المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

OLIGOMERIZATION OF BUTENES
3-9-2017
أدوات النحالة
1-6-2016
الإختلاف في كيفية المعاد
9-08-2015
اهمية الاسواق المالية ودورها في النمو الاقتصادي
26-6-2019
مصادر تفسير القرآن
2023-03-30
في ما يعمل للصداع والشقيقة
10-05-2015


الزواج عند الأمم الكافرة  
  
1888   10:46 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس أمين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص278-279
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2022 2248
التاريخ: 2024-06-13 700
التاريخ: 16-1-2018 16729
التاريخ: 2024-01-30 1047

الزواج امر فطر الله تبارك وتعالى عليه خلقه , ولذا فقد كان غيرنا من الامم الكافرة لهم عناية بموضوع الزواج واهتمام به ; لما رأوا من مصالحه , او لما بقي لدى بعضهم من الديانة المحرفة , وقد كانت العناية به لدى الامم القديمة , فقد كانت العزوبة عندهم عيبا , بل في كثير من معتقداتهم انه من مات ولم يتزوج فانه قد خرج من رحمة الله , وكانوا يصفونه بصفات يستحي منها بل لا يحب ان يقابل الناس , وفي عام 1661 م اصدر لويس الرابع عشر مرسوما يقضي بإعفاء الذين تزوجوا وكان سنهم اقل من عشرين سنة حتى الخامسة والعشرين , وفي عام 1798م سن قانون لقيمة الايجارات وفرض الجباية فضاعف الضرائب على العزاب الذين سنهم عشرون عاما فما فوق، وهاهم عقلاء الغرب ان كان فيهم من يعقل هاهم ومع هذه الاباحية السافرة والفجور تتنادى اصواتهم في المطالبة بالزواج المبكر يقول ول ديورانت:(ولسنا نرى مقدار الشر الاجتماعي الذي يمكن ان نجعل تأخير الزواج مسؤولا عنه  ولا ريب ان بعض هذا الشر يرجع الى ما فينا من رغبة في التعدد لم تهذب .. ولكن معظم هذا الشر يرجع في اكبر الظن في عصرنا الحاضر الى التأجيل غير الطبيعي للحياة الزوجية , وما يحدث من اباحة بعد الزواج فهو في الغالب ثمرة التعود قبله , وقد نحاول فهم العلل الحيوية والاجتماعية في هذه الصناعة المزدهرة , وقد نتجاوز عنها باعتبار انها امر لا مفر منه في عالم خلقه الانسان , وهذا هو الراي لمعظم المفكرين في الوقت الحاضر ... ويقول:(كان البشر في الماضي يتزوجون باكرا , وكان ذلك حلا صحيحا للمشكلة الجنسية , اما اليوم فقد اخذ  سن الزواج يتأخر , كما ان هناك اشخاصا لا يتوانون عن تبديل خواتم الخطبة مرارا عديدة , فالحكومات التي ستنجح في نص القوانين التي تسهل الزواج الباكر ستكون جديرة بالتقدير لأنها تكشف بذلك اعظم حل لمشكلة الجنس في عصرنا هذا) , فلئن كان اولئك الذين عاشوا في مجتمعات الانحلال والاباحية  والذين لا يرون باسا بالمعاشرة المحرمة ينادون بأهمية الزواج , فغيرهم ممن حماه الله من الرذيلة وادرك شؤمها أولى من هؤلاء .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.