أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-6-2018
1854
التاريخ: 20-7-2022
1893
التاريخ: 14-10-2017
2056
التاريخ: 2024-10-17
481
|
ومن الأمور التي تكشف عن فشل البنوة ترك شكر الوالدين والذي اعتبر عند أهل البيت (عليهم السلام) من ترك شكر الله تعالى , للملازمة بين الشكرين , كما قال تعالى في محكم كتابه :{أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}[لقمان: 14].
وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) : وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل (1) أحد أحدا وأعطتك (2) من ثمرة قلبها ما لا يعطي (3) أحد أحدا , ووقتك , (بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحة موبلة (4) محتملة (5) لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها , حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك الى الأرض ) ولم تبال (6) أن تجوع وتطعمك , وتعطش وتسقيك (7) , وتعرى وتكسوك , وتصحى وتظلك , وتهجر النوم لأجلك , (وتنعمك ببؤسها , وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاء , وحجرها لك حواء , وثديها لك سقاء , ونفسها لك وقاء , تباشر حر الدنيا وبردها لك دونك (8) , فتشكرها على قدر ذلك ) وإنك لا تطيق شكرها (ولا تقدر عليه) (9) إلا بعون الله وتوفيقه.
وأما حق أبيك فإن تعلم أنه أصلك , (وأنك فرعه) (10) وأنك لولاه لم تكن , فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه , فاحمد الله واشكره على قدر ذلك , ولا قوة إلا بالله تعالى .
وقال إمامنا الصادق (عليه السلام) : ((من لم يشكر الوالدين لم يشكر الله)) (11) .
ومعنى شكر الوالدين هو أداء جميع حقوقهما من طاعة وبر واحترام وتقدير ونفقة وحماية من الأخطار , في حياتهما وبعد وفاتهما بما هو مناسب .
وهو من الأمور الواجبة لوجوب شكر كل منعم , وقد أشار العلامة الطباطبائي في تفسير آية الشكر : أنها تدل على وجوب شكر الوالدين كوجوب الشكر لله , بل هو من شكره تعالى لانتهائه الى وصيته وأمره سبحانه , فشكرهما عبادة له تعالى وعبادته شكر (12) .
ومن الشكر للوالدين حسن معاشرتهما وإدخال السرور على قلبيهما المفعم بالعطف والحنان , قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ((نظرك إليهما ونظرهما إليك وضحكك إليهما وضحكهما إليك أفضل من تحطم السيوف في سبيل الله)) (13) .
إنها سعادة لو يعلم المرء كنهها ؟ ! فأثناء مجالسة الوالدين ينبغي التلطف معهما وإدخال السرور على قلبيهما , بحسن الحديث والأدب معهما وعدم العبوس في وجهيهما , وعدم قطع كلامهما مهما كان نوع الكلام وفي أي زمن كان .
ومن الشكر للوالدين برهما حيين وميتين بأن يبقى يشكرهما على ما أنعما عليه من النعم , وأن يفي عنهم ديونهما وامانتهما وما تعلق بذمتهما , وأن يستغفر لهما ويدعو لهما في صلاته وخارجها , ويزور ويحج عنهما .
ـ عبرة :
يحكى أن أحد الصالحين توفي والده فأخذ على عاتقه سد ديون والده , فانهمرت عليه الناس فدفع للجميع كل ما ادعوه حتى افتقر وباع منزله , فسافر في البحار هو وزوجته وأولاده فتحطمت السفينة ونزل كل واحد منهم في مكان , ثم سمع الرجل البار هاتفا يقول : إن الله رزقك كنزا في موضع كذا وكذا برا بوالديك , فأصبح من الأغنياء وجمع حوله الناس في تلك الجزيرة يخدمهم فقصده الناس من كل مكان حتى كان من الذي قصدوه أولاده وزوجته فسبحان من جمعهم وفرقهم ثم جمعهم (14) .
____________
1ـ في نسخة : يحمل .
2ـ في نسخة : وأطعمتك .
3ـ في نسخة يطعم .
4ـ أي كثير عطاياها .
5ـ في نسخة : متحملة .
6ـ في نسخة : فرضيت .
7ـ في نسخة , وترويك وتظمأ .
8ـ في النسخة الأولى : ووقتك الحر والبرد , لتكون لها .
9ـ ما بين معكوفين من نسخة أخرى .
10ـ من نسخة أخرى .
11ـ شحرة طوبى : 2/372 .
12ـ تفسير الميزان : 16/216 .
13ـ مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا : 74 , ح217 .
14ـ نزهة المجالس : 1/202 بتصرف.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|