المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Reactions of Free Radicals : Intermolecular Addition Reactions
28-8-2018
يزيد بن الوليد بن عبد الملك
21-11-2016
العوامل المؤثرة في قدرة ادارة الافراد على رفع الكفاءة الانتاجية
2023-04-03
Truncated Power Function
16-8-2019
John Maynard Keynes
27-5-2017
التحدّي بفضيلة الكلام
7-11-2014


الطفل أمانة إلهية  
  
3108   10:27 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص357
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2040
التاريخ: 14-2-2021 2951
التاريخ: 21-11-2020 2771
التاريخ: 13-6-2017 2626

اختلفت الآراء حول مالكية الطفل، فذهب بعضهم الى انه ملك للدولة، وآخرون الى انه للمجتمع، وآخرون الى انه ملك للأب والأم، وآخرون الى انه من نصيب رجال الدين والكنيسة. في حين ذهب بعض آخر الى انه ملك لنفسه، في حين يرى الإسلام أن الطفل ملك لله تعالى ومخلوق له وأمانة إلهية من الله في يد الآخرين.

والجميع مسؤول أمام الطفل، الدولة، ورجال الدين، والناس، والاب، والام، وحتى الطفل نفسه، ويجب على الجميع ان يتصرفوا معه على اساس انه امانة إلهية، وأن يقوموا بتوفير اسباب النمو والكمال له من جميع الجهات، ولا يحق لأي شخص ان يستصغره او ان يحقره، أو ان يسبب له الهوان، فهو موجود كريم، وعزيز، ومخلوق لله تعالى، ولما كان صاحب الامانة كبير، فالطفل مهم وكبير ايضاً، وهذا يصدق على جميع الأطفال، ولا سيما من كان في آن واحد امانة إلهية وامانة من شهيد عزيز وكريم.

ابنك ذكرى غالية وعزيزة من شهيد قدم نفسه وروحه في سبيل الله تعالى، وهو جوهرة، الجميع مسؤول عنها وامامها في محضر الله عز وجل.

ـ مسؤولية الناس :

لا شك بأن والد الطفل لو كان حياً فإنه يحمل مسؤولية تربيته بنفسه وله فيها الأولوية، وحيث إن امه الآن على قيد الحياة فعلى أساس الترتيب النسبي يقع عبء تربيته ومسؤوليته على عاتقها، ولكن هذا الكلام لا يعني ان الناس لا يتحملون مقابله اية مسؤولية.

وعموماً فإن الرؤية الإسلامية تؤكد على هذه النقطة، وهي ان الجميع مسؤولون أمام الجميع، فالإمام مسؤول امام الناس، والناس كل منهم مسؤول امام الآخر، الاب والام مسؤولان امام الابناء، والابناء مسؤولون امام الاب والام، والجار مسؤول امام جاره.

وبعبارة واحدة:ـ "الا كلكم راعٍ، كلكم مسؤول عن رعيته".

ويجب على الجميع القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم، وهذا الوجوب لدرجة ان الإنسان يجب ان يكون همه دائماً رفع مشكلات واحتياجات الناس، ولا يعفي نفسه من الاهتمام بهذا الواجب، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):(من اصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.