أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2021
![]()
التاريخ: 17-12-2015
![]()
التاريخ: 10-1-2016
![]()
التاريخ: 4-7-2021
![]() |
مقا- أخر : أصل واحد اليه ترجع فروعه ، وهو خلاف التقدّم ، والاخر نقيض القدم. والآخر نقيض المتقدّم.
مصبا- قال أبو عبيد : مؤخر العين ، الأجود فيه التخفيف ، ومؤخّر كلّ شيء خلاف مقدّمه ، وأخّرته ضدّ قدّمته ، فتأخر ، والأخر وزان فرج بمعنى المطرود المبعد. والأخير والآخر خلاف الأوّل ، والأنثى آخرة. والآخر بالفتح : بمعنى الواحد ووزنه أفعل والأنثى أخرى بمعنى الواحدة أيضا ، ويجمع الآخر لغير العاقل على الأواخر ، وإذا وقع صفة للجمع غير العاقل أو حالا أو خبرا له : جاز أن يجمع جمع المذكّر أو جمع المؤنث وأن يعامل معاملة المفرد المؤنّث لأنّه غير عاقل ، فيقال الأيّام الأفاضل باعتبار الواحد المذكّر ، والفضليات والفضل إجراء له مجرى جمع المؤنّث لأنّه غير عاقل ، والفضلى اجراء له مجرى الواحدة ، وجمع الاخرى أخريات وأخر.
كليا- الآخر مقابل الأوّل ، وهو اسم لفرد لا حق لمن تقدّمه ولم يتعقّبه مثله ، يجمع على آخرين وتأنيثه بالتاء لا غير ، ورجل آخر معناه أشدّ تأخّرا ، ثمّ أجرى مجرى غيره ، ومدلول الآخر خاصّ بجنس ما تقدّمه بخلاف غير ، فانّها تقع على المغايرة مطلقا في جنس أو صفة ، وأخر جمع أخرى ، وإنّما لم ينصرف لأنّه وصف معدول عن الأخر (أي مع اللام) ، والقياس أن يعرّف إلّا أنّه في معنى المعرّف ، وليس في القرآن من الألفاظ المعدولة الّا ألفاظ العدد- {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [النساء : 3]. ومن غيرها {طُوًى} [طه : 12]. ومن الصفات اخر ، {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران : 7]. والآخرة وكذا الدنيا مع كونهما من الصفات الغالبة قد جرتا مجرى الأسماء ، إذ قلّما يذكر معهما موصوفهما.
لسا- قال الزجّاج في قوله- { وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ} [ص : 58] : واخر لا ينصرف لأنّ وحدانها لا تنصرف مثل كبر وصغر ، وكذلك كلّ جمع على فعل لا ينصرف إذا كانت وحدانها لا تنصرف. وإذ كان فعل جمعا لفعلة فانّه ينصرف نحو سترة وستر ، وإذا كان فعل اسما مصروفا عن فاعل لم ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. وأخرّته فتأخّر ، واستأخر : كتأخّر ، وفي التنزيل- ل {لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف : 34] ...
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ } [الحجر : 24].
والتحقيق
أنّ الأصل في هذه المادّة : هو التأخّر وهو ما يقابل التقدّم. واختلاف المعاني في مشتقّاتها ليس إلّا من جهة اختلاف الصيغ والهيئات فقط.
فآخر كفاعل ، وأخير كفعيل ، وأخر كحسن ، والآخر كأفعل ، وأخرى كفعلي ، واخر جمع اخرى كصغرى وصغر وكبرى وكبر ، وتفصيل عدم انصراف اخر مذكور في الكتب النحويّة.
وإطلاق أخر على المطرود من جهة تأخّره عن مقامه.
والظاهر أنّ صيغ الفعل المجرّد وكذا باب الإفعال من هذه المادّة غير مستعملة ، ولم نر صيغة على وزانها.
{خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا } [التوبة : 102] ... {يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الحجر : 96]... {أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ} [المؤمنون : 14].
... {وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ} [يوسف : 36]... {وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ} [المائدة : 27].
فذكر هذه الكلمة (آخر) في هذه الموارد يشير الى زيادة التأخّر فيها رتبة ، كما في الآيتين الأوليين. أو تكوّنا ومن جهة شدّة الامتياز والفصل ، كما في الآية الثالثة ، أو من جهة خصوصيّات ظاهريّة كما في الأخيرتين.
وهذا المعنى محفوظ في صيغ التأنيث والتثنيّة والجمع منها- {ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} [المائدة : 106].
إشارة الى زيادة تأخّر رتبة من ليس بعادل وانحطاط مقامه بالنسبة إلى العادل.
{ فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ} [المائدة : 107]... {وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ} [المزمل : 20].
التأخّر في هاتين الآيتين في جهة الارتفاع والعلوّ.
