المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28



البيئة في المصطلحات الحديثة  
  
2516   04:25 مساءاً   التاريخ: 20-1-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص29-34
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

تعددت تعريفات كلمة (البيئة) بتعدد وشمولية العلوم البيئية، وحدود هذا العلم واستيعابه للقضايا والمسائل التي تظهر على مساحات التنوع الحاصل من فروع علم التبيؤ.

لذا نجد ان التعريفات تضيق تارة وتتوسع تارة اخرى بحسب نظر المعرف المبني او الحاصل لديه من شمولية هذا العلم ودائرته.

ومن التعريفات نذكر:(البيئة هي الاطار الذي يعيش فيه الانسان ويؤثر فيه ويتأثر به, وتتمثل البيئة فيما يحيط بالإنسان من هواء وماء وتربة وضوء الشمس والمعادن في باطن الارض والنبات والحيوان على سطحها وفي بحارها ومحيطاتها وانهارها).

وهذا التعريف يؤكد على ان البيئة تعني كل الموارد الطبيعية، وكذلك الكائنات الحية التي تستوطن الاماكن التي يعيش فيها الانسان(1).

وحدد شبلي (1984) مفهوم البيئة بانها:(الاطار الذي يعيش فيه الانسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى ويمارس فيه علاقاته مع اقرانه من بين البشر)(2).

وحدد صباريني (1986م) مفهوم البيئة بانها:(الوسط البيئي الطبيعي بعناصره المختلفة التي تحيط بالإنسان، ويتأثر بها، ويؤثر فيها من خلال انجازاته الحضارية، فيستجيب لها او يقاومها او يتفاعل ويتوافق ويتكيف معها، وفق شروط معينة، ويتفاوت هذا الاثر المتبادل بين مجتمع بشري واخر مع الوسط البيئي الذي يعيش فيه تبعا لمقدراته او مستواه التقني والاقتصادي، وكذلك تبعا لمكونات شخصيته وثقافاته واختلاف قدراته وقيمه واتجاهاته وخبراته ومعاييره السلوكية ومعتقداته)(3).

واوضح العدوان (1988م) ان مفهوم البيئة يتمثل في:(المحيط او المكان الذي تعيش فيه الكائنات الحية، والذي يتضمن بمعناه الواسع العوامل الطبيعية والاجتماعية والثقافية والانسانية التي تؤثر على افراد وجماعات الكائنات الحية، وتحدد شكلها وعلاقاتها وبقائها)(4).

وحدد مفهوم البيئة في المعاجم الانجليزية بانه:(مجموعة الظروف والمؤثرات الخارجية التي لها تأثير في حياة الكائنات بما فيها الانسان)(5).

وفي تعريف آخر انها:(الاطار الذي يعيش فيه الانسان ويحصل منه على مقومات حياته من غذاء وكساء ودواء ومأوى، ويمارس فيه علاقاته مع اقرانه من بني البشر)(6).

ومن هذه التعريفات انها:(الارض بما فيها من مختلف الابعاد والتي قدر لها ان يعيش فيها الانسان مع غيره من كائنات ودواب وجماد)(7).

كما عرفت بانها:(الاطار الذي يمارس فيه الانسان حياته وكافة انشطته المختلفة، فهي الارض التي نعيش عليها، والهواء الذي نتنفسه، والماء الذي هو اصل كل شيء حي، بالإضافة إلى كل ما يحيط بنا من موجودات سواء كانت كائنات حية او جمادا)(8).

ومما جاء ايضا في تعريف البيئة انها : (كل شيء يحيط بالإنسان)(9).

فالبيئة كمفهوم عام هي الاطار او الظروف المحيطة التي تؤثر في حياة الكائنات الحية ونموها وتحصل منها على المقومات الاساسية لحياتها. ويأتي الانسان على راس هذه الكائنات الحية، كما تشمل ايضا علاقة الانسان بالإنسان التي تنظمها المؤسسات الاجتماعية والعادات والاخلاق والقيم والاديان.

وبالنسبة للإنسان فهي الوسط الذي يولد وينشا فيه، ويعيش فيه حتى نهاية عمره، وبهذا الاعتبار فهي تشمل جميع العوامل الطبيعية والبيولوجية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكل ما يؤثر على الانسان بطريق مباشر او غير مباشر.

