أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-11
1057
التاريخ: 2023-07-18
1231
التاريخ: 2024-04-29
800
التاريخ: 14-1-2016
2043
|
في هذه المرحلة يبدأ التعارف عن قرب، فيطلع من خلالها كل من الرجل والمرأة على خصوصيات الاخر، وخصوصا ما يتعلق بالجانب الجسدي والجمالي، لذا جوز الإسلام النظر في حدود مشروعة وقيود منسجمة مع قيمه وأسسه في العلاقة بين الرجل والمرأة، (وردت نصوص صحيحة وصريحة تدل على جواز نظر الرجل الى المرأة التي يريد الزواج منها، وتعتبر هذه النصوص استثناءات من الناحية الفقهية من مقتضى القاعدة في وجوب التستر والحجاب عن الاجنبي، لأن الخاطب لا زال اجنبيا لم يتم عقد قرانه، فهي ليست زوجته، ومع ذلك فقد دلت النصوص على جواز النظر، ففي صحيحة محمد بن مسلم قال : سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يريد ان يتزوج المرأة، أينظر اليها، قال : نعم، انما يريد ان يشتريها بأغلى الثمن)(1) فيجوز للرجل ان ينظر الى وجه المرأة ويرى يديها، وينظر اليها ماشية في ثيابها، ويجوز لها كذلك، ولا يحل لهما ذلك من دون ارادة التزويج فعن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : (لا بأس ان ينظر الى وجهها ومعاصمها اذا اراد ان يتزوجها)(2)، وله ايضا جواز تكرار النظر. وان ينظر اليها قائمة وماشية وان ينظر الى شعرها ومحاسنها، وجسدها من فوق الثياب، ولكن قيد الإمام الصادق (عليه السلام) ذلك بعدم التلذذ. سئل عن النظر الى شعرها ومحاسنها قال (عليه السلام) : (لا بأس بذلك اذا لم يكن متلذذاً)(3).
فالإسلام هو دين الحياة جاء لينقذ البشر، وليرفعهم الى المستوى الرفيع، وليهديهم الطريق المستقيم، ويكون من مجموع الأفراد مجتمعنا مثالياً بعيدا عن النزق الحيواني، وفي منأى عن الشهوات المحرمة القذرة لكن، فهل يترك الرجل يتطلع الى ما يثير شهواته من جسد المرأة، ويعطي للمرأة الحرية الكاملة في النظر الى بدن الرجل او لا، او ان هناك ضوابط تحدد لكلا الطرفين من التطلع، والمشاهدة؟
وجوابا على السؤال المتقدم يقول صاحب كتاب الزواج في القرآن والسنة (عزالدين بحر العلوم).
إن الشريعة الإسلامية حددت النظر لكل من الرجل والمرأة وفي هذا الصدد يقول القرآن الكريم: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}[النور: 30].
انه يأمر الرجال أن يغضوا من أبصارهم ويمتنعوا من التطلع الى مواطن الفتنة من النساء، ولئلا تكون النظرة طريقاً للوقوع في المنزلق الحيواني حيث تتهيج الشهوة وتستعر الغريزة الجنسية، فيبذل الرجل في سبيل اسكاتها كل غال ورخيص. وقد جاء الحديث المبارك معلناً (ان النظر سهم من سهام ابليس مسموم وكم من نظرة اورثت حسرة طويلة)(4).
فالنظرة لربما تجر وراءها مضاعفات عكسية توصل صاحبها الى الاتصال الجنسي غير المشروع، ومن ثم يكون الجسد مسرحاً للموبقات ومجمعاً للرذائل ومن هذه النافذة ستضيع القيم الروحية. ولكن الرجل لو غض البصر لحفظ فرجه ولأغلق النافذة لئلا يتطلع منها الى ما يهيج عنده الغرائز الجنسية المحمومة، فهو ازكى له واطهر وابعد من منابت السوء والفحش، والله بعد ذلك خبير بما يصنع حيث يقوم بتطبيق ما تفرضه عليه وتمليه الشريعة المقدسة.
واذا ما انتهت الآية الكريمة من اسداء النصح للرجل وتعليمه بما يحفظ عليه حياته الاجتماعية تنعطف لتسدي النصح مجدداً الى المرأة في قوله تعالى {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[النور: 31].
لقد خصت الآية الكريمة المرأة بتعليمات مشددة فأولتها العناية في التوجيه بأكثر مما كان للرجل من تعليم انها ولا شك الفتنة التي يقع الرجل في شراكها، وهي الانثوية الصارخة خلقت لتكون لعبة للرجل، كما جاء في الحديث، لذلك خاطبها الشارع فأمرها بالغض من بصرها لئلا تتطلع الى الرجل فتستهويها رجولته فتقع فريسة بين يديه رخيصة المنال. انها بعدم التطلع تحفظ فرجها وتسد في وجهها الكوة التي تنطلق منها الى الطريق المعوج ليوصلها الى الرذيلة.
والمرأة انثى وبكامن غريزتها النسوية ولوعة في اظهار ما افاضت عليها الحياة من الجمال، لذلك عالجت الآية هذه الخصوصية فنهتها عن ابداء زينتها، فمن الصعب ان يسيطر الرجل على اعصابه وهو يقف وجهاً لوجه امام الجمال الصارخ.
وقد امرت الشريعة الرجل ان يغض من بصره امرت المرأة بإخفاء مظاهر الجنس لئلا تهييج عليه ما يثير شهواته ليقع هذا الشرك المحموم فيهدم ما يبني من بيت وينسى ان وراءه مجموعة ألقت بين يديه زمام امرها.
وفي الوقت نفسه ليس كل مواطن الزينة تخفيها المرأة بل رخصت الشريعة اذا كانت المرأة محافظة على حشمتها غير متبرجة ان تكشف عن بعض الاعضاء، فقد قال السائل وهو يسال الامام: ما حل للرجل ان يرى من المرأة اذا لم يكن محرماً. قال : (الوجه والكفان والقدمان)(5)، واحكاما لعملية الحشمة عند المرأة واكمالا لما يلزم ان تسير عليه من الوقار اللائق، نرى الآية الكريمة تقول :{وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ }[النور: 31].
والخمار لغة : ما تغطي المرأة به رأسها أما الجيب فهو الصدر، واذا ما اسدلت المرأة خمارها فغطت به مواضع الزينة من جسدها وهو الصدر وحينئذ فيبعد عن الوقوع في شركها
__________________
1ـ الوسائل : ج14، باب36، ح1، ص59، ما رواه الفقه ج6، ص126.
2ـ فقه الصادق (عليه السلام) السيد محمد صادق الروحاني : 21/22.
3ـ الكافي ج5 باب النظر من اراد التزويج ص365 ح5.
4- وسائل الشيعة: ج14، الباب104من ابواب مقدمات النكاح حديث1، ص138.
5- وسائل الشيعة : ج14 الباب 109، حديث 2، ص146.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|