المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الأخلاق الحميدة  
  
2327   09:46 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : الشيخ عباس امين حرب العاملي
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة : ص183-184
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /

يكره اختيار المرأة الحسناء المترعرعة في محيط أسري سيء , والسيئة الخلق , والعقيم , وغير السديدة الرأي , وغير العفيفة , وغير العاقلة , والمجنونة , لأنها تجعل الرجل في عناء مستمر تسلبه الهناء والراحة , وتخلق الاجواء الممهدة لانحراف الاطفال عن طريق انتقال الصفات السيئة اليهم , ولقصورها عن التربية الصالحة , حيث قال رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وسلم) : ايها الناس اياكم وخضراء الدمن , قيل : يا رسول الله , وما خضراء الدمن ؟ قال : المرأة الحسناء في منبت السوء (1) .

وحذر الإسلام من تزويج المرأة المشهورة بالزنا , قال الامام الصادق (عليه السلام):(لا تتزوجوا المرأة المستعلنة الزنا)(2) . وذلك لأنها تخلق في ابنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح , وتوجد نوع من الشكوك وفقدان الثقة في العلاقات بينها وبين زوجها المتدين , اضافة الى انعكاسات انظار المجتمع السلبية اتجاه مثل هذه الاسرة , وكما نصح بتجنّ ب الزواج من الحمقاء لإمكانية انتقال هذه الصفة الى الأطفال , ولعدم قدرتها على التربية , وعلى الانسجام مع الزوج وبناء الأسرة الهادئة والسعيدة , قال الإمام علي (عليه السلام) : اياكم وتزويج الحمقاء , فان صحبتها بلاء , وولدها ضياع (3) .

______________

1ـ تهذيب الاحكام 403:7 . وجواهر الكلام 37:29 .

2- مكارم الاخلاق , الطبرسي : 305 , منشورات الشريف الرضي , قم 1410 هــ .

3- تهذيب الاحكام 394:7 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.