المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الأم قدوة ومثل لأبنائها  
  
4196   07:45 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص208ـ209
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن دورك كقدوة ومثل دور هام جداً وبناء في طريق تنشئة الأبناء وبنائهم، عليك أن تكوني:ـ

أولا :ـ مثال الصبر والاستقامة، فلا تثور أعصابك ضد أطفالك لأتفه الأسباب.

وثانياً :ـ أن تترافق أقوالك وما تدعين اليه بالفعل، كأن تطلبي من الأبناء أداء الصلاة في أول وقتها، ففي هذه الحالة لا يحق لك ان تؤخري الصلاة لأي عذر او سبب كان. إنك ام ولك نفوذ قوي في قلب الأبناء، وخصوصاً بعد شهادة الأب حيث تتجه الأنظار نحوك، فيجب أن يتلقى الأطفال دروساً من أخلاقك، وسلوكك، وعفتك، وتقواك، والتزامك بالحلال والحرام، ولا يجوز أن يعتقد الطفل يوماً بأنك تقومين بالأمر والنهي فقط وتغفلين عما يهم حياة الأبناء والعمل، بل كوني مبلغة وداعية بالقول والفعل، الق عليهم الدروس وعلميهم لأنك تطبقين ذلك وتؤمنين به من جهة، ولرغبتك في تنشئة أبنائك من جهة أخرى، وبشكل عام حاولي أن تكوني بحيث لا يشعر بالحاجة الى التوسل واللجوء الى الآخرين.

ـ التوجيهات اللازمة :

العمل هو احد أبعاد التربية، وتشكل التوجيهات والتذكير المستمر البعد الآخر له، ومع انه قيل:ـ

"مئات الأقوال لا تعادل نصف عمل" ولكن لا تغفلي عن أهمية التوجيه وقيمته فلربما غيرت كلمة او توجيه معين حياة الطفل برمتها وقلبت حياته رأساً على عقب.

نوهي للطفل ببعض التوجيهات دائماً، وقومي بوعظه وتحذيره، وتحدثي له عن قيمة الشخصية، وعن محضر الله تعالى، وتكلمي عن واجبات اسر الشهداء وما ينتظر ويتوقع منهم.

قومي بتلقين أطفالك أن يكونوا أفرادا ذوي شهامة وإنسانية، وحماة للشرف وحراساً للثورة الإسلامية والقرآن الكريم، وهذا ما يتوقعه الناس منهم، وهي وظيفة هذه الأسرة، وهذا ما يريده الله ورسوله، تحدثي لهم عن أهمية أن يكونوا حماة للعفة والشرف وعاملين بقيمة انفسهم، ليبتعدوا عن توافه الدنيا ومتاعها، وليحافظوا على استقامتهم ويسيروا في طريق الحق، ويتحلوا بالعادات والصفات الكريمة، وليكونوا مشعلاً ونبراساً للناس بشكل عام.

وعموماً أينما طرح امر التربية للبحث يجب أن نتحدث عن الأم وتأثيرها ونفوذها في الأبناء، لأن الأمهات يتحكمن بمصير الفرد والمجتمع، ويعملن على تنشئة آمال الحاضر والمستقبل ومن الخطأ الجسيم ان يعتقد البعض بأن الابن لا يمكن ان يكون فرداً سالماً ومتزناً دون والده، لأن التجارب قد أشارت الى ان الأمهات الواعيات واليقظات يمكنهن سد الفراغ الناتج عن غياب الأب وتنشئة الأبناء على افضل وجه.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.