المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28



تحمل أعباء الزواج  
  
359   08:30 صباحاً   التاريخ: 2024-10-12
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص20ــ22
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يتحمل أعباء الزواج بمسؤولية كاملة، وبفعالية تامة، وبرضى قلبي تام .

ولا ريب بأن تحمل أعباء الزواج لا يكون بفعالية إذا لم يكن نابعاً عن قناعة راسخة لدى الزوج بلزوم ذلك .

إن الزوج سيما الموسر يظن للوهلة الأولى بأن الزواج لا يحتاج إلى كثير مؤونة، وبالتالي هو سهل المؤونة، ولكنه شيئاً فشيئاً يكتشف بأن للزواج أعباء كثيرة ولكنها محاطة بهالة من الفرح والسرور لأنها قائمة على أساس الإختيار والقنوع والرضى.

وبالحق فإن النظرة إلى الزواج على أساس أنه سهل المؤونة هي نظرة تقوم على أساس النفقة المادية وهذا خطأ جسيم، وتوهم مردود، لأن الزواج وإن كان بإحدى جنباته يلحظ هذا الجانب إلا أنه يعتمد على الأعم من ذلك فهو يستفرغ وسع الزوج العاطفي، ووسعه الفكري، والأسري، والإجتماعي، ويربط الماضي بالحاضر والمستقبل .

ومهما يكن فنستطيع تقسيم أعباء الزواج إلى قسمين:

القسم الأول: وهذا القسم يرتبط باللازم على الزوج والذي لا يستطيع التملص منه مهما حاول اللهم إلا إذا اسقطت الزوجة حقها في بعض ذلك، وهذا القسم يتحدث عن ثلاثة أمور:

الأمر الأول: المسكن الشرعي اللائق بالمستوى المعيشي للزوجة.

الأمر الثاني: النفقة الواجبة للزوجة من قبل الزوج.

الأمر الثالث: حسن العشرة الزوجية.

وتفصيل هذه الأمور الثلاثة موكول إلى النصائح القادمة وبالأخص النصيحة التي ستأتي بعنوان : ((الإلتزام بالأحكام الفقهية الخاصة بالزوج)). ففيها الكفاية .

القسم الثاني: وهذا القسم يرتبط بمنسوب المحبة بين الزوجين، وبحسب مستوى الغنج والدلال بينهما، وبمقدار عمق العلاقة بينهما، فهذه المعايير توجب على كل من الزوجين تحمل أعباء أكبر، ومثال ذلك: أن الزوج لا يجب عليه من الناحية الشرعية القانونية جلب الهدايا لزوجته كلما أقبل إليها من خارج المنزل، ولا يجب عليه المكوث ليودعها حين خروجه من المنزل ولو لبرهة قصيرة، بينما إذا كان منسوب المحبة بين الزوجين عالياً فهذا الأمر يصبح واجباً على الزوج كما لا يخفى.

ومن هنا نلاحظ أن عمق العلاقة بين الزوجين توجب عليهما طقوساً خاصة ألزما أنفسهما بها حتى ولو لم يلزمهما الشرع والقانون بها .

ونستطيع أن نقول بأن القياس الأساس لكلا القسمين هما :

القسم الأول: عدم الظلم وبالتالي استيفاء الزوجة كامل حقوقها.

القسم الثاني: غاية الإكرام.

وبالحقيقة فإن هذا العمل هو من علامات الإيمان فالمؤمن إذا لم يحبب زوجته فإنه يعطيها حقها ولا يظلمها وإن أحب زوجته فإنه يكرمها، وهذا ما نطق به إمامنا المعصوم الحسن (عليه السلام)، وذلك حينما جاءه رجل يستشيره في تزویج ابنته فقال (عليه السلام): ((زوجها من رجل تقي فإنه إن أحبها أكرمها وإن أبغضها لم يظلمها))(1).

إن الزوج السعيد هو الذي لا يتهرب من تحمل أعباء الزواج التي أقبل على استحقاقاتها بكل قناعة ورضى، وإن لم يستطع أو لم يرغب بتحمل هذه الأعباء فإن عليه من الأساس سلوك طريق غير طريق الزواج.

ونعود ونذكر بأن أعباء الزواج وإن كانت بظاهرها مرة سيما على غير الموسرين فإنها تستبطن سعادة لا نظير لها لأن المعادن لا تظهر قيمتها إلا حينما تصقل كما لا يخفى .

_______________________

(1) ميزان الحكمة، ج4، ص 281. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.