المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17615 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

Determining Rate Laws from Initial Rates
18-12-2020
كيفية تشخيص الأمراض المتسببة عن الفطريات
29-6-2016
Muon spin rotation
3-3-2021
Elliptic Logarithm
25-4-2019
Benoit Paul Émile Clapeyron
21-7-2016
فرانيل – اوغسطين جان
2-9-2016


جمْعُ زيد بن ثابت  
  
3664   02:50 صباحاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : تلخيص التمهيد
الجزء والصفحة : ج1 ، ص156-163.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / جمع وتدوين القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-5-2016 2666
التاريخ: 19-6-2016 5772
التاريخ: 16-10-2014 1640
التاريخ: 2023-07-27 1100

كان ذاك الرفْض القاسي لمصحف عليّ ( عليه السلام ) يستدعي التفكير في القيام بمهمَّة جمْع القرآن مهما كلّف الأمر ، بعد أن أحسّ الناس بضرورة جمْع القرآن في مكان ، ولاسيَّما كانت وصيَّة نبيِّهم ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بجمْعه ؛ لئلاّ يضيع ، كما ضيَّعت اليهود تَوراتَهم (1) .

هذا ، والقرآن هو المرجع الأوَّل للتشريع الإسلامي ، والأساس الركين لبناية صرح الحياة الاجتماعية في كافَّة شؤونها المختلفة آنذاك ، ولا يصحّ أن يبقى مفرَّقاً على العُسُب واللِخاف أو في صدور الرجال ، ولاسيَّما وقد استحرّ القتل بكثير من حامِليه ، ويوشك أن يذهب القرآن بذهاب حامِليه ، فقد قتل منهم سبعون في واقعة اليمامة ، وفي رواية : أربعمئة (2) .

وهذه الفكرة أبداها عمَر بن الخطّاب ، واقترح على أبي بكر ـ وهو وليّ المسلمين يوم ذاك ـ أن ينتدب لذلك مَن تتوفّر فيه شرائط القيام بهذه المهمَّة الخطيرة ، فوقع اختيارهم على زيد بن ثابت ، وهو شابّ حدَث فيه مرونة حداثة السِنّ ، وله سابقة كتابة الوحي أيضاً ،  فقد مَلك الجدارة الذاتية من غير أن يُخشى منه على جوانب الخلافة الفتيّة في شيء ، كما كان يُخشى من غيره من كِبار الصحابة ، وفيهم شيء من المناعة والجموح وعدم الانقياد التامّ لميول السلطة واتّجاهاتها آنذاك .

قال زيد : أرسلَ إليّ أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة ـ وعُمَر جالس عنده ـ قال : إنَّ هذا ـ وأشار إلى عُمَر ـ أتاني وقال : إنّ القتل قد استحرّ يوم اليمامة بقُرّاء القرآن ، وأخاف أن يستحرّ بهم القتْل في سائر المَواطِن فيذهب كثير من القرآن ، وأشار عليَّ بجمْع القرآن ، فقلت لعُمَر : كيف نفعل ما لم يفعله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ فقال : هو والله خير ، فلم يزل يراجعني عُمَر حتّى شرح الله صدري لذلك ، ورأيت الذي رأى عُمَر ! .

قال زيد : قال لي أبو بكر : إنَّك شابٌّ عاقل لا نتَّهمُك ، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، فَتتبَّع القرآن واجمعهُ .

قال زيد : فو الله لو كلَّفوني نقل جبَل من مكانه لم يكن أثقل عليَّ ممّا كلَّفوني به ، قلت : كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ؟ فلم يزل أبو بكر وعُمَر يلحّان علَيَّ حتّى شرح الله صدري للَّذي شرح له صدر أبي بكر و عُمَر .

قال زيد : فقمت أتتبّع القرآن أجمعه من العُسُب ، واللِخاف ، وصدور الرجال (3) .

منهجُ زيد في جمْع القرآن :

قام زيد بتنفيذ الفكرة ، فجمَع القرآن من العسُب ، واللِخاف ، والأدم ، والقراطيس ، وكانت متفرّقة على أيدي الصحابة أو في صدورهم ، وعاوَنه على ذلك جماعة .

