المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



قوة المربي  
  
1874   12:25 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص16-17
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-5-2021 2054
التاريخ: 8-1-2016 2158
التاريخ: 27-3-2017 2064
التاريخ: 9-1-2016 1922

 أمر شامل فهي تفوق جسدي وعقلي وأخلاقي , وكثير من الآباء يتيسر لهم تربية أولادهم في السنوات الأولى , لأن شخصياتهم أكبر من شخصيات أولادهم (1) ، ولكن قليل أولئك الآباء الذي يظلون أكبر وأقوى من أبنائهم ولو كبروا .

وهذه الصفة مطلوبة في الوالدين ومن يقوم مقامهما ، ولكن لا بد أن تكون للأب وهي جزء من القوامة, ولكن ثمة خوارق تكسر قوامة الرجل وتضعف مكانته في الأسرة منها :

* أن تكون المرأة نشأت في بيت تقوده المرأة , والرجل فيه ضعيف منقاد ، فتغتصب هذه المرأة القوامة من الرجل بالإغراء , أو التسلط وسوء الخلق ، واللسان الحاد (2) .

* أن تعلن المرأة أمام أولادها التذمر أو العصيان ، أو تتهم الوالد بالتشدد والتعقيد , فيرسخ في أذهان الأولاد ضعف الأب واحتقار عقليته (3) .

* أن تَعرض المرأة على زوجها أمرا فإذا أبى الزوج خالفته خفية مع أولادها فيتعود الأولاد مخالفة الوالد والكذب عليه .

ولا بد أن تسلم المرأة قيادة الأسرة للرجل , أبا كان أو أخا كبيرا أو خالا أو عما , وعليها أن تنقاد لأمره ليتربى الأولاد على الطاعة ، وإن منع شيئا فعليها أن تطيع (4) . وإن خالفه بعض أولادها فيجب أن تخبر الأب ولا تستر عليه لأن كثيرا من الانحرافات تحدث بسبب تستر الأم .

وفي بعض الأحوال تصبح الأم في حيرة ، كأن يطلب الأولاد شيئا لا يمنعه الشرع , ولا الواقع  ولكن الأب يمانع لرأي يراه قد يفصح عنه وقد يكتمه , فيحاول الأولاد إقناع الأب فلا يقتنع ، ففي هذه الحال لا بد أن تطيع المرأة , وتطيب نفس أولادها وتبين لهم فضل والدهم ورجاحة عقله وتعزيهم بما في الحياة من أحداث تشهد ان للوالدين إحساسا لا يخيب , هذا الإحساس يجعل الوالد أحيانا يرفض سفر ولده مثلا , ثم يسافر الأصدقاء فيصابون بأذى فيكون رفض الوالد خيرا وذلك بسبب إحساسه ._____________

1- انظر : منهج التربية الإسلامية : محمد قطب , ص 280 .

2- انظر : المرجع السابق : ص 68 – 69 .

3- انظر : كيف تربي أطفالنا : محمود الإستانبولي : ص 70 .

4- انظر : تربية البنات ، خال الشتنوت : ص 69 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.