المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01



مخاطر الاباء الضعاف  
  
2443   10:19 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص308ـ309
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-1-2016 1991
التاريخ: 13-6-2020 2152
التاريخ: 2023-04-11 1251
التاريخ: 5-7-2020 1914

ينبغي أن لا يترك الاب مسؤوليته ابدا بل ولا يكون ضعيفا ، وان الاثار السلبية للآباء الضعاف هي اكثر بمرات من الاثار السلبية للأمهات الضعيفات لاحتمال ان يصبح الطفل لا أبالياً.

ان خطر الام الضعيفة لا يمثل شيئا، خاصة وانها مسؤولة عن تقديم الحب والحنان لطفلها، وان هذه الصفات قلما تأثر عليه سلباً.

في حين ان ضعف الاب يهدد انضباط الطفل فلا يمكنه مواصلة حياته دون مراقبة واهتمام.

وقد يفاجأ الاب الضعيف ذات يوم عندما يشاهد انه لا يملك شيئا من زمام ولده، فيفرض الولد سلطته عليه دون اية معاناة ويمنع والده من طي طريق النمو والكمال. ولا يتمكن الاب - والحال هذه- ان ينفذ إلى ولده.

تظهر عند هؤلاء الأطفال بعض نقاط الضعف في التربية والأخلاق فمثلا لا يمتازون باتزان في العاطفة بل يصبحون أشرارا وجناة وعصاة إضافة إلى تكبرهم وضعفهم في تحقيق البرامج الانضباطية وخضوعهم لتوجيهات الآخرين ورفضهم للأوامر والنواهي والاستهانة بها.

ـ ضرورة حضور الأب وحسمه :

لذا ينبغي ان يتمرن الاباء على ممارسة الاقتدار والحسم، وان يوثقوا علاقة الحب والالفة مع الطفل منذ الأشهر الأولى من ولادته، ويلقنوا انفسهم ضرورة قبول مسؤولية التربية وأدائها بأفضل وجه.

إننا لا نستهدف ان يقوم الاب بإصدار الاوامر والنواهي لطفله الصغير فيكون قاسيا معه. بل نريد ان نؤكد على ضرورة قيام الاب باستخدام قاطعيته وحسمه متى ما دعت الحاجة لذلك، وان يعمل بوظيفته لا ان يتهرب منها. فليس صحيحا ان يخضع الاب لمشاعره ويتأثر بعواطفه.

كما ان من الخطأ ان يتناول الا بطعامه بمفرده، ويعيش وحده، وينام بعيدا عن الاخرين، ويطالب اولاده بالسكوت، ويتجول لوحده، ولا يطالب اولاده بأداء مسؤولياتهم وذلك من اجل راحته. ينبغي عليه ان يعاشر أولاده ويتحدث معهم ويكلفهم بإداء بعض المهام والمسؤوليات.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.