وأوَّل عمل قام به أن وجَّه نداءً عاماً إلى مَلأ الناس : مَن كان تلقّى من رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) شيئاً من القرآن فليأتِ به .

وألَّف لِجنة من خمسة وعشرين عضواً ـ كما جاء في رواية اليعقوبي (4) ـ وكان عُمَر يُشرف عليهم بنفسه .

وكان اجتماعهم على باب المسجد يومياً ، والناس يأتونهم بآيِ القرآن وسوَره ، كلٌّ حسَب ما عنده من القرآن .

وكانوا لا يقبلون من أحد شيئاً حتّى يأتي بشاهدَين يشهدان بصحَّة ما عنده من قرآن ، سوى خزيمة بن ثابت أتى بآيتَي آخِر سورة براءة ، فقبلوهما منه من غير استشهاد ؛ لأنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) اعتبر شهادته وحدَه شهادتين (5) .

قال زيد : ووجدت آخِر سورة براءة مع [ أبي ] خزيمة الأنصاري ، لم أجده مع أحد غيره (6) . وسنتكلّم عمّا جاء بين المعقوفتَين (7) .

ومن غريب الأمْر : أنَّ عُمَر جاء بآية الرجْم وزعمها من القرآن : ( الشيخ والشيخة إذا زنَيا فارجموهما البتَّة نكالاً من الله ) لكنَّه وُوجِهَ بالرفض ، ولم تُقبَل منه ؛ لأنَّه لم يستطع أن يُقيم على ذلك شاهدَين (8) ، وبقي أثر ذلك في نفس عُمَر فكان يقول ـ أيّام خلافته ـ : لولا أن يقول الناس زاد عُمَر في كتاب الله لكتبتُها بيدي ـ يعني آية الرجْم ـ (9) .

* * *

ثمَّ إنَّ زيداً لم يُنظِّم سوَر القرآن ولم يُرَتّبهنَّ كمُصحف ، وإنَّما جمَع القرآن في صُحف ، أي أودعَ الآيات والسوَر في صحُف وجعلها في إضبارة ، فكان جمْعاً عن التفرقة والضياع ، ومن ثمَّ لم يسمَّ جمْعه مصحفاً .

قال المحاسبي : كان القرآن مفرَّقاً في الرقاع ، والأكتاف ، والعسُب ، وإنّما أمرَ الصدّيق بنَسْخها من مكان إلى مكان مجتمعاً ، وكان ذلك بمنزلة أوراق فيها القرآن منتشراً ، فجمَعها جامع وربطها بخيط ؛ حتَّى لا يضيع منها شيء (10) .

وقال ابن حجر : ( والفرْق بين الصحُف ـ التي جاءت في رواية جمْع زيد ـ والمصحف : أنَّ الصحُف هي الأوراق المجرَّدة التي جُمِع فيها القرآن في عهد أبي بكر ، وكانت سوَراً مفرَّقة ، كلُّ سورة مرتَّبة بآياتها على حِدة ، لكن لم يرتّب بعضها إثر بعض ، فلمّا نُسخت ورتِّب بعضها إثر بعض صارت مصحفاً ) (11) .

وقال أحمد أمين : وفي عهد أبي بكر أمر بجمع القرآن ، لكن لا في مصحفٍ واحد ، بل جُمعت الصُّحف المختلفة التي فيها آيات القرآن وسوَره ، وأُودِعَت الصحُف الكثيرة التي فيها القرآن عند أبي بكر (12) .

وقال الزرقاني : صحُف أبي بكر كانت مرتَّبة الآيات دون السوَر (13) .

* * *

وهذه الصحُف أُودِعت عند أبي بكر ، فكانت عنده مدَّة حياته ، ثمَّ صارت عند عمَر ، وبعده كانت عند ابنته حفصة ، وفي أيّام توحيد المصاحف استعارها عثمان منها ليقابل بها النُسَخ ، ثمَّ ردَّها إليها ، فلمّا توفّيت أخذَها مروان ـ يوم كان والياً على المدينة من قِبل معاوية ـ من ورثتها وأمرَ بها فشُقَّت (14) .

