المأموم إن كان واحدا ذكرا، استحب أن يقف عن يمين الامام، عند علمائنا - وبه قال الشافعي ومالك و أبو حنيفة وأحمد(1) - لان ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى الله عليه وآله، يصلي فقمت عن يساره، فأخذني بيمينه فحولني عن يمينه(2).

ومن طريق الخاصة: قول أحدهما عليهما السلام: " الرجلان يؤم أحدهما الآخر يقوم عن يمينه، فإن كانوا أكثر، قاموا خلفه "(3).وحكى ابن المنذر عن سعيد بن المسيب أنه قال: يقيمه عن يساره(4).

وقال النخعي: يقيمه وراءه ما بين أن يركع، فإن جاء آخر، وإلا قام عن يمينه(5).وفي حديث ابن عباس عدة فوائد:

أ: وقوف الواحد عن يمين الامام.

ب: صحة صلاته لو وقف على يساره.

ج: لا يلزمه سجود السهو.

د: استحباب التحول إلى اليمين لو وقف على اليسار.

ه‍: إذا لم يتحول لم يقره الامام، وحوله.

و: أن يؤخره بيمينه دون يساره.

ز: أن يديره من خلفه.

ح: صلاة النفل يحرم فيها الكلام،  لأنه لم يكلمه. ونحن نمنع من الجماعة في النفل، فإن صحت رواية ابن عباس فيها، حملناها على التمرين،  لأنه صبي، لا أنها صلاة شرعية، وتكون الفائدة تعليمه موقف المأموم في الفرض.

ط: عدم البطلان بالفعل اليسير.

ي: أن الصبي له موقف في الصف كالبالغ، لان ابن عباس كان صبيا إذا ثبت هذا، فإن وقف على يساره ولم يكن على يمينه أحد، لم يفعل السنة، وصحت صلاته إجماعا - إلا أحمد فإنه أبطل صلاته إن صلى ركعة كاملة(6) - لان النبي صلى الله عليه وآله، لم يأمر ابن عباس باستئناف الصلاة. ولأنه موقف فيما إذا كان عن الجانب الآخر آخر، فكان موقفا وإن لم يكن آخر كاليمين. ولأنه أحد جانبي الامام، فأشبه اليمين. احتج أحمد: بأن النبي عليه السلام أدار ابن عباس(7).ولا يدل على الزجر. وكذا إن وقف متأخرا.

______________

(1) فتح العزيز 4: 339، المهذب للشيرازي 1: 106، بداية المجتهد 1: 148، بدائع الصنائع 1: 158، المغني 2: 43، حلية العلماء 2: 180.

(2) صحيح البخاري 1: 179، سنن أبي داود 1: 166 / 610، سنن النسائي 2: 87.

(3) التهذيب 3: 26 / 89.

(4) المجموع 4: 294، المغني 2: 43، رحمة الامة 1: 72، الميزان للشعراني 1: 178، حلية العلماء 2: 180.

(5) المجموع 4: 294، رحمة الامة 1: 72، الميزان للشعراني 1: 178، عمدة القاري 5: 235، حلية العلماء 2: 180.

(6) المغني 2: 42، الميزان للشعراني 1: 178، رحمة الامة 1: 71 - 72.

(7) المغني 2: 43.