المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تحليل آية (36) من سورة البقرة
27-04-2015
محمّد بن عيسى اليقطيني.
16-9-2016
النظام الجيوبولتيكي وعنصر المفاجأة
15-6-2017
قراءة القرآن وحفظه وروايته
16-10-2014
Code 912
22-8-2021
العلم والمعرفة والايمان‏ في القران الكريم
25-01-2015


ما هي أهداف التربية التي نريدها للمجتمع ؟  
  
9766   09:49 صباحاً   التاريخ: 26-1-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص34-36
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

إن تحديد الأهداف العليا للتربية متصل بالمثل العليا للمجتمع إن كان المجتمع هو الذي يحدد هذه الأهداف , وهو متصل مباشرة مع الفهم الشخصي للمثل الأعلى للمجتمع ومع الفلسفة الشخصية في حالة كون فرد واحد هو الذي يحدد هذه الأهداف . وإذا جمعنا بين الطرفين لقلنا إن أيّا منهما لا يستطيع أن يحدد الأهداف العليا للتربية , إلا على ضوء نظرته لكيان الانسان ومكانه في الوجود , وما يجب أن يتوافر له . والانسان عقل يسعى إلى الحصول على المعرفة , وجسم يتغذى وينمو , وهو عضو بين أفراد مجتمع يضمهم معاً . وان الحياة تريد منه أن ينمو ويصل إلى كمال نموه في جميع قواه , ولنقل إن الحياة الصالحة السعيدة هي التي تتوافر له حين يحقق نموه ولنسأل على ضوء كل هذا : ما هي الأهداف العليا للتربية؟

سوف نحدد الأهداف التي نراها على أنها تمثل الحياة الصالحة السعيدة للفرد في المجتمع الذي يعيش فيه :

1ـ النمو : فالطفل يولد عاجزاً واتكالياً , لذلك فهو بحاجة لمن يرعاه ويؤمن له شروط البقاء والدوام ولكنه يولد ومعه القوة على النمو والاستعداد له . وهذا الاستعداد هو أساس قدرته على المرونة بالنسبة لما يحيط به , وعلى التلاؤم مع المؤثرات التي يتعرض لها دون إزالة كل ميوله الأساسية . إن النمو هو هدف أعلى للتربية, فالتربية نفسها نمو وتهدف إلى المزيد منه. لذلك فإن وظيفة المدرسة التركيز على نمو الطفل حاضراً لا بالتركيز على المستقبل أو الإعداد له . وانطلاقاً من هذا الهدف الأعلى فإن النمو :

ــ يجعل غايته العليا الفرد في ذاته وتحقيق المزيد من نموه أو من تربيته .

ــ والفرد من حيث هو جسم نام لا بدّ من زيادة قدرته على تحمل ما تتطلبه حياة الفرد , لذا تكون التربية الجسمية هدفاً يقتضيه النمو .

ــ وبما أن للفرد قابلية تحفظ ما يتعلم , وتعمل على إحداث تأليفات ومركبات مما يتعلمه الفرد لتواجه الظروف الجديدة فان تربيته تربية عقلية تكون أيضاً هدفاً يقتضيه النمو ذاته .

ــ يحتاج الفرد من حيث إيمانه إلى مجموعة من القيم يهتدي بها إلى التربية الخلقية, باعتبارها هدفاً من أهداف النمو .

2ـ الإعداد لحياة المجتمع : إن النمو لا يأخذ مجراه حراً طليقاً , فالتربية هي عملية رعاية الطفل وإنماء قابلياته بإشراف وتوجيه الكبار, والكبار حين يفعلون ذلك إنما يضعون نصب أعينهم المجتمع الذي يعيش فيه الطفل , والذي سوف يعيش فيه , وإلى شروط الحياة الاجتماعية فيه وعاداته وتقاليده وثقافته . فمثلاً مجتمعنا العربي الذي نعيش فيه مجتمع يسعى نحو حياة ديمقراطية حرة تتعاون فيها كل القوى في سبيل تحقيق التقدم , فلا بد من أن يأخذ نمو الطفل مجراه ضمن هذه المحددات . إن الطفل مواطن ورب أسرة في المستقبل , وللأسرة واجباتها ومسؤولياتها , والطفل عضو في جماعات مختلفة في مجتمعه , وكل هذه تقتضي منه تعاونا واحتراماً لحقوق الآخرين ورعاية لمصالحهم .

ثم إن الطفل في النهاية ليس فقط عضواً في مجتمعه العربي بل أيضاً عضو في المجتمع الإنساني الكبير , ولذلك يجب أن تشمل تربيته تحقيق نمو يكون معه مدركاً لإنسانيته , عارفاً

بشروطها , نامياً ضمن تلك الشروط ومتلائماً معها منذ البداية .

3ـ الإعداد لحياة العمل : إن الإعداد لحياة العمل لا يقصد به أن المدرسة عبارة عن مصنع يهيئ الأطفال للصناعات المتعددة , وإنما توجيه التربية باعتبارها عملية نمو وجهه تسمح لكل طفل بأن ينمي في ذاته ميولاً واهتمامات وقدرات تدفعه إلى نوع العمل المنتج ليكون أساسا له في مستقبله نحو مهنة يكسب بها عيشه . أي إنماء قدراته الشخصية بحيث تتمكن في المستقبل من القيام بالوظيفة المطلوبة في حياته , وهي وظيفة العمل المنتج إن كان فكرياً أو عملياً تطبيقياً يساهم في تطوير المجتمع ودفعه قدماً إلى الأمام .

إن هذه الأهداف تأتي عن طريق المشاركة بين المجتمع والفرد , ولا تتم إلا بوجود فلسفة شخصية حول حقيقة الحياة الانسانية ودور الفرد في المجتمع , وتتطلب وجود مثل أعلى للفرد أو المجتمع على حد سواء .

وإذا أكدنا على تحقيق الحياة الصالحة السعيدة للفرد , فإننا نقصد تلك الحياة البعيدة عن الآلام  المليئة بالطمأنينة , حياة تسودها الحرية والاحترام لقيم أخلاقية معينة , وحياة مليئة بالنشاط والعمل والإبداع . فالسكوت موت والحركة دليل الخلق والحياة والتطور . وهذه الحياة الصالحة الكريمة التي نريدها لأجيالنا تدعونا إلى جعل حياة الطفل غنية لتفسح المجال للتربية لتقود الفرد إلى المزيد من التربية , وتقودها لتوجيه تربيته على أساس قيم الحق والعدل والمساواة وسيادة القانون , فالديمقراطية الحقه هي ديمقراطية مبنية على الحرية الواعية التي تحترم القانون وتسير بهدية , فحرية الانسان تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.