* * *

جاء في نصِّ البخاري : ووجدت آخِر سورة براءة مع أبي خزيمة ... ومن ثمَّ يتساءل البعض : مَن هو أبو خزيمة ؟

قال القسطلاني : هو ابن أَوس بن يزيد بن حزام ، المشهور بكُنيته من غير أن يُعرَف اسمُه (15) .

واحتمل ابن حجر أنَّه الحرث بن خزيمة ، كما جاء في رواية أبي داود (16) .

والصحيح : أنَّه من زيادة الراوي أو الناسخ خطأً ، وإنَّما هو خزيمة من غير إضافة الأب إليه ؛ بدليل أنَّ زيداً قُبِلت شهادته مكان شهادتين ، وليس في الصحابة مَن يتَّسم بهذه السِمة الخاصَّة سواه (17) ، وهكذا جزَم الإمام بدر الدين الزركشي أنَّه خزيمة الذي جعل رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) شهادته بشهادة رجُلين (18) ، ومن ثمَّ أدرجه في النصّ هكذا بلا إضافة الأب (19) .

أو يقال : إنَّ أبا خزيمة هو خزيمة بن ثابت ، كان يقال له : أبو خزيمة أيضاً ، كما جاء في نصِّ ابن أشتة : أبو خزيمة بن ثابت (20) .

وفي سائر الروايات ـ غير رواية البخاري ـ خزيمة بن ثابت ، بلا إضافة الأب (21) ، ومن ثمَّ رجَّحنا خطأ النُسخة .

* * *

وسؤال آخر : ماذا كان يعني بالشاهدَين في جَعلهما شرط قبول النصّ القرآني ، كما جاء في نصِّ ابن داود بإسنادٍ معتبَر ، وتلقَّته أئمّة الفنِّ بالقبول (22) ؟

قال ابن حجر : ( وكأنَّ المراد بالشاهدَين : الحِفظ والكتابة ) (23) .

وقال السخاوي : شاهدان يشهدان على أنَّ ذلك المكتوب كُتب بين يدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، أو المراد أنَّهما يشهدان بصحَّة قراءتها ، وأنَّها من الوجوه التي نزل بها القرآن .

قال أبو شامة : وكأنَّ الغرض من ذلك أن لا يكتب إلاّ من عَين ما كُتب بين يدي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) ، لا من مجرَّد الحفظ .

 

قال جلال الدين : أو المراد أنَّهما يشهدان على أنَّ ذلك ممّا عُرِض على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) عام وَفاتِه ، وكانت هي القراءة الأخيرة التي اتَّفق عليها الصحابة ، ويقرأها الناس اليوم (24) .

قلت : المراد أنَّ شاهدَين عَدْلين ـ أحدهما الذي أتى بالآية وعَدْل آخَر  ـ يشهدان بسماعهما قرآناً من النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ، بدليل قبول شهادة خزيمة بن ثابت ـ الّذي جاء بآخِر سورة براءة ـ مكان شهادة رجُلين ، وهكذا جاء في نصِّ ابن أشتة ، أخرجه في المصاحف عن الليث بن سعد ، قال : وكان الناس يأتون زيد بن ثابت ، فكان لا يكتب آية إلاّ بشاهدَي عدلٍ ، وإنَّ آخر سورة براءة لم يجدها إلاّ مع أبي خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، فقال : اكتبوها ؛ فإنَّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) جعل شهادته بشهادة رجُلين فكُتب ، وإنَّ عمَر أتى بآية الرجْم فلم يكتُبها ؛ لأنَّه كان وحدَه (25) .

شكوكٌ واعتراضات :

يقول بلا شير : لماذا اختار أبو بكر لهذه المهمَّة الخطيرة مثل زيد ، وهو شابّ حدَث لم يتجاوز العشرين ، في حين وجود ذوي الكفاءات من كِبار الصحابة ؟ ولنفرض عكورة المورد حالت دون اللجوء إلى شخصيَّة كبيرة مثل عليّ بن أبي طالب ، فلماذا أغفلوا سائر فُضلاء الصحابة ممَّن لهم سابقة وعهد قديم بنزول القرآن وصُحبة الرسول ؟ وهل أنَّ واقعة اليمامة أطاحت بجميع قرّاء الصحابة القدامى ، ولم يبقَ سوى زيد وهو حديث العهد بالقراءة وبالقرآن ؟ الأمر الذي يثير شكوكنا في القضية ، ولا نكاد نصدِّق بأنَّ زيداً هو الذي جمَع القرآن .

