المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02

مفاعلات نووية
1-3-2017
الأساس الشرعي والقانوني للدفوع
2023-07-20
السلامة المهنية
3-6-2022
دراسة وديان كوكب المريخ لا تحتوي على الماء
22-10-2016
التعبئة والتخزين والنقل
17-5-2016
تحصيل معرفة الله من التأمل بالآيات الآفاقية
23-1-2017


التربية الأسرية في مختلف أطوارها التاريخية  
  
3095   12:50 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص277-279
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2017 18137
التاريخ: 11-9-2016 34097
التاريخ: 9-7-2019 1918
التاريخ: 21-4-2017 2225

تلعب الأسرة دوراً مهماً في تربية الطفل, لا من الناحية الزمنية فحسب, بل من ناحية الأهمية أيضاً. أما نوع التربية التي تقدمها الأسرة لأبنائها فهي تعتمد على العوامل التالية :

ــ مركز الطفل نفسه من الأسرة .

ــ المركز الاجتماعي لأم الطفل .

ــ عدد السنوات التي يسيطر فيها المنزل على الطفل.

ــ الحد الذي ترى عنده الأسرة ضرورة القاء مهمة تربية الطفل على غيرها .

ففي المجتمعات البدائية كان الأطفال يتعلمون عن طريق الاشتراك الفعلي في أوجه النشاط المتنوعة اشتراكاً مباشراً على أساس المحاكاة والتقليد , فالابن كان يتعلم من أبيه سر مهنته بتقليده في عمله. والبنت كانت تتعلم من أمها وتقلدها في الأعمال البيتية المختلفة . فالأسرة كانت هي الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتي تقوم بتدريب أطفالها على شؤون الحياة المختلفة . فلم تكن هناك حاجة لوجود المدارس .

لأن الحياة كانت بسيطة , كما أن التربية الأسرية كانت بسيطة , ونظرة الأسرة للأطفال كانت تتسم بالاستصغار . وكانت نظرة المجتمع في ذلك الوقت إلى الأم لا تسمو عن هذه النظرة , فلا عيب إذا اوجدنا أن مركز الأم كمربية لم يكن له أي وزن إطلاقاً .

ولم تتغير نظرة اليونان إلى الطفل عن نظرة المجتمعات البدائية له, فلم يتحسن مركزه الاجتماعي في الأسرة إلا بعد البلوغ وللذكور فقط. كما أن مركز المرأة اليونانية لم يكن مركزاً عالياً لا من ناحية كونها زوجة , ولا من ناحية كونها أماً , ونتج عن ذلك أن اهملت التربية الرسمية للأم وبالتالي تربية الأطفال . ومما ساعد على ضعف التربية الأسرية عند اليونان القاء تبعة التربية في الطبقات الثرية على عاتق المربيات والحاضنات .

وبقى الحال كذلك حتى جاء الرومان , فبدأت التربية الأسرية تتحسن ويرتفع شأنها , وساد جو من الاحترام للأب والأم اللذين تعاونا في مهمة تربية الأطفال . تلك المهمة المقدسة التي كان عمادها البساطة وحب العمل وضبط النفس. ولقد تبوأت التربية الأسرية مكانة رفيعة عند اليهود  وهذا راجع إلى اشتراك الأب والأم في المسؤولية التربوية من الناحية الخلقية والمهنية , ومما جاء في التوراة على لسان أم تنصح ابنها " استمع يا ولدي لتعاليم أبيك ولا تنسى تعاليم أمك" . وكان اليهود يعتبرون أن الطفل المربى نعمة من الله على والديه , وأن عديم التربية نقمة من نقم الله على والديه , ومصدر عار لهما .

وعندما جاءت المسيحية ارتفعت قيمة التربية الأسرية , نتيجة ارتفاع مستوى المرأة ومساواتها بالرجل عند معتنقي هذا الدين بصرف النظر عن لونهم أو جنسهم , فالمسيحية أعلت من شأن المرأة , وبمضي الزمن زادت أهمية التربية الأسرية حتى بلغت ذروتها في عصر النهضة وعلى يد مارتن لوثر وأتباعه .

وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر تجددت نزعة إلقاء تبعة تربية الأطفال على المرضعات والحاضنات , نتيجة زيادة الثروة واهتمام الأمهات بمتعهن فتركن الأطفال للمرضعات والمربين الخصوصيين .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.