المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



العلاقة في داخل الأسرة للمتبنى  
  
2102   12:55 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص257-258
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016 2141
التاريخ: 23-5-2018 2178
التاريخ: 26-11-2018 2070
التاريخ: 29-8-2022 1873

من المساوئ التي تحصل في موضوع التبني موضوع تواجد الشخص المتبنى داخل الأسرة  فهو إن كان ذكرا لا يحل للإناث سواء إخوته المفترضين أو أمه المتبنية أن ينكشفن عليه بعد بلوغه وبلوغهن , والعكس صحيح في حال كان المتبنى أنثى , وهذا الامر يمتد أيضا للأرحام خارج الأسرة كالأعمام والاخوال والأجداد وغيرهم من الأرحام الذين يجوز للذكور منهم الانكشاف على الإناث والمصافحة , بل والتقبيل . فمن خلال التبني نكون قد سمحنا بارتكاب محرمات شرعية بهذا الخصوص وهي مستمرة ما دام هذا الشخص موجود في داخل الأسرة .

بعض الناس الذين تجرؤوا على التبني كانوا عند قيامهم بذلك من غير المتدينين , وعاش الولد بينهم كأحد أفراد العائلة , وكان يعامل ابنتهم على أنها أخته يقبلها ويراها من دون حجاب ويجالسها كما يجالس كل شخص أخته , وهذه الأخت متدينة وأهلها غير متدينين , أو الولد المتبنى متدين ويعامل هذه العائلة على أساس أنها عائلته , ثم فجأة تبين له أنه لا يجوز له أن يراهُّن من دون حجاب ويقعد معهم كالإخوة . فما هو الموقف بعد أن علم بذلك ؟

فبعد أن بقي لفترة طويلة يقع بالحرام بسببهم وبعد أن أوقعوه بالمحذور الشرعي فيكف سيغير ما تعود عليه لعشرين سنة من عادات يمارسها واعتاد عليها ؟ لذلك كان لا بد من البداية أن يكون التعامل معه على أساس واقعي وذلك من خلال كفالته ورعايته مع ابقاء نسبه واصله وفصله واضحا لديه لا من خلال التبني الكامل , فهو في هذه الحالة لن يصاب بأية صدمة لاحقا فهو يعرف الحقيقة منذ البداية , وسيعتاد منذ البداية على هذا الوضع وسيتقبله كأمر واقع .

نعم يمكن حل المشكلة الشرعية المتعلقة بجواز النظر والمصافحة وخلافه إذا ما كانت الام التي ستتبنى مرضعة فترضعه مع ابنها فيصبح ابنا رضاعيا لها , ولكن مع ذلك يجب أن لا يكون هذا الأمر سببا ومبررا لطمس نسب الولد وعائلته خاصة إن كانت معروفة .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.