المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Colonial language policies
2024-05-18
الرياء واثاره السيئة
30-1-2017
Genome
19-10-2015
آشوريو نينوى الصناديد وفتح مصر.
2023-12-31
مرض الكمبورو في الدواجن (Cumboro disease)
14-9-2017
إصلاحات الملك أمنمحات الأول وسياسته الداخلية.
2024-02-05


القرآن الكريم وعمارة البيئة والبناء فيها  
  
16059   10:59 صباحاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص216-220
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

اذا تأملنا سور القرآن الكريم يلفت نظرنا ان الله سبحانه وتعالى قد اختار اسماء بعض منها ارتباط بالعمارة والتعمير كسورة (الكهف) و(الحجرات) و(البلد)، كما جاء ذكر العمارة بلفظها او اشتقاقها في آيات عديدة منها قوله تعالى:{وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ}[الطور: 4] ، وقول تعالى:{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[الروم: 9].

كما جاء ذكر اسماء بعض المدن والقرى مثل بكة (مكة) في قوله تعالى:{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ}[آل عمران: 96].

كما جاء ذكر المدينة المنورة في قوله تعالى:{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ}[التوبة: 101] .

كما جاء ذكر بعض المدن من الحضارات التي سبقت الاسلام كمدينة (ارم) بالأحقاف وذلك في قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}[الفجر: 6، 7].

ومدينة (سبأ) باليمن في قوله تعالى:{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}[النمل: 22].

ولم يكتف القرآن الكريم بذلك بل قص علينا من خلال بعض آياته بعضا من جوانب الحضارات المعمارية للأمم السابقة وما كانت تحويه من تقدم عمراني وحضاري كبير (1).

ومن أهم الاشارات القرآنية إلى الرفاهية العمرانية والبيئية ما جاء ذكره عن حضارة (ثمود) قوم سيدنا صالح، وهم قبيلة مشهورة وكانوا عربا من العاربة يسكنون (الحجر) الذي بين الحجاز وتبوك وجاءوا في المرحلة الزمنية بعد قوم (عاد) وكانوا يعبدون الاصنام كذلك.

كما أشار القرآن الكريم إلى ظروف البيئة كعامل مؤثر في اختيار مواقع المدن ونلمح ذلك في قوله سبحانه وتعالى:{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ}[سبأ: 15].

قال عبدالرحمن بن زيد (كما في تفسير القرطبي):(ان الآية التي كانت لأهل سبأ في مساكنهم انهم لا يروا فيها بعوضة قط ولا ذبابا ولا برغوثا ولا قملة ولا عقربا ولا غيرها من الخوام، واذا جاءهم الركب في ثيابهم القمل والدواب فاذا نظروا إلى بيوتها ماتت الدواب)(2).

فالآية الكريمة تلفت النظر إلى تأثير مواقع المدن والقرى واماكن السكن فيها من حيث المناخ الجيد والهواء الطيب وانتشار الجنات والحدائق بها مما يكون له اكبر الاثر على حياة ساكنيها وتمتعهم بالصحة والحياة الهانئة.

كما تلفت احدى آيات القرآن الكريم النظر إلى اهمية دراسة المواقع واختيار افضل الاتجاهات بالنسبة للشمس والرياح حيث يقول سبحانه وتعالى:{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا}[مريم: 16].

يقول الطبري في تفسير هذه الآية : (أي اتخذت مكانا من جانب الشرق وهو المكان الذي تشرق فيه الشمس، وانما خص المكان بالشرق لانهم كانوا يعظمون جهة المشرق من حيث تطلع

الانوار ، وكانت الجهات الشرقية في كل شيء افضل من سواها)(3).

ولما كانت بلاد العرب شديدة الحرب وحاجتهم إلى الظل كثيرة، فقد اوضح الله سبحانه وتعالى ان الظلال احدى نعمه التي من بها على بني البشر حيث يقول سبحانه وتعالى:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ}[النحل: 81].

فالله سبحانه وتعالى قد خلق للبشر الاشجار التي توفر الظلال كما جعل من الجبال مواضع للسكن كالكهوف يلجأ اليها الانسان طلبا للظل والحماية، كما الهمهم اتخاذ الابنية حماية لهم من الحر والبرد وطلبا للظل، فمعنى الاكنان التي وردت في الآية، ومفردها (كن)، هو ما يرد الحر والبرد من الابنية والمساكن(4)، وقد ادخل الله في معناها ايضا الجبال كأحد اشكال المأوى الطبيعية.

واوضحت لنا احدى الآيات الكريمة اهمية توفير الظلال بالمأوى من خلال استعراض علاقة توجيه فتحة الكهف، بجبل الرقيم، الذي اوى اليه الذين وردت قصتهم في سورة الكهف بحركة الشمس حيث يقول سبحانه وتعالى:{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا}[الكهف: 17].

واذا كانت الجنة تمثل في الرؤية الاسلامية البيئة المثالية ومنتهى امال المؤمنين الموحدين لله، فقد أشارت بعض الآيات التي وردت في وصف ما اعده الله لعباده الصالحين في الجنة من نعيم مقيم إلى وجود الظلال ايضا، وعدها الله سبحانه وتعالى من متع الجنة، حيث يقول المولى سبحانه وتعالى:{وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ *وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}[الواقعة: 27 - 31].

والشاهد في الآيات الكريمة هو وصف الظل بانه ممدود أي باق لا يزول ولا تنسخه الشمس، وهذا تنبيه من القرآن الكريم للمصممين على اهمية توفير الظلال في المنازل والمساكن. الى غيرها من الآيات الكريمة التي تضمنت تعاليم وارشادات في مجال البناء والاعمار(5).

___________________

1ـ وزيري، يحيى، التعمير في القرآن الكريم والسنة، ص15، القاهرة، 1992م.

2ـ انظر تفسير الآية 15 من سورة سبا في (الجامع لأحكام القران) للقرطبي.

3ـ انظر تفسير الآية 16 من سورة مريم في الجامع لإحكام القران، للقرطبي.

4ـ غالب، عبدالرحيم، موسوعة العمارة الاسلامية، ص327، جروس برس، بيروت، 1998م.

5- للتوسع، انظر مجلة عالم المعرفة، العمارة الاسلامية والبيئة، العدد 304-2004م. مقالة تحت عنوان : عمارة البيئة في الاسلام.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.