المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02



الدولة والاهتمام بالأيتام  
  
2150   01:01 صباحاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص364-365
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2021 3050
التاريخ: 2024-01-10 905
التاريخ: 2024-03-28 764
التاريخ: 19-12-2021 3411

الأيتام قسم من أفراد المجتمع، ويستحقون كل الاهتمام إذ من الممكن أن يكونوا اليوم صغار السن واطفالاً، ولكنهم كبار الغد، والمديرون لدفة المجتمع، وفيما لو بذلنا الاهتمام والعناية الكافية بهم يمكنهم ان يخطوا خطوات مهمة على صعيد تقدم المجتمع وتقدمهم.

وهذا الاهتمام ضروري لجميع الايتام، ولا سيما لأولئك الذين فقدوا آباءهم في سبيل الوطن والحفاظ على مصالح الدين الإسلامي وهم ابناء الشهداء، واهتمام الناس بهم وبحياتهم الاسرية ودراستهم هو قسم من الواجبات الاجتماعية والسياسية والدينية للناس، وكم هو قبيح وذميم حال قوم قام بعضهم بتقديم أرواحهم في سبيل اهداف قومهم وامتهم وساروا في هذا الطريق ثم تعرض ابناؤهم – لا قدر الله – للضياع، وفي حالة كهذه ماذا سيكون جواب المقصرين في هذا الامر عند الله؟ وكيف يقبل ضميرهم بهذا؟

ـ ضرورات هذا الاهتمام :

هناك ادلة وأسباب كثيرة لهذا الاهتمام، منها :

اولاً :ـ هؤلاء الايتام افراد اعزاء، وابناء جيل كريم، ومكرمون من الله، وهم امانات إلهية في ايدي الناس.

ثانياً :ـ هم عضو من اعضاء المجتمع الإنساني وإذا لم تتم العناية الكافية فلن يستفيد المجتمع منهم بالنحو المطلوب.

وثالثاً :ـ في حالة عدم الاهتمام بهم هناك اخطار كثيرة تحف طريقهم ومسيرهم وسيتعرضون لأنواع البلاء والفساد.

وقد اثبتت الابحاث ان عدم الاهتمام بهذا الجيل يؤدي الى حصول خلل أخلاقي في المجتمع، وعندما يقوم الإنسان بالبحث فسوف يصل الى هذه النتيجة، وهي ان كثيراً من المجرمين هم من الأشخاص الذين لم يتمتعوا في صغرهم بالمحبة والعناية والتربية والرعاية الكافية، ولحسن الحظ في وطننا وبسبب العقيدة الاسلامية وعناية الناس ببعضهم البعض، ووجود المؤسسات والمراكز الخيرية والإسلامية، قلما نواجه مشاكل وصعوبات من هذا القبيل، والعناية النسبية الثقافية والأخلاقية والاقتصادية بأسر الشهداء هي السبب وراء حل كثير من الصعوبات والاضطرابات، ولكن إلقاء نظرة على ما يجري في الغرب نرى ان انعدام العواطف قد سبب ظهور وضع مؤسف جداً في هذا المجال.

اثبتت ابحاث المؤسسة المركزية لمراقبة "سيئي الاخلاق وعديمي النظم" في الغرب في دراسة حول (3364) طفلاً أن:ـ

509 أطفال ليس لديهم أب.

612 أطفال ليس لديهم أم.

409 أطفال حرموا من الأبوين.

583 أطفال من علاقات جنسية غير شرعية.

290 أطفال محرومون من حق الحضانة.

697 أطفال لديهم أب مدمن على المشروبات الكحولية.

264 أطفال لديهم أم مدمنة على المشروبات الكحولية.

(نقلاً عن كتاب:ـ مباني جرم شناسي – للدكتور مهدي كي نيا).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.