المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Laboratory Diagnosis of Cancer
19-2-2016
Complex Analysis
27-11-2018
ما هي الشروط الواجب توافرها لنجاح عملية الحلب الألى؟
17-1-2017
مراحل نمو ونضج ثمار البلح
14-1-2016
ورق التبغ
23-3-2017
تركيب الذرة
2023-05-30


خير الأبناء يلزم وجود خير الآباء  
  
2000   01:53 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص363-364
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2021 2486
التاريخ: 2023-04-06 1461
التاريخ: 5-9-2021 1878
التاريخ: 25-11-2020 1931

من ميزات الطفل انه يتأثر إلى حد كبير بما يراه ويسمعه فالعين والاذن والحواس الاخرى في الطفل تنقل المعالم الجميلة والقبيحة في العالم الخارجي إلى ذهنه وفكره وارادته، وهي السبيل إلى التعرف عليها. وكما هو معروف ان قوة التدقيق وحب الاستطلاع عند الأطفال وقابليتهم العالية على التقليد وقبول التلقين وقوة التخيل يجعلهم اكثر تأثرا من غيرهم، وسرعان ما يلجأون إلى اختيار وتجربة ما يشاهدونه في العالم الخارجي.

إن الطفل شديد التأثر بأمه وأبيه، وهما القدوة عنده فاذا كان الوالدان صالحين منسجمين او متناحرين، فان الرؤية المتوقعة لدى الطفل تكون منحصرة في هذه الأبعاد ولا تتعداها. فحينما لا تربط الوالدين علاقة صحيحة ولا ينتهجان المقررات الرئيسية ولا يلتزمان بالضوابط الأخلاقية والدينية فانه ليس من المعقول ان يتوقع من الطفل أن يكون على الطريق الصحيح والسلوك السوي.

فاذا نشأ الطفل وترعرع مع ابوين تسودهما اجواء مضطربة ومليئة بالعقد والعراك والنزاع والتناحر بدلا من الحكمة والمنطق والحب والتفاهم، فان ذلك يمهد لانحراف الطفل وشيوع الاضطراب في الوسط الذي يعيش فيه وبالتالي ينعكس الأثر السيئ على المحيط الاجتماعي برمته.

وعليه يصبح من الضروري على الوالدين ان يبنيا نفسيهما بناءً صحيحا وايمانيا ويقيما علاقاتهما على أساس المعايير الأصلية والثابتة ويحلا خلافاتهما حلا منطقيا وواقعيا يخدم مصلحتهما ومصلحة ابنائهما ويشيدا صرح حياتهما على أساس هدف ثابت ليس من اللائق جدا من الوالدين نصح اطفالهما وارشادهما بان يكونوا جيدين وطيبين وهما لم ينظرا إلى تصرفاتهما ولا يلتفتا إلى ما يسلكانه من سلوك واعمال فهما قدوة لأطفالهما قبلا بذلك ام لم يقبلا, لذا كان من الافضل ان يكونا قدوة بالمعنى الحقيقي والصحيح ويبنيا شخصيتهما في ظل الإيمان والفضائل وكل هذه النصائح.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.