المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



موقف الاسلام حيال المرأة  
  
2197   11:22 مساءاً   التاريخ: 19-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص147-149
القسم : الاسرة و المجتمع / المرأة حقوق وواجبات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-1-2016 2497
التاريخ: 26-2-2021 2676
التاريخ: 19-1-2016 2669
التاريخ: 15-5-2018 2138

 

لم تكن المرأة تعدّ قبل الاسلام عضوا مؤثرا في المجتمع البشري , وكان هذا الموقف من المرأة سائدا في جميع انحاء العالم وفي مختلف ادوار التاريخ , حيث لم تحظ المرأة بالاستقلال والحرية , بل كانت تعد موجودا ضعيفا يدار من قبل الاخرين , والذي ترتب على هذا المسلك ان المرأة فقدت بمرور الزمان ثقتها بنفسها , ولم تعد تتصور لنفسها اي نمط من انماط الشخصية الاجتماعية , كانت كلمة(المرأة) تقترن في تلك الرؤية السلبية مع الجبن والذل والانحطاط وغياب العقل , وثمة في ادبيات كل لغة من اللغات الكثير جدا مما قيل نظما ونثرا في فساد المرأة وعدم اهليتها , مما يكشف عن نمط تفكير الماضين حيال المرأة ,

موقف الاسلام حيال المرأة : عندما اشرقت شمس الاسلام في افق البشرية لم يكن للمرأة موقع اجتماعي يتجاوز الرؤية المشار لها انفا , ولم يكن العالم آنذاك يحمل ازاء المرأة غير مجموعة من التصورات الخرافية الواهية والسلوك الظالم, ولم يكن البشر بما فيهم طبقة النساء ذاتها ـ تعترف بحق او مكانة للمرأة , بل تراها موجودا محنطا خلق لخدمة الانسان الشريف (اي الرجل!) نهض الاسلام لمواجهة هذه الافكار بجميع قواه , وقرر للمرأة حقوقا يمكن المرور عليها كما يلي :

اولا : المرأة انسان واقعي , وهي مخلوقة من زوج انساني ( الذكر والانثى ) تتمتع بالخصائص الانسانية الذاتية , وليس في مفهوم انسانية الرجل ما يتميز به عليها , يقول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}[الحجرات: 13].

ثانيا : المرأة كالرجل وهي كاملة العضوية في المجتمع وهي تتمتع بشخصية حقوقية .

ثالثا : كما تحظى المرأة بحق القرابة الطبيعية فهي تتمتع ايضا بحق القرابة السببية وقانونيا .

رابعا : تتساوى الفتاة في البنوة مع الصبي , فكلاهما ابن , كما يتساوى ابناء البنت مع ابناء الابن في البنود , وبذلك تتمتع المرأة مثل الرجل تماما بحق الارث من ذوي القرابة السببية والنسبية مثل الاب والام .

خامسا : للمرأة استقلال فكري ولها الحق في ان تتخذ القرارات التي تريد في الحياة , وان تختار الزوج الذي ترغب به وفي اطار الشرع , كما لها الحق في ان تعيش بحرية من دون ولاية او قيمومة الاب او الزوج , كما لها ان تنتخب العمل الذي ترغب به , ان للمرأة استقلالا عمليا ايضا وجهدها وعملها محترمان , لها الحق في ان تملك وان تتصرف بثروتها كما تريد من دون حاجة الى قيمومة وبلا تدخل من الرجل , كما لها الحق في ان تدافع عن مالها وثروتها وحقوقها الفردية والاجتماعية , ويجوز لها ان تمارس حقها في الشهادة , كما ان هناك اجرا لكل عمل تقوم به للزوج باستثناء المعاشرة الجنسية التي ينبغي عليها ان تطيع الرجل فيه وفقا لعقد الزوجية , وتمكنه من نفسها .

سادسا : لا يملك الرجل اي حق في ظلم المرأة والاعتداء عليها , وكل اعتداء على الرجل يستوجب الملاحقة القانونية هو كذلك بالنسبة الى المرأة ايضا .

سابعا : للمرأة شخصية دينية معنوية , وهي ليست محرومة من السعادة الأخروية , كما تذهب الى ذلك غالبية الاديان والمذاهب عندما تعد المرأة مثل الشيطان , وتجعلها تقنط من رحمة الله , يقول الله تبارك وتعالى :{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: 97] , ويقول الله تبارك وتعالى:{أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى }[آل عمران: 195], اجل , يمكن ان تتقدم امرأة واحدة على ألوف الرجال وتفضلهم في اطار التقوى ومقياس الدين , وفقا لقول الباري : يقول الله تبارك وتعالى:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: 13].




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.