أضِف إلى ذلك : أنَّ التاريخ لم يحدِّد بالضبط بدْء قيامه بهذا العمل ، ومتى انتهى منه ، فلو صحَّ أنَّه قام بجمع القرآن بعد واقعة اليمامة ؛ لكان بقيَ من عُمْر أبي بكر خمسة عشر شهراً ، وهذه فترة تضيق بإنجاز هكذا عمل خطير ، الذي يتطلّب جهوداً واسعة لجمْع المصادر والالتقاء مع رجال كانت عندهم آيات أو سوَر ، وكانوا قد انتشروا في البلاد ، فإنَّ هذا وذاك يتطلَّبان وقتاً أوسع وأعواناً كثيرين ، ممّا لا يمكن إنجازه في تلك المدَّة القصيرة .

هذا والرواية تقول : إنَّ زيداً جمَع القرآن في صحُف وأودَعها عند أبي بكر ، ثمَّ صارت عند عُمَر ، ثمَّ ورثتها ابنته حفصة ! .

فإذا كانت الغاية من جمْع القرآن هي ملاحظة المصلحة العامَّة ـ كما ينبِّه على ذلك أنَّ ورثة أبي بكر لم يختصّوا بتلك الصحُف ، وإنَّما انتقلت إلى عُمَر ، الخليفة بعده ـ فلماذا خصَّصها عُمَر بابنته حفصة ولم يجعلها في متناول المسلمين عامّاً ؟ كما أنّه لِمَ صارت الصحُف وديعة اختصاصية عند أبي بكر من غير أن تُجعَل في مكان هو معرَض عام ؟ .

وهكذا اعترض المستشرق شفالي على قضيَّة جمْع زيد للقرآن .

والذي يستنتجه بلا شير من شكوكه هذه : أنَّ كبار الصحابة هم الذين قاموا بجمْع القرآن بعد وفاة الرسول ( صلّى الله عليه وآله ) ورتَّبوه ورتَّبوا سوَره ، الأمر الذي كانت وظيفة الخلافة الإسلامية أن تقوم به ولكنَّها غفلَت عنه ، وربَّما أدَّت هذه الغفلة إلى الطعْن في القائمين بأعضادها ، ومن ثمَّ أوعَزت إلى شابّ حدَث لا يتَّهموه ، أن ينسَخ عن بعض مصاحف الصحابة مصحفاً يمتاز به الخليفة أيضاً ، أمّا أصل القيام بجمْع القرآن فلا (26) .

* * *

قلت : إذا كانت شرائط إنجاز عمل ـ مهما كان ضخماً ـ متوفّرة وفي المتناول القريب ، فإنَّ انجازه يتحقّق في أقرب وقتٍ ممكن ، ولاسيَّما إذا كان العمل فوتيّاً يحاول المتصدّون إنجازه في أقرب فرصة ممكنة ، وهكذا كانت قضية جمع القرآن في الصدر الأوَّل .

أمّا المصادر الأوَّلية فكانت متوفِّرة في نفس المدينة ، محفوظة على أيدي الصحابة الأُمناء ، وكان حَمَلة القرآن وحفظته موجودين لا يفارقون مسجد سيِّدهم الذي ارتحل من بينهم في عهدٍ قريب ، ليل نهار ، والاتِّصال بهم سهل التناول ، لاسيَّما وسوَر القرآن كانت مكتملة ، وبقي جمْعها في مكان لا أكثر ، إذاً فقد كانت الأسباب مؤاتية والظُّروف مساعدة ، أضف إليها أنَّ السلطة ـ وبيدها القدرة ـ إذا حاولت إنجاز هكذا عمل متهيّئ الأسباب ، فإنَّه لا يستدعي طولاً في مدَّة العمل بعد توفّر هذه الشروط .