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا } [التوبة : 102] - التأخّر من جهة الانحطاط في الرتبة.
وقد يكون التأخّر في الزمان : كما في- {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [المؤمنون : 31]... {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} [الجمعة : 3].
وقد يكون التأخّر من جهة مجرّد الارتباط والنسبة : كما في- {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام : 164] ... {وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه : 18]... {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} [آل عمران : 7] {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ} [الزمر : 68].
والآخر : كفاعل ، بمعنى المتأخّر المطلق بالنسبة الى ما قبله ، وهذا المعنى محفوظ في جميع موارد استعماله كما في- اليوم الآخر- بالنسبة الى يوم الدنيا المتقدّم.
{ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ } [يونس : 10]. بالنسبة الى قولهم أوّلا- {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ} [يونس : 10] ، وإشارة الى كونهم شاكرين حامدين راضين ما داموا في الجنّة.
{عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} [المائدة : 114].
أي لمبتدأ حياتنا وبقيّتها ما داموا في الدنيا.
{هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ } [الحديد : 3].
أي هو البدء في عالم الوجود والمتأخّر المطلق أي ما يكون بعده ، فلا فصل بين الأوّل والآخر كالنقيضين ، فالآخر يشمل جميع المراحل لما بعد الأوّل ، كما أنّ الباطن في مقابل الظاهر ويشمل جميع المراحل والمراتب الّتي هي دون الظاهر.
فلا يطلق الآخر [بصيغة أفعل التفضيل] على اللّه المتعال ، إذ لا معنى لكونه أشدّ تأخّرا.
وأيضا لا يستعمل اسم الآخر إلّا مع اسم الأوّل ، فانّه يدلّ على امتداد مفهوم الوجود فيما بعد الأوّل ، فهو مفهوم إضافي ، كما أنّ الباطن له مفهوم إضافيّ في مقابل الظاهر.
والآخرة : مؤنّث الآخر ، وقد ذكرت في تسعة موارد في القرآن الكريم ، مقيّدة بالدار ، صفة أو مضافة اليها.
{ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ } [البقرة : 94]... { وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ} [العنكبوت : 64] ... {وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ} [يوسف : 109].
وفي مورد واحد مقيّدة بالنشأة- { يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ} [العنكبوت : 20].
وفي خمسة موارد مقابلة بالأوّلى- {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} [النازعات : 25] ... {فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى} [النجم : 25].
وفي ثمانية وأربعين موردا مقابلة بالدنيا- { فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ } [البقرة : 217] ... {فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ } [البقرة : 201]... {وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى} [الإسراء : 72] ... {اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ} [البقرة : 86].
وقد ذكر الآخر مذكّرا صفة لليوم في ستّة وعشرين موردا- {آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ} [البقرة : 8] ... {لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب : 21].
فظهر أنّ معنى الآخر والآخرة : هو المراحل المتأخّرة والمنازل المتعقّبة بعد انقضاء أيّام الدنيا ، فيعبّر عنها بالدار الآخرة والنشأة الآخرة واليوم الآخر والآخرة (المطلقة) فالآخرة ممتدّة في طول الحياة الدنيا ، فتشمل مرحلة القبر والبرزخ والحشر والنشر والحساب والجنّة والجحيم وغيرها.
وممّا قلنا يظهر لطف التعبير بهذه الكلمة دون كلمة الآخر بالفتح أو كلمة الاخرى : فانّ الواقع والحقّ اتّصال مرحلة تلك الدار بالحياة الدنيا وترتّبها عليها من دون فصل ، فلا معنى في التعبير بصيغة أفعل الدالّة على البعد والفصل ، وهذا من إعجاز كتاب اللّه المبين.
وأمّا الفرق بين التأخّر والاستيخار في قولهم- أخّرته فتأخّر واستأخر :
فالتأخّر للمطاوعة الصرفة ، وفي الاستيخار مضافة الى المطاوعة : دلالة على الطلب المكنون في باطنه ، فكأنّه يحبّ الاستيخار قبل أن يتأخّر.
{وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ } [الحجر : 24].
أي من كان يحبّ التقدّم ويطلبه ثمّ تقدّم ، ومن كان يحبّ التأخّر وتأخّر.
{فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } [النحل : 61].
أي لا يتأخّرون ولا يتقدّمون ولا يوجد منهم ميل أو طلب الى التأخّر والتقدّم أيضا ، وهذا التعبير يدلّ على كمال اللطف والرحمة من اللّه المتعال بحيث لا يبقى حين حلول الأجل اقتضاء في تقدّمه وتأخّره حتّى يوجب الطلب والميل الى خلافه.
{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} [الحجر : 5] .إشارة الى كمال النظم ونهاية التدبير في خلق اللّه تعالى بحيث لا يمكن السبق فيها ولا طلب التأخير منهم بأي سبب كان.
___________
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|