المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

اصابة الجوافة بذباب الفاكهة
4-7-2017
التوبة والاستغفار – باب من ابواب الرحمة الالهية
31-5-2016
المجموعة الشمسية
10/12/2022
الاندلس بعد الفتح
22-11-2016
موقف الإمام عليّ من فتنة عصره
28-1-2019
التكامل والتعاون وعدم السلطنة والتسلط
2024-10-03


التعدد الوظائفي داخل الأسرة  
  
2173   09:18 صباحاً   التاريخ: 13-1-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص29-30
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

كيف تتكامل الوظائف المتعددة داخل البيت الزوجي؟

ـ الجواب :

في نظر الإسلام الوظائف داخل الأسرة متعددة، فالزوج هو المسؤول عن الإدارة العامة والانتاج والعمل والنفقة، والزوجة هي المسؤولة عن تنظيم شان الأسرة الداخلي بالتعاون والتنسيق مع الزوج، فهي بمثابة المديرة الداخلية للأسرة المنسقة والنائبة عن الزوج المدير العام.

فهي تؤمن استقرار البيت في نظافته إلى شؤون مطبخه فضلا عن الإشراف المباشر على تربية الأولاد وتأمين التهدئة والاستقرار لهذه المؤسسة الصغيرة.

وهذا التعدد الوظائفي كما هو المعمول به في زمن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى زماننا هذا، وبيت الإمام (عليه السلام) كان النموذج في ذلك، ففي الخبر عن الإمام الصادق (عليه السلام) : قال : (كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحتطب ويستقي ويكنس، وكانت فاطمة (عليها السلام) تطحن وتعجن وتخبز)(1).

وقد تتبدل الأدوار داخل الأسرة في الظروف الاستثنائية، وانجح ما تكون الأسرة في جلسة الحوار وحسن تمثيل الأدوار، وهذا يرجع إلى الوعي الثقافي للزوجين والمؤهلات الإنسانية القيميَّة لديهما.

قد تسأل : هل هذه التركيبة الذكورية للأسرة تؤسس لديكتاتورية الرجل؟

والجواب : ما دام الحوار والتخطيط والتقييم هو سيد الموقف لا يوجد ديكتاتورية في البيت، وما دام (أمرهم شورى بينهم) وما دامت طاعة المرأة للزوج من باب (اظهار المرونة في التعاون) لا يوجد مفهوم سلطة الفرد على الأسرة. بل ان التجربة اثبتت ان المرأة تميل بفطرتها وغرائزها إلى احترام سلطة الزوج عليها، وتعتبره كمالا لأنوثتها، لأنها تميل إلى كونها المرغوبة والمعشوقة للزوج ومحلا لاهتمامه، وهذا واحد من أسرار السعادة الأسرية التي شجع عليها الإسلام العزيز.

______________

1ـ بحار الأنوار، ج43 ص151.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.