وعلى ضوء التعاريف المتقدمة للبيئة وتحديد المعنى المراد منها يمكن القول بانه اذا كان الغرض من دراسة البيئة تسخير امكانيات الطبيعة ومقدراتها لبني البشر، وكل المقدرات الموجودة فيها لأجل حماية الانسان وحفظه من العوامل والمؤثرات الضارة بحياته فان مفهوم البيئة يتحدد بناء على ذلك في كونها الوسط الذي يعيش فيه الانسان يتأثر ويؤثر فيه من خلال التفاعل بينهما، فما يحيط بالإنسان من ظاهرات حية وغير حية ويتأثر بها الانسان، وفي نفس الوقت يمكن للإنسان ان يؤثر في مكونات البيئة فيطوعها ويستغلها كيفما يشاء.

وقد اوجز اعلان مؤتمر البيئة البشرية الذي عقد في ستوكهولم عام 1972م مفهوم البيئة بانها :(كل شيء يحيط بالإنسان)، ويتفق هذا المفهوم مع ذلك التعريف الذي ينص على ان البيئة هي :(كل ما هو خارج جلد الانسان).

ولأن البيئة وعلومها اضحت من القضايا التي تحوز اهتمام الدول والحكومات فأننا نرى ان معظم الدول قد تضمنت دساتيرها نصوصا تتعلق بحماية البيئة وتعريفها وشرعت القوانين التي تحتوي على عقوبات للمخالفين لهذه القوانين والنظم.

ومن ذلك ما نصت عليه المادة (50) من دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية من انه:(في الجمهورية الاسلامية تعتبر المحافظة على سلامة البيئة التي يجب ان يحيا فيها جيل اليوم والاجيال القادمة حياتهم الاجتماعية السائرة نحو النمو ، مسؤولية عامة. لذلك تمنع الفعاليات الاقتصادية وغيرها التي تؤدي إلى تلوث البيئة، او إلى تخريبها بشكل لا يمكن جبره).

وعرفت المادة الاولى فقرة (1) من قانون حماية البيئة الكويتي رقم 62 لسنة 1980 م البيئة في تطبيق احكامه بانها:(المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية من انسان وحيوان ونبات، وكل ما يحيط بها من هواء وماء وتربة، بما يحتويه من مواد صلبة او سائلة او غازية او اشعاعات، والمنشآت الثابتة والمتحركة التي يقيمها الانسان).

وعرفتها الفقرة الاولى من المادة الاولى من قانون البيئة المصري رقم 4 لسنة 1994م البيئة بانها:(المحيط الحيوي الذي يشمل الكائنات الحية وما يحويه من مواد وما يحيط بها من هواء وماء وتربة وما يقيمه الانسان من منشآت).

ومن ذلك ما قضت به المادة 32 من النظام الاساسي للحكم في المملكة العربية السعودية الصادر عام 1992 من انه : (تعمل الدولة على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها ومنع التلوث عنها).

وما ذكرناه ليس الا مثالا ونموذجا على تطور علم البيئة وسرايته إلى قوانين ودساتير الدول الاسلامية حتى جعلت له تعريفا خاصا بها، وجعلته قانونا نلتزم به امام شعوبها، وبغض النظر عن الممارسة والتطبيق فان هذا الامر يعتبر الخطوة الاولى على الطريق الصحيح امام النوعية البيئية لشعوب العالم الإسلامي التي هي بأمس الحاجة لتتعرف على كنوز ومعارف الدين الاسلامي الذي لم يترك امرا في مصلحة الانسان الا وبينه ووضع له المناهج وشرع له الانظمة والقوانين.

_______________

1ـ وزيري، د. م يحيى – العمارة الاسلامية والبيئية (عالم المعرفة عدد 304) – 27.

2- قضايا البيئة –م. س-ص19- نقلا عن احمد ابراهيم شبلي : البيئة والمناهج المدرسية – الرياض- مؤسسة الخليج العربي، 1984م، ص6.

3- نفس المصدر – ص19-20 نقلا عن محمد سعيد صباريني واخرون : التربية طبيعتها واهدافها – ندوة الانسان والبيئة- مكتب التربية العربية لدول الخليج- 1411هـ، ص15.

4- نفس المصدر – ص20 عن سلطان ابو عرابي العدوان : البيئة المدرسية والتلوث –الاردن- مركز البحث والتطوير التربوي – 1988.

5- العمارة الاسلامية والبيئة – م.س – ص7.

6- العمارة الاسلامية والبيئة –م. س – ص7.

7- هذه التعريفات ذكرها الدكتور ممدوح حامد عطية في كتابه (انهم يقتلون البيئة) ص17، والدكتورة بدرية عبدالله العويض في كتاب (القوانين البيئية في مجلس التعاون الخليجي) ص22.

8- نفس المصدر السابق.

9- مجلة (عالم الفكر) الكويتية، العدد 3، المجلد 32، سنة 2004م.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.