هذا ، وزيد لم يعمل سوى جمْع القرآن في مكان وحِفظه عن الضياع والانبثاث ، ولم يعمل فيه نَظماً ولا ترتيباً ، ولا أيّ عمل فكريّ آخَر ، فإنَّ هكذا عمل بسيط لا يتطلَّب جهوداً طويلة ولا فراغاً واسعاً .

نعم ، كانت الغاية من ذلك هي : مراعاة المصلحة العامَّة ( حفظ القرآن عن الضياع ) ، الأمر الذي تحقَّق بإيداع الصُحف المشتملة على تمام القرآن في مكان أمين ، ولم يكن يومذاك احتياج إلى مراجعة تلك الصُحف بعد أن كان حفَظَة القرآن وحامِلوه منتشرين بين أظهر الناس بكثرة ، والناس يومذاك حافظون لجُلّ آيات ترتبط والحياة المعيشية والسياسية وما أشبه .

هذا ، وفي أواخر عهد عُمَر أصبحت نُسَخ المصاحف ـ المحتوية على جميع آيِ القرآن وسوَره ـ كثيرة ، ومجموعة على أيدي كبار الصحابة الموثوق بهم ، فرأى أنَّ الحاجة العامَّة إلى تلك الصحُف المودَعة عنده هبطت إلى درجة نازلة جدّاً ، ومن ثمَّ تملّكها هو ، ولم تعد حاجة إليها سوى في دَور توحيد المصاحف على عهد عثمان .

_________________
(1) تفسير القمّي : ص745 .

(2) القسطلاني على البخاري : ج7 ، ص447 . وفي تاريخ الطبري : ج3 ، ص 296 : قُتلَ من المهاجرين والأنصار من قصبة المدينة يومئذٍ ثلاثمئة وستّون ، ومن المهاجرين من غير أهل المدينة ثلاثمئة ، ومن التابعين ثلاثمئة . وفي كتاب أبي بكر إلى خالد ص 300 : دم ألف ومئتي رجُل من المسلمين لم يُجفَّف بعد .
(3) صحيح البخاري : ج6 ، ص225 . مصاحف السجستاني : ص6 . والكامل في التاريخ : ج3 ، ص56 ، وج2 ، ص247 . والبرهان للزركشي : ج1 ، ص233 .

(4) تاريخ اليعقوبي : ج2 ، ص113 .

(5) راجع أُسد الغابة لابن الأثير : ج2 ، ص114 . ومصاحف السجستاني : ص6 ـ 9 .

(6) البخاري : ج6 ، ص225 .

(7) راجع صفحة 159 و160 من هذا الجزء .

(8) تفسير ابن كثير : ج3 ، ص261 . البرهان للزركشي : ج2 ، ص35 . الإتقان : ج2 ، ص26 .

(9) تفسير ابن كثير : ج3 ، ص261 . البرهان للزركشي : ج2 ، ص35 . الإتقان : ج2 ، ص26 .

(10) الإتقان : ج1 ، ص59 .

(11) فتح الباري : ج9 ، ص16 .

(12) فجر الإسلام : ص195 .

(13) مناهل العرفان : ج1 ، ص254 .

(14) القسطلاني بشرح البخاري : ج7 ، ص449 .

(15) شرح البخاري : ج7 ، ص447 .

(16) فتح الباري : ج9 ، ص12 .

(17) راجع الطبقات لابن سعد : ج4 ، ق2 ، ص90 .

(18) البرهان للزركشي : ج1 ، ص234 .

(19) نفس المصدر : ص239 .

(20) الإتقان : ج1 ، ص58 .

(21) راجع الدرّ المنثور : ج3 ، ص296 .

(22) راجع الإتقان : ج1 ، ص58 .

(23) فتح الباري : ج9 ، ص12 .

(24) الإتقان : ج1 ، ص58 ، وراجع أيضاً ص50 .

(25) الإتقان : ج1 ، ص58 .

(26) مترجَم وملخّص عن مجلّة ( خواندنيها ) الفارسية في سنتها الثامنة العدد 44 ، بتاريخ 13 بهمن 1326هـ.ش ـ طهران .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .