري، نسبة إلى بلدة دميرة قرب سمنّود (في الدلتا) بمصر، ولد في القاهرة في مطلع سنة 745 ه‍ (ربيع 1344 م) في الأغلب.

تكسّب الدميريّ في أول أمره بالخياطة ثم درس الفقه و اللغة على جماعة منهم بهاء الدين السبكيّ و جمال الدين الأسنويّ (ت 772 ه‍) و ابن عقيل و برهان الدين القيراطي.

حجّ الدميريّ مرارا بين سنة 762 (1) و سنة 780 ه‍ (1361-1383 م) ؛ و مكث مدّة طويلة في الحجاز. و لمّا عاد الى القاهرة تصدّر للتدريس في الجامع الازهر. و كانت وفاته في ثالث جمادى الاولى من سنة 808 ه‍ (28-10-1405 م) .

برع الدميريّ في علوم القرآن و علوم الحديث و في الفقه و اللغة و الأدب، و له مصنّفات أهمّها و أشهرها «حياة الحيوان الكبرى» ( و هو معجم على الحروف فيه تفسير لغويّ لأسماء الحيوان ثمّ ما يتعلّق باسم الحيوان المخصوص من الأحاديث و الأمثال و الأشعار، مع وصف للحيوان و حياته و خصائصه الطبّيّة و تحريم أكله أو تحليله في المذاهب الاربعة و تأويل رؤياه في المنام. و في الكتاب استطراد الى أخبار نفر من مشاهير الناس و تراجم نخبة من الأدباء و العلماء و من الخلفاء) . و يبدو أن الدميريّ اختصر هذا الكتاب في كتابين آخرين: حياة الحيوان الوسطى، حياة الحيوان الصغرى. و هذا الكتاب ليس في ذكر صفات الحيوان فقط، بل فيه أيضا استطرادات تاريخيّة و أدبية، فبعد «الأوز» (1:43) يستطرد الدميريّ الى ذكر رسول اللّه فالخلفاء الراشدين فخلفاء بني أميّة فخلفاء بني العبّاس حتّى خلافة المستكفي باللّه (1:44-93) ، ثمّ يعود إلى «الألفة» (السعلاة) . ثمّ إنّ في ثنايا الكلام على القسم الأوفر من الحيوانات استطرادات أيضا، هنالك مثلا فصل في «فضل العقل و زينه و في قبح الجهل و شينه» (2:205) و فصل في «صفة البراذين» (2:191) . و في الكتاب نحو ألف و ثلاثة و ستّين اسما.

و للدميريّ أرجوزة في الفقه تبلغ ثلاثين ألف بيت.

مختارات من آثاره:

- من مقدمة «حياة الحيوان الكبرى للدميري» .

«الحمد للّه الذي شرّف الإنسان بالأصغرين القلب و اللسان، و فضّله على سائر الحيوان بنعمتي المنطق و البيان، و رجّحه بالعقل الذي وزن به قضايا القياس في أحسن ميزان فأقام على وحدانيته البرهان. . . .

و بعد؛ فهذا كتاب لم يسألني احد تصنيفه و لا كلّفت القريحة تأليفه. و إنّما دعاني إلى ذلك أنه وقع في بعض الدروس التي لا مخبأ فيها لعطر بعد عروس (2) ذكر مالك الحزين و الذيخ المنحوس. فحصل في ذلك ما يشبه حرب البسوس (3)، و مزج الصحيح بالسّقيم و لم يفرّق بين نسر و ظليم (4). . . . فقلت عند ذلك في بيته يؤتى الحكم و بإعطاء القوس باريها تتبيّن الحكم (5)؛ و في الرهان سابق الخيل يرى و عند الصّباح يحمد القوم السرى (6). فاستخرت اللّه تعالى و هو الكريم المنّان في وضع كتاب في هذا الشان و سمّيته «حياة الحيوان» جعله اللّه موجبا للفوز في دار الجنان و نفع به على ممرّ الأزمان، إنه الرحيم الرحمن؛ و رتّبته على حروف المعجم ليسهل به من الاسماء ما استعجم» (7).

ثم إن المؤلف بدأ حرف الهمزة بكلمة الأسد (ص 1:3) ، الابل (ص 1: 13) ، الأبابيل، الأتان (1:17) ، الأخطب، الأخيضر، الأخيل، الأربد، الأرخ، الأرضة (8) (1:18) الخ.

____________________

1) في الضوء اللامع (10:59) سنة 742 ه‍.

2) «لا مخبأ لعطر بعد عروس» مثل قيل فيه (فرائد اللآل في مجمع الأمثال 2:179) إن رجلا تزوج امرأة فوجدها تفلة (بفتح التاء و كسر الفاء: متغيرة الرائحة) ، فسألها: أين العطر؟ فقالت: خبأته! فقال المثل: (يقصد: لا يمكن السكوت بعد الآن، لا ينفع ذلك بعد الآن) .

1) مالك الحزين: طير من طيور الماء طويل القائمتين طويل المنقار دقيقه. الذيخ: ذكر الضبع. حرب البسوس: حرب كانت في الجاهلية بين بني بكر و بني تغلب دامت العداوة فيها أربعين سنة (يقصد: اختلافا كثيرا)

2) الظليم: ذكر النعام.

3) «في بيته يؤتي الحكم» مثل (فرائد اللآل 2:56-57) معناه أن الناس يأتون الى القاضي، و القاضي لا يذهب الى الناس المتخاصمين. «أعط القوس باريها» (فرائد اللآل 2:15) معناه: استعن على الاعمال التي تريدها بأهل الحذق و الخبرة. الباري للقوس: الذي يعد القضبان التي تجعل قسيا. (إن الذي سيقرأ كتابي سيرى مقدرتي في الموضوع الذي أعالجه) .

4) «عند الرهان تعرف السوابق» مثل (فرائد اللآل 2:28) معناه: بمقارنة بعض الاشياء ببعضها يعرف الصحيح منها من الفاسد. و «عند الصباح يحمد القوم السرى» مثل (فرائد اللآل 2:2) معناه: اذا سارت القافلة في الليل (و الجو لطيف) وجدت في الصباح أنها قطعت مسافة طويلة لأنها لا تستطيع السير في النهار لشدة الحر في البادية (من قضى وقتا طويلا في قراءة كتابي فسيجد أنه استفاد كثيرا) .

5) استعجم: استغلق معناه (كان معناه غامضا) .

6) الابابيل: الجماعة من الطير (طيور أرسلها اللّه على جيش أبرهة فألقت عليه حجارة فهلك) . الاتان: أنثى الحمار الاخطب: الشقراق أو الصرد (طائر) . الاخيضر: ذباب أخضر، الصقر. الأخيل: طائر أخضر على جناحه لمعة تخالف لونه. الارخ: ذكر البقر. الارضة: دويبة تنخر الخشب.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.