المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

اسم الزمان
6-11-2021
الوقاية من أثر المد والجزر عند أبو إسحاق الإصطخري
2023-07-18
حكم الارتماس بالماء
15-12-2015
لونوار – اتيان
10-9-2016
حكم تغسيل الرجل الاجنبية وبالعكس
22-12-2015
كنز طود وأهميته.
2024-02-11


التربية وعلم الإنسان(الأنثروبولوجيا Anthroplogy)  
  
18079   12:02 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص18-19
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / مفاهيم ونظم تربوية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016 2736
التاريخ: 21-12-2017 16838
التاريخ: 24-4-2017 32711
التاريخ: 10-1-2021 2549

تتكون كلمة أنثروبولوجيا من مقطعين هما: (أنثروبوس) وتعني الإنسان و (لوجيا) وتعني علم  أي أنها تعني علم الإنسان (1) .

وعلم الإنسان هو العلم الذي يبحث في سلوك الجماعات وثقافتهم وما تنتجه هذه الجماعات من عناصر ثقافية , مادية كانت أم معنوية. وعلاقة هذا العلم بالتربية علاقة وثيقة من حيث إن التربية تحافظ على هذا التراث وتنقحه وتعززه وتبسطه وتنقله للأجيال اللاحقة , وتعلم الأجيال أيضاً كيفية التكيف مع الثقافة . بالإضافة إلى أن الأنثروبولوجية تهدف إلى دراسة سمات الحياة الاجتماعية ومعرفة طبيعتها ومكوناتها لإعادة بناء تاريخ المجتمعات أو تاريخ الحضارة, مع تحديد معالم التركيب التاريخي والحضاري لثقافة ما ومقارنتها مع المجتمعات والثقافات الأخرى, وهنا تدخل العلاقات التربوية ودورها في مجمل هذه العمليات .

إن مجمل العلوم الأنثروبولوجية سواء كانت ثقافية أم اجتماعية أم فيزيقية تركز على دراسة الإنسان ككائن اجتماعي أو حضاري , فتدرس أشكال الثقافة وأبنية المجتمعات البشرية , من خلال دراسة هذه المجتمعات الأولية , ومعالجة ما يسمى بأنماط الثقافة البدائية (2) والتربية هي من العوامل الأساسية التي يجب أخذها بالاعتبار عند دراسة التطور الثقافي لأي مجتمع من المجتمعات البشرية .

وتركز الأنثروبولوجيا على دراسة الإنسان من الناحية الثقافية والجسمية , وتهتم بسلوك هذا الإنسان ضمن اطار اجتماعي ثقافي متراكم عبر العصور , والتربية ما هي إلا العملية التي تؤمن للفرد القدرة على التلاؤم بين دوافعه الداخلية وظروفه الخارجية النابعة من بيئة ثقافية واجتماعية معينة . وهذا ما يدرسه علم الاجتماع التربوي الذي يهتم بسلوك الأفراد في بيئاتهم الثقافية والاجتماعية بما فيها من مؤسسات تربوية وأسرية وإعلامية وثقافية (3) .

______________

1ـ أحمد أبو هلال : الانثروبولوجيا الثقافية , طبعة أولى , جمعية عمال المطابع التعاونة , عمان , 1974, ص9 .

2ـ  قباري محمد اسماعيل : : علم الاجتماع الثقافي , طبعة أولى , منشأة المعارف بالإسكندرية , 1977 , ص14 . 

3ـ عبد الله الرشدان, علم الاجتماع الثقافي , طبعة أولى , دار عمار للنشر – عمان , 1984, ص25 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.