أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016
2157
التاريخ: 13/11/2022
1487
التاريخ: 22-11-2016
2172
التاريخ: 15-8-2017
2208
|
هو الذي لا يتبع نظاما واحدا في الفكر، بل ينتقي كل ما يعتبره الأفضل في جميع الأنظمة. في الواقع أن محيط المثقفين مليء، بالأحداث المتنوعة التي تدفعه نحو انتقاء أو اصطفاء الأفضل في نظره أو ما يناسب مستوى طموحه ويعلن عنه أمام الناس. لكن هناك حالة تفيد أن المثقف يشاهد شيئاً صحيحاً في الحياة الاجتماعية أو في الاتجاه الفكري لكنه لا يرغب تناوله أو تبنيه بسبب خوفه من انتقاد المعارضين لهذا الشيء الصحيح الذي وجده، وهذا ما يبعده عن الانتقاء المصطفي للأفكار والآراء السائدة في محيطه الاجتماعي. جدير بالذكر ان دور المثقف يتطلب ممارسة إبداء الرأي أو الحكم العلمي النزيه والمتجرد والمحايد إلا أن واقع الأمر لا يسمح له بذلك بسبب كل جهة تريد أن تظهر بقوتها على حساب الأخرى والقلة القليلة تقبل بسلطة النقد البناء، واذا حصل انتقاء، من نزيه فإنه من باب المصادفة التاريخية ، علما بأن الانتقاء لا يحصل على استحسان جميع الأطراف السائدة في محيط المثقف.
مما لا ريب فيه أن المثقف يبحث عن الحقائق والقرائن لكي يصل إلى قناعة في معتقده ونزاهته في حكمه جهد الإمكان لأن ذلك يخدم اسمه العلمي ويرقي من سمعته العلمية واعتبارها ويحميه من الإساءة إلى عمله واسمه، لذا فإن هذه المهمة الجسيمة تتطلب منه أن يلم بمعرفة واسعة حول الحقيقة المرادة وما تتضمنه من سلبيات وايجابيات، عندها يطور دوره الثقافي في المحيط المعرفي. إذن لا يقتضي الواجب فقط تجميع معلومات بصدق وأمانة بل يقتضي انتقاء ما هو أكثر صدقا وأكثر قدرة في خدمة مصالح الناس وليس المصلحة الخاصة. ومن خلال هذا الانتقاء يكون قد أضفى سمة إيجابية لتقييمه الذي بدوره يرقِّي درجة نزاهته في انتقائه للأحداث الاجتماعية، وهذا يؤدي بالتالي إلى حماية اسمه الثقافي واعتباره الاجتماعي بين المثقفين والناس العاديين، ويعني أيضا أن المثقف عندما ينتقي حقيقة تاريخية لكي يعرفها ويوضحها للآخرين فإنه يخدم بذلك اسمه ومصلحته الثقافية ويعززها. هنا نستطيع أن نقول بأن المثقف هو ذلك الفرد الذي ينتقي الأحداث الاجتماعية والتاريخية بنزاهة وموضوعية محايدة لكي يرقي ثقافته ويحمي اسمه ويرفع من درجة اعتباره الاجتماعي. وأحيانا يرى الحدث الاجتماعي الصحيح إلا أنه لا يتبناه ولا يدخل فيه خوفاً من معارضي هذا الحدث وحصوله على سهام نقدية قد تجرح اسمه وسمعته ومكانته كمثقف، عندها يتجنب هذا الموقف الذي يسيء إليه والى نشاطه الثقافي على الرغم من إدراكه ومعرفته بأن سكوته وسلبيته تجاه الحدث الصحيح شيء غير مرغوب فيه. إلا أنه يكظم معرفته للحقيقة خوفا على اسمه وهذا يجعلنا نقول بأن المثقف يهمه قبل كل شي، لمعان اسمه وعمله ومتلقي أعماله. أي يهتم بأضواء الإعلام وشهرته الجماهيرية، إلا أن هذا الاهتمام يحمل وجهين متناقضين : الأول يخدمه شخصيا ويسيء لاعتباره الثقافي. أي ينتفع ذاتيا لكنه يخسر جزءاً من شعبيته الثقافية. والوجه الثاني يرقي من اعتباره الثقافي لكنه يتضرر مادياً أو شخصياً . أي يقول الحقيقة التي لا يريدها أصحاب القرار والمواقع المتسلطة على الهرم الاجتماعي فيحرمونه من المكاسب المادية وحتى المعنوية إلا أنه يرتقي على السلم الثقافي بين مريديه ومتلقي نشاطاته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|