المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



حاجات ابناء الشهداء  
  
1746   01:41 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص102-104
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /

ـ الحاجات والمسايرة :

وجود الحوائج سيبرز نوعاً من المصالح بين الطفل وامه، فالطفل وبسبب حاجته لأمه واعتباره لها انها القادرة على تأمين حوائجه، سيضطر مرغماً لطاعتها، واحياناً الى غض النظر عن بعض رغباته لأجلها، وهذا امر إيجابي تربوياً. إذاً فتنفيذ الطفل لرغبات امه، ولو بقضاء حاجاته الشخصية والعمل على كسب رضاها، يُعد أمرا مفيداً في تربيتها له، وورقة رابحة في يدها، وإن كان لدى الأمهات خطة تربوية مناسبة في هذا المجال يستطعن تطبيق برامج تربوية قيمة في المجال نفسه، وإعداد الطفل بالطريقة التي يرغبن بها.

ومن الممكن أن تكون الاحتياجات وكيفية قضائها ركائز تربوية مناسبة، الى درجة ان الام تصبح قادرة على قضاء حوائج الطفل بشروط كأن تقضي حاجته بشرط ان يقوم هو بعمل معين، وطبعاً من الضروري ان لا تقضي الامهات حوائج أطفالهن بطريقة جدلية إلا في الحالات الضرورية.

ـ الحاجة والأخلاق :

وهكذا فمن الممكن أن تكون الحوائج عاملاً وسبباً في بناء الأخلاق بصورة معينة، لأنه:ـ

أولا :ـ من الواجب مراعاة أسس ومقررات معينة اثناء تأمين الحاجة والتي عادة ما يتقيد بها الأولياء.

ثانياً :ـ غالباً ما يتخللها بعض التعاليم والإرشادات التي تعد بمثابة درس وبرنامج مفيد للطفل.

تلبي الامهات حوائج الطفل الغذائية، ومن خلال ذلك عليهن تلقينه دروساً في الصبر والتحمل ومراعاة ظروف الآخرين، والأدب والانسانية، وان يطلبن منه أن لا يفكر بنفسه فقط، وان لا يطلب تحقيق رغباته بسرعة، وان لا يبقى أسير رغباته وحاجاته الشخصية.

وهو بحاجة للمعاشرة وعليه ان يدرك من خلالها ضرورة رعاية حرمة الآخرين، وان يوفق بين نفسه والآخرين، فيغض النظر عن بعض مصالحه لصالح الآخرين، وليكن لديه أدب وإنسانية وتسامح وعفو وقدرة على المداراة.

ـ لماذا الحاجة الخاصة ؟

النقطة الجديرة بالذكر هنا هي ان لكل الناس حوائج ينبغي تأمينها بشكل متعادل ومتوازن، فلماذا نتكلم عن حوائج الأيتام وأبناء الشهداء الخاصة؟، مع اننا وخلال البحث نذكر الحوائج الحياتية والعاطفية والنفسية نفسها..؟

الجواب:ـ هو انه وبسبب الشعور بالحرمان والنقص واليأس والاضطراب والحيرة والأعراض الأخرى التي تظهر عند هؤلاء الأفراد، فإن الكثير من الحاجات تحتل مكان الحاجات الأخرى، او انها تزداد بشكل كلي وتغير من شكلها، أو تضعف حاجة وتقوى أخرى.

اجل! إن حاجات الإنسان تبقى حية وقائمة مدى الحياة، ولكن الرغبة بقضائها تتغير شدة وضعفاً، ومن الممكن ان لا تظهر إحدى الحاجات في مرحلة من مراحل العمر، لكنها تظهر وتبرز قوية وشديدة في مرحلة أخرى، فتجر الإنسان الى الانحراف من خلال ذلك.

ولما كان لأبناء الشهداء وضع وحالة خاصة بسبب الصدمة النفسية التي تعرضوا لها، فقد يُغفل

احياناً عن بعض حاجاتهم وتُنسى، من قبيل الحاجة إلى الغذاء، او التركيز بشدة على حاجات أخرى، كالحاجة الى مأمن وظروف ومكان للأشراف الجديد، وبناء على ذلك سيتغير وسيتبدل شعورهم بالحاجة، ولذلك فعلى الامهات اللواتي تقع على عاتقهن مسؤولية مباشرة في امر تربيتهم أن ينتبهن الى تلك النقاط والجوانب.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.